الندوة الوطنية الثانية للترجمة وإشكالات المصطلح اللساني 2014

دعوة 

تتشرف عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية  ومختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش وبنية البحث في قضايا النص والخطاب بكلية اللغة العربية جامعة القرويين– مراكش بدعوة فضيلتكم – أساتذة وطلبة – لحضور الندوة الوطنية الثانية في موضوع:

“الترجمة وإشكالات المصطلح اللساني”تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور لحسن بنعاشر”

– يوم 26 نونبر2014  بقاعة المحاضرات- كلية  الآداب والعلوم الإنسانية-مراكش

– يوم 27 نونبر2014 بمدرج إقبال الشرقاوي – كلية اللغة العربية- مراكش

برنامج الندوة:

اليوم الأول

 يوم 26 نونبر2014  بقاعة المحاضرات- كلية  الآداب والعلوم الإنسانية-مراكش

بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش

  • 09:00-الجلسة الافتتاحية:
  • رئيس الجلسة: د. محمد الأزهري- كلية اللغة العربية- مراكش

–          كلمة السيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

–          كلمة السيد عميد كلية اللغة العربية – مراكش

–          كلمة بنية البحث في قضايا النص والخطاب – كلية اللغة العربية – مراكش

–          كلمة  مختبر الترجمة وتكامل المعارف- كلية الآداب والعلوم الإنسانية –مراكش

  •      09:40- 10:40- المحاضرة الافتتاحية:
  • رئيس الجلسة: د.عبد الجليل الأزدي-كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش

9:40- د.عبد الواحد المرابط:  كلية الآداب – مراكش

–          مصطلح “السيمياء” بين ازدواجية الأصل وتعدد الترجمات

10:05- مناقشة

  •     استراحة شاي
  •      11:00- الجلسة الأولى:
  • رئيس الجلسة: د. مولاي المامون المريني- كلية اللغة العربية- مراكش

11:00- د. مصطفى غلفان: كلية الآداب عين الشق- الدار  البيضاء

–          طلائع المفاهيم والمصطلحات اللسانية عند تمام حسان في كتابه “مناهج البحث في اللغة”

11:20- د. محمد الهاشمي: كلية الآداب- ظهر المهراز.

–          المصطلح اللساني وإشكال توحيده

11:40- مناقشة

  •      15:00- الجلسة الثانية:
  • رئيس الجلسة: د. عبد الله الرشدي: دار الحديث الحسنية – الرباط

 15:00- د.محمد الخطابي : كلية الآداب – أكادير

–          الترجمة –المماثلة للمصطلحات

15:20-د. عبد الرحيم العمري: كلية العلوم القانونية والاقتصادية  والاجتماعية – سطات.

–          ترجمة المصطلح الحجاجي.

15:40-دة. فاطمة سحام: كلية الآداب – مراكش

–          إشكالية الحفاظ على دلالة المصطلح المترجم

16:00- مناقشة

  •    استراحة شاي
  • 17:00- الجلسة الثالثة:
  • رئيس الجلسة: د. محمد حيلو- كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

17:00- د. محمد التقي: كلية الآداب – بني ملال

–          الصوتيات والصواتة  بين نقل مضمون المعرفة وإشكال صياغة العبارة

 17:20- د.عبد الرزاق جعنيد: كلية الآداب – الجديدة.

–          المصطلح الصوتي المترجم وإشكال التوحيد

17:40-   مناقشة  

برنامج اليوم الثاني

يوم 27 نونبر2014 بمدرج إقبال الشرقاوي – كلية اللغة العربية- مراكش        

بكلية اللغة العربية – مراكش

 

  • 09:00- الجلسة الرابعة:
  • رئيس الجلسة: د. مولاي يوسف الإدريسي- كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش

09:00- د.عبد الحي العباس: كلية اللغة العربية- مراكش

-الأصول اللسانية في بناء الخطاب العجائبي

09:20-د.حسن الطالب: كلية الآداب – أكادير

–           ترجمة المصطلح اللساني: كتاب” معجم تحليل الخطاب”  

           لمانغونو وشارودو (ترجمة عبد القادر المهيري وحمادي صمود نموذجا)

09:40- مناقشة

  •     استراحة شاي

10:40- الجلسة الخامسة:

  • رئيس الجلسة: د محمد الطالبي: كلية اللغة العربية- مراكش

10:40-  د.أحمد بريسول: جامعة محمد الخامس – معهد الدراسات والأبحاث للتعريب

–          الذهاب والإياب بين المفهوم والمصطلح

11:00- ذ.محمد فتحي: المركز الجهوي للتربية والتكوين-فاس

–          الترجمة ومشكلات المصطلح اللساني: نماذج من بعض المعاجم اللسانية المتعددة اللغة والمترجمة

11:20- ذة.هدى روض– ذة. ليلى الغزواني : مختبر الترجمة وتكامل المعارف – كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

–          دور الترجمة في رحلة المصطلح بين العلوم : “المصطلح اللساني نموذجا”

11:40-  مناقشة

الجلسة التكريمية:15:00- 18:00

  •     تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور لحسن بنعاشر   
  • رئيس الجلسة:  د. مولاي مصطفى أبو حازم –كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش
  •  شهادات

د. محمد  مراح

د. محمد أمنزوي

د. محمد الطوكي

د. أحمد زروال

د. محمد حيلو

د. محمد العمري

د. محمد مخواض

د. عبد الرحيم برادة

  •   كلمة المحتفى به

اللجنة المنظمة

  •  للا مريم بلغيثة 
  •   عبد العزيز أيت بها
  •   هدى روض
  •   سعيد قطفي
  •  أسماء كويحي
  •   حنان واسنوان
  •   ليلى الغزواني
  •   عبد العزيز جابا الله
  •   محجوبة لبفور
  •   عبد العزيز التزكيني
  •   محمد وسكسو
  •   حنان الصالحي

 

تقرير عن الندوة الوطنية الثانية حول الترجمة والمصطلح في موضوع

“الترجمة وإشكالات المصطلح اللساني” تكريما لفضيلة الأستاذ لحسن بنعاشر

يومي: 26 و27 نونبر 2014″

برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية اللغة العربية- مراكش.

نظم مختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش، وبنية البحث في قضايا النص والخطاب بكلية اللغة العربية جامعة القرويين –مراكش، الندوة الوطنية الثانية حول الترجمة والمصطلح في موضوع: “الترجمة وإشكالات المصطلح اللساني”، وذلك بتاريخ 26 و27 نونبر 2014، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية اللغة العربية – مراكش-.

وتضمنت فقرات برنامج هذه الندوة الوطنية الثانية جلسات علمية عدة، تخللتها مداخلات ثلة من الأساتذة الباحثين من مختلف كليات الآداب، ومراكز البحث بالمغرب، كما عرفت الندوة وعلى مدى يومين متتابعين تغطية إعلامية، وحضور عدد مهم من الضيوف والمتتبعين من داخل المغرب وخارجه، وتوج هذا المحفل العلمي البهيج بشكر كل المساهمين في إنجاح هذه الندوة وبتكريم الدكتور الأستاذ لحسن بنعاشر على ما بذله من عطاء للعلم والمتعلمين.

الجلسة الافتتاحية

ترأس الجلسة الافتتاحية الدكتور مولاي المامون المريني نائب عميد كلية اللغة العربية- مراكش،  وفي مستهل أشغال هذه الندوة تقدم بالشكر الخالص لمدير مركز الدكتوراه وممثل عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الأستاذ علي الفقير، ومدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب بمراكش الأستاذ عبد الحميد زاهيد ومنسق بنية البحث في قضايا النص والخطاب بكلية اللغة العربية بمراكش الأستاذ أحمد قادم، والثناء على المحتفى به فضيلة الدكتور الأستاذ لحسن بنعاشر. بعدها أعطى الكلمة تباعا للهيئات المنظمة لهذا اللقاء العلمي:

مدير مركز الدكتوراه بكلية الآداب علي الفقير الذي ألقى كلمة نيابة عن السيدة وداد التباع عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والتي استعرض فيها مجموعة من النقاط ذات الصلة بالترجمة والقضايا المثيرة للإشكال التي تطرحها مبرزا أن الأمر يزداد تعقيدا عندما يرتبط بالمصطلح، ولهذه الغاية فإن الترجمة وإشكالات المصطلح اللساني موضوع هذه الندوة تكتسي أهمية بالغة. كما عبر عن مدى سعادته بالاحتفاء بالعالم الجليل والشيخ الوقور الدكتور لحسن بنعاشر معلم الأجيال ومن المؤسسين الأوائل للدرس اللساني بجامعة القاضي عياض والجامعة المغربية عامة. وفي الأخير أثنى على الجهات المنظمة لهذه الندوة وفي مقدمتها مختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب بمراكش، الذي أصبح مركزا علميا أكاديميا ليس فقط على الصعيد الوطني بل الدولي أيضا وذلك بفضل أنشطته العلمية الوطنية والدولية على الرغم من حداثة عهده. وواصل ثنائه لبنية البحث في قضايا النص والخطاب بكلية اللغة العربية، على دعمها لهاته الندوة وللأنشطة التي تنظمها كلية اللغة العربية ممثلة في شخص عميدها السيد محمد الأزهري الذي لا يبخل بدعمه وتعاونه المادي والمعنوي في تنظيم مثل هذه التظاهرات العلمية.

ü     السيد عميد كلية اللغة العربية وبالنيابة عنه نائب العميد مولاي المامون المريني بكلية اللغة العربية- مراكش، الذي نوه بالمجهودات الكبيرة والقيمة التي يبدلها مختبر الترجمة وتكامل المعارف وبالسُّنة الجديدة والتي أصبحت محور كل لقاء  وهي التكريم والاحتفاء بأستاذ من الأساتذة الأجلاء الذين كان لهم الفضل وما زال في تدريس أجيال من الطلبة. ثم انتقل للتنويه بالتنسيق الذي سنه مدير مختبر الترجمة مع مجموعة من الأساتذة من كلية اللغة العربية وبعض مجموعات البحث، ويعتبره مسلكا نبيلا ويتمنى أن يرقى إلى عمل مؤسسي مضبوط له التزاماته وأهدافه في البحث العلمي التي تخدم الطلبة والأساتذة، ونوه كذلك بالمستوى التشاركي والتنسيقي الذي يجمع بين إدارة كلية الآداب وكلية اللغة العربية. وأخيرا أثنى على المحتفى به الدكتور لحسن بنعاشر متمنيا النجاح لهذه الندوة.

الدكتور أحمد قادم الذي ألقى كلمة باسم بنية البحث في البلاغة والخطاب بكلية اللغة العربية، تقدم فيها بالشكر الخالص للسيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية ومدير مختبر الترجمة وفريقه في العمل. وذكر أن هذا الحدث يأتي في سياق الجهود التي تبذلها كلية الآداب للرقي بمستوى التكوين والبحث العلمي. وأشار إلى أن اختيار موضوع الترجمة وإشكال المصطلح اللساني يندرج في هذا السياق العام الذي يعنى بالأسئلة الراهنة ويصوغها وفق متطلبات العصر مع ما يقتضيه ذلك من العناية بالمناهج العلمية. وفي الختام نوه بالمواضيع المقترحة كمًّا وكيفا راجيا من الله أن تكلل أعمال الندوة بالنجاح والتوفيق مع متمنياته للدكتور لحسن بنعاشر بالمزيد من التألق والعطاء.

الدكتور عبد الله الرشدي ألقى كلمة باسم مختبر الترجمة وتكامل المعارف، أكد من خلالها أن موضوع الندوة “الترجمة وإشكالات المصطلح اللساني” موضوع متخصص صار فيه الحديث من ترجمة المصطلح عموما إلى المصطلح اللساني خاصة وبهذا التحديد الدقيق يمكن أن تتبلور الإشكالات الحقيقية للموضوع. وأضاف أن غاية المختبر هي إفساح المجال أمام الباحثين والمتخصصين المشاركين في عروضهم العلمية لتقديم النظر والنظر المضاد علنا نقدم بعض الأجوبة المطمئنة للإشكالات المحيرة التي تثيرها ترجمة المصطلح اللساني، وهي رسالة علمية حمل المختبر على عاتقه العمل من أجلها. ولتحقيق الغايات العلمية للمختبر تم إحداث هذه السنة مسلكين جديدين للتكوين بالماستر وهي امتداد لانشغالات المختبر العلمية: ماستر “الترجمة” بالإنجليزية وماستر “اللغة والنص”. ثم توجه بتقديم الشكر لكل الهيئات الداعمة والمساندة والمشاركة في تنظيم هذه الندوة. وتقدم بالشكر الخالص للضيوف الذين لبوا الدعوة للإسهام في الندوة متكبدين عناء السفر، كما تقدم بالشكر والتحية لأعضاء المختبر: الأستاذ الفاضل الدكتور حسن درير محرك المختبر ومهندسه، والسيد المحترم منسق بنية اللغة العربية أوصاف وإشكالات الدكتور مولاي مصطفى أبو حازم على دعمه العلمي والمعنوي لأنشطة المختبر، واللجنة المنظمة طلبة مختبر الترجمة وتكامل المعارف لما يبدلونه من جهود خالصة في سبيل التحصيل العلمي الأكاديمي الجاد وعلى مساعيهم الحثيثة في سبيل إنجاح أنشطة المختبر وعلى رأسهم عبد العزيز جابا الله. وفي ختام كلمته دعا الحضور الكريم إلى  وقفة إجلال وتبجيل لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الحميد زاهيد مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف اعترافا بإسهاماته المتميزة للنهوض بالمشهد العلمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وتنويها بجهوده الرائدة في تكوين الطلبة.

المحاضرة الافتتاحية: “مصطلح «السيمياء» بين ازدواجية الأصل وتعدد الترجمات” للدكتور عبد الواحد المرابط (كلية الآداب والعلوم الإنسانية– مراكش).

ترأس هذه المحاضرة الدكتور عبد الجليل الأزدي من كلية الآداب بمراكش، وأكد الدكتور عبد الجليل الأزدي أن موضوع «الترجمة وإشكالات المصطلح اللساني» الذي تطرحه هذه الندوة يحتاج إلى الكثير من الندوات واللقاءات العلمية.

كما أشار إلى أن ظهور كتاب «محاضرات في علم اللغة» لدي سوسير أدى إلى التلميح بإمكانية تأسيس علم خاص يَدرس حياة العلامات قد تكون اللسانيات فرعا لهذا العلم، وهو العلم الذي ظهر تحت مصطلحين، أولهما وجد في أوروبا وهو مصطلح سيميولوجي Sémiologie والأخر ورد استعماله في بلاد العم سام وهو مصطلح سيميوتيك Sémiotique  ، ورغم هذه المشكلة استطاع هذا العلم فرض أطاريحه ومناهجه ومصطلحاته على كافة مجالات المعرفة، ليخلص الدكتور الأزدي أنه مهما تمت مقاربة إشكالات ترجمة هذا المصطلح فإن أقصى ما يمكن التوصل إليه هو تجديد ما تقادم من أسئلة وإشكالات. وأعطى بعد ذلك الكلمة للدكتور المحاضر الأستاذ عبد الواحد المرابط، بعد التعريف به وبأعماله.

المحاضرة الافتتاحية:

رحب الأستاذ عبد الواحد المرابط بالحضور وشكر كلا من الدكتور عبد الجليل الأزدي ومختبر الترجمة وتكامل المعارف في شخص الأستاذ عبد الحميد زاهيد والأستاذ عبد الله الرشدي، وأكد في مستهل كلامه أن هذه الورقة هي عبارة عن جزء من بحث موسع يتناول قضايا السيمياء في مجال النقد الأدبي تحديداً، ومن جوانب متعددة من بينها الجانب اللساني وجانب ترجمة المصطلح اللساني. وعرّف المصطلح باقتضاب في بداية محاضرته، ثم انتقل إلى تأكيد أهمية المصطلح والاصطلاح في الثقافة العربية منذ القدم، وأهمية ترجمة المصطلح بالاعتماد على نسقه المرجعي ونسق الثقافة التي سينتقل إليها.  ومن ثمة حدد الباحث تعريفا للمصطلح في المجال اللساني والسيميائي على أنه يصف ظواهر لغوية أو أنساقاً شبه لغوية تأتت هي الأخرى عن طريق الاصطلاح والمواضعة، وهكذا يتمثل الطابع المزدوج للمصطلح في هذا المجال. ومن داخل هذه الوضعية الخاصة، نتج إشكال أخر مزدوج جانبه الأول يرتبط بوضع المصطلح في فضائه الثقافي الغربي قبل الترجمة، وجانبه الثاني يرتبط بترجمة المصطلح في الفضاء العربي.

وفي هذه الدراسة تعرض لقضية ترجمة المصطلح في زمرتها الأكثر صعوبة واستعصاء، لأن مصطلح سيميولوجي Sémiologie أو سيميوتيك Sémiotique هو أولا، اسما لعلم ومصطلحاً دالاً فيه وعليه في نفس الوقت، وثانياً، ولد ولادة سييامية مزدوجة فظل يعيش نوعاً من المفارقة المبنية على الاتصال من جهة والانفصال من جهة أخرى، وثالثاً، خضع لتحديدات إبيستمولوجية مختلفة سارت في اتجاهات منهجية متباينة، ثم أخيراً، باعتباره تلقى ترجمات عربية كثيرة ومختلفة ومتعددة من لدن الباحثين العرب.

وأكد الباحث على وجود محاولات واقتراحات لضبط استعمال المصطلحين: مصطلح سيميولوجي Sémiologie ومصطلح سيميوتيك Sémiotique في الغرب، غير أنه بين أن هذه الازدواجية لا تقتصر على المصطلح بل تتجاوزه إلى الحقل السيميائي الفرنسي أو الانجليزي أو غيرهما. إذاً، فكيف تعامل المترجم العربي مع مصطلح لم ينعم بالاستقرار في بيئته الأصلية؟ وما هي المتغيرات الثقافية التي يمكن أن تحسم في وضعية هذا المصطلح وتضمن له الانسجام والاستقرار؟

والملاحظ أن المصطلحات المتداولة في الأبحاث العربية والترجمات العربية، تأتت عبر ترجمات تركز على الدال، وذلك بالاعتماد على الاقتراض اللغوي بشقيه المعرب والدخيل، بينما ركزت ترجمات أخرى على المدلول بتقديم ترجمة تعريفية دلالية للمصطلح، غير أن كلا النمطين المعتمدين في الترجمة لم يحققا الاستقرار المطلوب بل زاد التشويش بتعدد المصطلحات.

وخلص الباحث إلى أن الترجمة المثلى تحتاج إلى استحضار اقتراح الفيلسوف طه عبد الرحمن الخاص بالمراتب الثلاث للترجمة، الترجمة التحصيلية التي مثلها النمط الأول للترجمة، والترجمة التواصلية التي اعتمدها النمط الثاني لترجمة المصطلح، وأخيرا الترجمة التأصيلية والتي اقترح لها مصطلحات عدة من بينها «السيمياء» ويسعى هذا الاقتراح إلى إحياء مصطلح تراثي وشحنه بدلالات معاصرة مع الاحتفاظ بجوانب معينة من دلالته التراثية.

وأنهى الأستاذ المرابط محاضرته باختيار مصطلح «السيمياء»، لأنه مصطلح يجمع إلى حد ما بين التحصيل والتوصيل والتأصيل، فهو يحاكي جذور المصطلحين الأجنبيين ولو بشكل عرضي من جهة ويحمل بعض دلالات المعرفة بالمعاني، ويتجدر المصطلح في الاستعمال التواصلي والعلمي العربي القديم، كما أن هذه الكلمة تُشاكل الأصل الإغريقي صوتياً وفنولوجياً ودلاليا، وأكد أن اعتماد هذا المصطلح التراثي لا ينبغي له اتخاذ المنحى الأصولي الذي يقصي الاجتهاد والذي يوهم أن علم العلامات المعاصر ما هو إلا تلك السيمياء العربية القديمة، فهذا المنحى له نتائج خطيرة ليس أقلها الإسقاط المعرفي والمفارقة الزمنية والثقافية.

الجلسةالعلميةالأولى:

ترأس هذه الجلسة الدكتور محمد التاقي من كلية الآداب بني ملال، وقد تضمنت مداخلتين علميتين:

المداخلة الأولى: “طلائع المفاهيم والمصطلحات اللسانية عند تمام حسان في كتابه «مناهج البحث في اللغة»” للدكتور مصطفى غلفان ( كلية الآداب عين الشق–  الدار البيضاء).

وقد تحدث الأستاذ غلفان في البداية عن الإشكالات العديدة التي يطرحها المصطلح اللساني في الثقافة العربية بالمقارنة مع الإشكالات التي يطرحها في بيئته الأصل.

وأكد صاحب المداخلة أن مجموعة من الدارسين العرب لم تتلق مجهوداتهم  الجبارة في الحقل اللساني العناية والاهتمام اللازمين، ومن بين هؤلاء المفكر والباحث المصري تمام حسان. وقبل أن يتطرق الدكتور غلفان إلى إسهامات تمام حسان ذكر أسباب اختياره لمؤلف ” مناهج البحث في اللغة ” ومنها أن المؤلف المذكور يعد من المؤلفات اللغوية العربية  الأولى التي نقلت أو ترجمت المفاهيم اللسانية من الثقافة الغربية إلى الثقافة العربية، ليثبت بذلك أن رواد الدرس اللساني العربي قد تعاملوا مع إشكالات المصطلح بكيفية مغايرة لتعامل الدارسين المحدثين، كما أشار الأستاذ غلفان إلى انفتاح البلاد العربية على الثقافة الغربية من خلال نقل مفاهيمها، كما أشار كذلك إلى أصالة المفاهيم التي ترجمها تمام حسان بدقة متناهية.

وقد نبه الأستاذ غلفان إلى تعليلات الرجل التي تظهر تمثله ومعرفته لأهم مفاهيم النظريات الغربية، بالإضافة إلى دقة التعريفات التي صاغها سواء عن طريق  الحد أو بالشرح أو بالأمثلة أو بالمقارنة، وختم الأستاذ غلفان مداخلته بعرض مجموعة من الملاحظات، ومن أهمها هيمنة المصطلح الصوتي في مؤلفه، وكذا استعادة المصطلح التراثي، فكتاب مناهج البحث إذا قورن بكتب معاصريه يتسم بدقته المنهجية والاصطلاحية.

المداخلة الثانية: “المصطلح اللساني وإشكال توحيده” للدكتور محمد الهاشمي (كلية الآداب ظهر المهراز– فاس).

تهدف هذه المداخلة إلى دراسة ترجمة المصطلحات اللسانية، وفق تصور يقوم على النسقية في مراعاة خصائص المصطلح؛ لتحقيق التقييس المصطلحي تفاديا للارتباك والفوضى في ترجمة المصطلح اللساني، ذلك أن عملية الترجمة عملية ذهنية يقوم بها المترجم جملة، وذلك لعدة اعتبارات اختزلها الباحث في أمرين اثنين هما:

-الأول: ويتمثل في أهمية الترجمة في بناء النسق المفهومي والنسق الاستدلالي في العلم، لدرجة أن كل علم يعلو شأنه بالمصطلحات المتداولة.

-الثاني: ويتمثل في أن عددا غير قليل من المصطلحات اللسانية المترجمة في نظرية النحو الوظيفي  فيها نوع من الارتباك، وهذا ما يؤثر سلبا على هندسة النظرية.

هذا وتتبع الباحث الخطوات المنهجية لمعالجة هذه الإشكالات بحيث عرض في نقاشه للنقاط التالية:

المصطلح اللساني الوظيفي المتعلق بسياق النشأة والتطور.

خصائص المصطلح اللساني الوظيفي، ضوابط ومزالق ترجمته.

ترجمة المصطلح اللساني والآفاق التي يتيحها البحث فيه.

وفي سياق حديثه عن الخصائص المميزة للمصطلح اللساني الوظيفي ،أجمل عناصره في ثلاث خصائص أولها خاصية الانتماء إلى الحقل المفهومي؛ وثانيها خاصية الانتظام ومفاد هذه الخاصية انتظام المصطلح اللساني داخل نسق من المصطلحات المتعالقة معها، وثالثها خاصية التداول بين فئة من المتخصصين.

لهذا تساءل الباحث عن أهم الثغرات الناجمة عن ترجمة المصطلح اللساني الوظيفي، وحصرها تمثيلا في طريقة التعامل مع المصطلح مفردا، مما يخلق نوعا من الارتباك والتضارب في الترجمة فينعكس على النظرية اللسانية كلها ويساهم في هدمها وتلقي المصطلحات المترجمة غير الدقيقة.

واختتم الباحث “د.محمد الهاشمي” مداخلته بجملة مقترحات تجاوزا لإشكالات ترجمة المصطلح اللساني وحصرها فيما يلي:

-أن يترجم المصطلح اللساني وفق مبادئ أهمها مراعاة الضوابط العلمية للترجمة اللسانية .

-الانفتاح على المجالات التي يمكن أن تفيد في ترجمة هذه المصطلحات اللسانية (كعلم النفس المعرفي)

-مواكبة التطور الحاصل في مجال التقنيات المعلوماتية المعاصرة، لمعرفة المستجدات الترجمية.

-الاستفادة من خبرات المؤسسات الرائدة وتجاربها في مجال الترجمة وتعريب المصطلحات.

-توطيد العلاقة بين الترجمة وعلم المصطلح والقيام بثورة علمية معرفية يقودها باحثون شباب.

-تبني المنهجية النسقية في ترجمة المصطلحات القائمة على مراعاة خصائص المصطلح اللساني.

-البحث في خصائص المصطلح ضمن الخطاب الوظيفي بأحدث نماذجه.

-استثمار نتائج البحث في المصطلح اللساني، في مجالات عدة كمجال التواصل البيداغوجي وتحليل الخطاب..إلخ.

الجلسةالعلميةالثانية:

ترأس هذه الجلسة الدكتور عبد الله الرشدي من دار الحديث الحسنية بالرباط، وقد تضمنت مداخلتين علميتين:

المداخلة الأولى: “الترجمة – المماثلة للمصطلحات” للدكتور محمد خطابي (كلية الآداب ابن زهر– أكادير).

اعتبر الدكتور محمد خطابي – بعد شكر منظمي هذا اللقاء العلمي – الترجمة بالمماثلة من الوسائل الأساسية التي يلجأ الباحثون إليها لتجاوز كثير من إشكالات نقل المصطلح الغربي إلى اللغة العربية، ويعني بها تلك العملية المزدوجة التي يبرز فيها توظيف المصطلح التراثي، ومن ثم ترجمة المصطلح الأجنبي بما يمكن أن يعتبر مقابلا له من الزاوية الثقافية، والهدف هو النظر  في مدى صدقية هذه المعادلة والمساواة من الناحية المفهومية لا من الناحية اللغوية، إذ تتراجع السلطة اللغوية وتبرز المفهومية التي تقدم للمترجمين حلا سهلا، مؤكدا ألا أحد ينكر ما للغة العربية من إرث مصطلحي ضخم في مناحي المعرفة القديمة، وكذا اجتهاد العلماء العرب القدماء في التغلب على المسألة المصطلحية، ذلك أن غنى التراث العربي دعا كثير من الباحثين إلى عقد لقاءات عديدة  لتدارسه، فخلص بعضها إلى اعتبار التراث المصطلحي وسيلة من الوسائل الأساسية لمعالجة مشكلات المصطلح الراهنة، بحيث يتم – كما جاء في توصيات أحد اللقاءات- “استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية الجديدة للأفضلية طبقا للترتيب التالي: التراث فالتوليد بما فيه من مجاز واشتقاق وتعريب ونحث”… ومن تلك اللقاءات العلمية التي ذكرها الدكتور الندوة التي نظمتها مجلة “المناظرة” المغربية بعنوان: “المصطلح التراثي بين الإعمال والإهمال”، وقد اكتفى بعرض آراء ثلاثة لباحثين شاركوا في الندوة: الأول للمرحوم الأستاذ محمد عابد الجابري، والثاني لأستاذ أحمد المتوكل، والثالث للأستاذ علي القاسمي، مشيرا إلى ضرورة الاحتياط  والتحفظ من رأي الجابري لأن عملية أخذ مصطلح ولد في إطار علم معين مرجعيته بيئة ثقافية معينة واقتراحه مقابلا لترجمة مصطلح حديث فيه كثير من المزالق، ومؤكدا في الآن ذاته أن رأي علي القاسمي فيه كثير من الصواب إذا تقيد بالمصطلحات التراثية والأجنبية التي لها المفاهيم نفسها أما ما عداه فإنه يقتضي الحذر.

واقترح الدكتور تسمية الظاهرة المدروسة ب”الترجمة بالمثيل” أو ما يظن أنه مثيل، ويقصد بها استعانة المترجم بمصطلحات وظفت في مختلف المجالات المعرفية وجعلت مقابلات مثيلة للمصطلحات الأجنبية، وتسميتها ب”المثيل” راجع إلى ما يبدو للمترجم من تماثل بين مفهومي مصطلحين في الثقافتين المعنيتين، ومن ثمة تعادل دلالة المصطلحين في الدلالة المفهومية عند صانع المعجم.

مبينا في الأخير انعدام الحجج الداعمة للترجمة بالمثيل، حينئذ أنهى  الدكتور الخطابي بحته بالقول: إن كل محاولة تسعى إلى الترجمة بالمثيل أو بالمماثلة ولو بالتوهم محكوم عليها بالفشل.

المداخلة الثانية: “إشكالية الحفاظ على دلالة المصطلح المترجم” للدكتورة فاطمة سحام (كلية الآداب والعلوم الإنسانية– مراكش).

أشارت الأستاذة الباحثة في مستهل مداخلتها إلى أهمية التوقف عند ماهية المصطلح ،فقدمت الأستاذة تعريفا للمصطلح. كما تطرقت إلى جهود اللسانيين الغربيين بخصوص دراسة المصطلح من خلال مجموعة من المدارس(مدرسة فيينا، مدرسة براغ، الشكلانية الروسية).كما أفاضت الأستاذة في الحديث عن العلاقة بين المفهوم والمصطلح.

وبعد ذلك انتقلت الأستاذة إلى الحديث عن الدلالة اللغوية ثم الدلالة الاصطلاحية. ومنه إلى تناول الزوائد في اللغة الألمانية ؛  فانتهت الباحثة-حسب ما تذهب إليه – إلى تعذر الترجمة إلى اللغة الألمانية. وبعد ذلك تناولت الأستاذة ترجمة المركبات في اللغة الألمانية. فاستخلصت أن المترجم يمكنه تجاوز الأخطاء التالية:

-الترجمة الحرفية.

-استخدام مصطلحات ذات طابع محلي. أي الاطلاع على المصطلحات الأخرى الموجودة.

ثم قدمت مقترحات للمترجم قصد الأخذ بها وهي كالتالي:

-التعريف بالمصطلحات وشرحها عربية كانت هذه المصطلحات أو معربة، ثم الرجوع إلى العلم الأصيل الذي ظهر فيه المصطلح. وإنشاء بنك للمصطلحات.

-إعطاء ترجمة جديدة للمصطلحات.

-توحيد المصطلحات المشتركة عربية كانت أو أجنبية حتى يطلع عليها الجميع.

الجلسةالعلميةالثالثة:

ترأس هذه الجلسة الدكتور محمد حيلو، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، وقد تضمنت مداخلتين علميتين:

المداخلة الأولى: “االصوتيات والصواتة بين نقل مضمون المعرفة وإشكال صياغة العبارة” للدكتور محمد التاقي (كلية الآداب– بني ملال).

افتتح الدكتور التاقي كلمته بتقرير ملاحظة مفادها أن دراسة المصطلحات الصوتية ومقابلاتها ونقدها دراسة مستهلكة، لينتقل بعد ذلك لطرح أهم الإشكالات والأسئلة التي ترتبط بموضوع مداخلته، ولعل أهمها كون المصطلح اللساني غير ثابت في لغته الأصل، وذلك لكونه مصطلحا وافدا من علوم أخرى، فلفظة Linguistique موجودة قبل سوسير ولكنه نقلها إلى مجال اللغة وجعلها مصطلحا للعلم الذي يدرس اللغة، ومن ثم طرح نقل هذا المصطلح إلى العربية إشكالا كبيرا.

ولحل هذا الإشكال يرى الباحث أن وضع المصطلحات الخاصة بقطاع علمي معين هي مسؤولية القائمين عليه، فلماذا نلجأ إلى المجامع اللغوية باعتبارها مؤسسات مركزية ورسمية، هل نبحث عن ناطق رسمي ؟ إن السعي وراء توحيد المصطلحات يكاد يكون وهما وسرابا، لذلك علينا التفكير في تدبير التعدد لأن هذا التعدد له مبرراته، ومنها بالأساس تعدد الحقول اللسانية، وتدبير التعدد يكون بالاحتكام إلى السلطة المعرفية العلمية من خلال الإنتاج العلمي، والتنافسية العلمية، والهيمنة العلمية، بعبارة أخرى الاحتكام لسلطة الإنتاج والتسويق والتلقي.

والصورة الثانية لإشكال ترجمة المصطلح اللساني هي نقل مضمون العلوم اللسانية من صوتيات وصواتة وصرافة وتركيب ودلالة ومعجم وغير ذلك. ولعل حل هذا الإشكال يستلزم التحول من مجرد نقل المضمون إلى الإنتاج المتضمن للنقل.

المداخلة الثانية: “المصطلح الصوتي المترجم وإشكال التوحيد” للدكتور عبد الرزاق جعنيد (كلية الآداب– الجديدة).

حدد الأستاذ في بداية مداخلته المحاور التي سيتناولها بالحديث، فأجملها في ثلاثة محاور:

-مقارنة بين بعض المصطلحات الصوتية الواردة في بعض المعاجم.

-رصد بعض أسباب الاختلاف في ترجمة المصطلح الصوتي.

-اقتراح تصور منهجي للخروج من أزمة تعدد المصطلحات الصوتية المترجمة إلى اللغة العربية وإنجاز معجم منمط وفق خطة موحدة.

تطرق الأستاذ الباحث للمصطلح الصوتي وما يطرحه من إشكالات – عند الترجمة- على مستوى الفهم والتواصل. وأشار الأستاذ الباحث إلى أن صلب الإشكال يكمن في ما استجد من مصطلحات في اللغة العربية، أي ما يستحدث. ومن ثم غدا لزاما على الباحث العربي البحث عن قاعدة لهذا المصطلح في اللغات الأجنبية. وأجمل القول في كون هذه الظاهرة ترتبط باللغات الأخرى وليس باللغة العربية فحسب.

ثم أشار الأستاذ إلى أسباب الاختلاف الترجمي وهي كالتالي:

-تعدد منهجيات وضع المصطلح وترجمته وتباينها بين الباحثين مابين الترجمة والتوليد والتعريب.

-عدم الدقة في ربط المصطلح بمجاله العلمي المتخصص.

-المزج في الترجمة بين الاشتقاق والتعريب.

-التباين بين الترجمة التجريدية والترجمة التأليفية.

-عدم وضوح المفهوم لدى المترجم.  كما قدم الأستاذ نماذج في هذا السياق.

ولتجاوز هذه الإشكالات يقترح الأستاذ تخصيص مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد، وذلك بالتخلص من الترادف والاشتراك اللفظي وكل ما يؤدي إلى الغموض والالتباس في اللغة. ثم تضافر جهود الجميع من لغويين ومصطلحيين ومترجمين ومعجميين وصواتيين.وهذا لا تتوقف آثاره عند إزالة العراقيل،لكنه أيضا يمكن من وضع ضوابط و قواعد لحسم الاختيار في التعدد أثناء عملية الوضع مما سيوفر جهدا كبيرا وسيعين على تقديم مصطلح موحد.

وبهذا اختتمت فعاليات اليوم الأول للندوة، لتستأنف أشغال اليوم الثاني برحاب كلية اللغة العربية– مراكش- حسب البرنامج التالي:

الجلسةالعلميةالرابعة:

ترأس هذه الجلسة الدكتور محمد خطابي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية (ابن زهر) باكادير، وقد تضمنت مداخلتين علميتين:

المداخلة الأولى: “الأصول اللسانية في بناء الخطاب العجائبي” للدكتور عبد الحي العباس (كلية اللغة العربية– مراكش).

وقد ابتدأ حديثه عن اللغة في الخطاب العلمي حيث يتصف موضوع بحثه بالموضوعية فتكون اللغة فيه (في درجة الصفر)، أما اللغة في الخطاب الإبداعي فتتميز بكونها تعبيرا عن تجربة ذاتية (شعر، قصة، رواية، مسرحية، نكتة…)، وبالتالي تكون فردية أي (متعالية عن درجة الصفر) . كما تكون خالية من المصطلح ويهيمن فيها المعجم اللغوي والتراكيب الفنية (تشبيه، استعارة، مجاز، كناية…) وتكون هي المكون المركزي في الإبداع.

ثم انتقل بالحديث إلى المحور الثاني والمعنون “بالعجائبي ومبدأ الخرق” وتحدث فيه عن التلقي ومبدأ الأنساق الذهنية التي تنقسم إلى ما هو :

–               طبيعي (مشاهدة ما هو غير مألوف)

–               لغوي (قراءة ما هو مألوف)

–               لغوي (قراءة ما هو غير مألوف )

ثم ينقل الحديث إلى المحور الثالث المعنون “بالخرق في اللغة وبها”. وفيه يتحدث عن ثوابت اللغة وقواعد الفعل السردي: أي علاقة الفعل والذات (الجثة).

والمقصود بالفعل: جملة من الممارسات التي تمارسها الذوات في الواقع الطبيعي؛ أما الحدث في الخطاب السردي فمرتبط بالذات (الجثة): وهو محور الممارسات الفعلية في أي موقع كانت فيه.

ليعرج بالحديث عن الشخصية في الخطاب السردي لأن خاصية العجائبي في الخطاب الإبداعي تقتضي بالضرورة: الخرق في الشخصيات (الذوات)، واستحالة الخرق في الأحداث (الأفعال)، ثم أشار إلى  الشخصية والحدث في الخطاب السردي، واعتبر الشخصية منتوج صناعي في الخطاب الإبداعي، فإن تم فيها الخرق تكون عجيبة لأنها لا تمثل ما هو طبيعي وإن لم يحدث فيها خرق فإنها تمثل ما هو طبيعي.

أما الحدث فهو عنصر مستمر في حيز زماني غير مضبوط، ويلاحظ عبر الشخصية، ولا يجرد من ذاته ولا يفرد ولا يثنى ولا يجمع. والحدث يشكل صيرورة صناعية في الخطاب الإبداعي حيث أنه لا يخرق الحدث، ويمثل نفسه في سياق عجائبي أو غير عجائبي.

ليصل إلى محور خرق النسق وإنشاء الشخصية العجيبة، وميز فيه بين الشخصية الطبيعية والتي يميزها نسق من الخصائص العادية، وبين الشخصية العجيبة التي تكون فيها الشخصية الطبيعية والمضاف إليها  خرق، ومثل لذلك ب: تاجر: قصير، أسمر، ممتلئ، ذكي، ماكر، رحالة، أصابعه رؤوس أفاع.

ومن أنواع الخرق أيضا إسناد أحداث سردية إلى شخصية خارقة للمألوف عند المتلقي، فيكون بذلك الخرق تقنية سردية تقع باللغة وفي نسق اللغة، وحدد لهذا الخرق أربعة قواعد:

–                القاعدة الأولى: خرق بــ “الـغـلـو”:  ويكون التوسيع في سمة مميزة من حيث الحجم -ومثاله: (رسو سفينة شراعية على جزيرة وهي سلحفاة ضخمة)-، أو من حيث العدد -ومثاله في ذلك: (أكل رضيع ستين بيضة دفعة واحدة)-. أو يكون من حيث المقاييس -ومثل لذلك في الزمان: ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ النمل:39، ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ المعارج: 4-.  أو في المكان ومثاله: بخطوة واحدة وصل إلى مكة.

–                القاعدة الثانية: خرق بإضافة سمات مميزة إلى النسق ومثاله: تاجر: قصير(…) أصابعه رؤوس أفاع وهو إسناد أحداث متعلقة بوظيفة اليد .

–                القاعدة الثالثة: خرق بحذف سمات مميزة من النسق ومثاله: تاجر قصير(…) بغير أصابع أو تاجر: قصير(…) بغير بطن.

–                القاعدة الرابعة: خرق باستبدال سمات مميزة بأخرى

ثم ليقف على محور آخر فيعرض فيه نتائج قواعد الخرق:

أولا: أثر اللغة وتصرفها في بناء الشخصية: طبيعية / عجيبة، فتكون القدرة هنا معجمية (ضوابط المحور الاستبدالي).

ثانيا: أثر اللغة وتصرفها في تناسل الأحداث: ويكون بإسناد أحداث طبيعية إلى شخصية ما بالتركيز على سمات مميزة: إما خارقة فتكون أحداث عجيبة، أو غير خارقة فتكون أحداث من المألوف والمعهود. أما القدرة التركيبية فتكون مضبوطة.

ليختم في الأخير بمحور “العجائبي وآفاق التنظير البلاغي” : ووقف في هذا المحور على العجائبي في السرد الذي يكون بـالخرق في الشخصية ومحيطها بوحدات معجمية، أو بإسناد أحداث طبيعية إلى شخصية خارقة. ليختم مداخلته بسؤال مفتوح، لما لا يمكننا القول بأن الأمر شبيه بقول البلاغيين: بأنه تم إسناد فعل إلى غير فاعله؟. وهذا سؤال ينتظر من علوم البلاغة أن تجيب عنه.

المداخلة الثانية: “ترجمة المصطلح اللساني: كتاب «معجم تحليل الخطاب» لمانغونو وشارودو (ترجمة عبد القادر المهيري وحمادي صمود نموذجا)” للدكتور حسن الطالب (كلية الآداب– اكادير).

بعد تقديم الشكر شرع الاستاذ في الحديث عن موضوع مداخلته حيث قدم بعض الملاحظات في ترجمة المصطلح اللساني كما وردت في معجمي “تحليل الخطاب” و “علوم اللغة” لحمادي صمود وعبد القادر المهيري المعجم الأول صدر سنة 2009م، و2012م أصدرا المعجم الثاني “المعجم الموسوعي الجديد في علوم اللغة”. وعرف الدكتور حسن الطالب المعجمين والطريقة التي اشتغلا بها المترجمان فيهما والصعوبات التي واجهاها وكيف تصرفا المترجمان مع الكثرة الهائلة للمصطلحات، وقد انطلق الدكتور في حديثه من فكرة صناعة المعاجم متسائلا هل تأليف معجم هو نفسه ترجمة المعجم؟، ما الفرق بين وضع معاجم وبين ترجمة معاجم؟، وهذا سؤال مهم يخص استراتيجية الترجمة في المصطلحات اللسانية وتحليل الخطاب. وقد اهتم الدكتور بالمصطلحات التي لها علاقة باللسانيات خصوصا فيما يتعلق بمعجم تحليل الخطاب حيث إنه معجم واسع يشمل مصطلحات كثيرة ومختلفة تتقاطع مع علم النفس المعرفي وبين اللسانيات الاجتماعية واللسانيات النفسية… وذلك بحكم تحليل الخطاب الذي ليس له هوية محددة، ومؤسس معين.

أشار الدكتور حسن الطالب أن معجم تحليل الخطاب يضم أكثر من 350 مصطلحا، ومن واجب كل من يقدم على ترجمة المعاجم أن يوضح لنا في المقدمة منهجيته في ترجمة هذه المعاجم هل سيقترح ترجمات جديدة أم أنه سيسير على منوال الترجمات السابقة. ونلاحظ أنه كلما زاد إنتاج ووضع المعاجم وتأليف الترجمات وقع التضارب والفوضى في المصطلح. إذ نفاجئ بكثير من المصطلحات التي لم يكن للقارئ بها عهد غير أن هذا الأمر لا ينقص من جهد المترجمين في وضع مصطلحات مفهومة ودقيقة على الغالب لتبقى بعض الملاحظات التي تخص بعض المصطلحات.

إن أهم ما يميز معجم تحليل الخطاب كما قال الدكتور حسن الطالب أنه تصدى لبعض المصطلحات التي لم تعرف وتشرح من قبل، بالإضافة إلى قوتهما الاقتراحية أي أنهما خرجا عن المألوف في ترجمة المصطلحات واقترحا كثيرا من المفاهيم  كما أن المعجمين في عمومهما قد حررا بلغة عربية مفهومة وواضحة إلا من بعض الفقرات التي كان فيها التصاق شديد بالنص الأصل، وأرجع المترجمان هذا الأمر إلى الدقة والأمانة في النقل.

وأشار الدكتور الطالب أننا نجد في المعجم الموسوعي الجديد في علوم اللغة الكثير من المصطلحات الأدبية التي تتقاطع مع علوم اللغة ولا تستقل عن اللسانيات،  ويقع هذا المعجم في 746 صفحة ويضم تقريبا 1000 مصطلح، بين ما هو لغوي ولساني وأدبي ويشكل المصطلح اللساني النسبة الأكبر وجعلت هذه النسبة المترجمين يقعان في بعض من الاضطراب في ثبت المصطلح وخرق قاعدة وضع المصطلح الواحد للمصطلح العلمي المقابل الواحد .

كما ذكر الدكتور حسن الطالب أن مما اشتكا منه المترجمان هو أن هذين المعجمين قد شارك فيهما العديد من الباحثين (32 مؤلف في معجم تحليل الخطاب و 13 باحث في معجم علوم اللغة) ونبه الدكتور حسن الطالب إلى فكرة تأثير تأليف العديد من الباحثين للمعجم على الترجمة مع العلم أن المصطلح يرتبط بسياقات وبأفراد، وهؤلاء الأفراد يبتكرون مصطلحات ويوظفونها توظيفا خاصا في سياقات محددة، وهذا يزيد من صعوبة ترجمة المفهوم. وقد حاول حمادي صمود وعبد القادر المهيري كما أكد الدكتور الطالب أن يتغلبا على هذه الصعوبة بالعودة إلى النصوص وحاولا الاعتماد على مصطلح واحد مع الإشارة إلى فهمه في سياق محدد وهذا عمل محمود. ليختم بأنه يعتبر هاتين الترجمتين نموذجيتين في تحري الدقة والجهد رغم كل الملاحظات السابقة.

الجلسةالعلميةالخامسة:

ترأس هذه الجلسة الدكتور محمد الطالبي، كلية اللغة العربية– مراكش، وقد تضمنت ثلاث مداخلات علمية:

المداخلة الأولى: “الذهاب والإياب بين المفهوم والمصطلح” للدكتور أحمد بريسول (معهد الدراسات والأبحاث للتعريب– جامعة محمد الخامس).

وافتتح الدكتور أحمد بريسول كلامه بتثمين جهود اللجنة المنظمة لهذه الندوة وعلى رأسها جهود مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف الدكتور عبد الحميد زاهيد ثم أعقب شكره بمجموعة من الأسئلة التي شغلت مداخلات الندوة، كان من بينها: هل مشكلة المصطلح مشكل عبارة أم لفظة أم مشكل معرفي؟ هل المصطلح مرتبط بفضاء عبارتي أم مرتبط بسيرورة نظرية يتطور بتطورها؟ هل يمكن أن نعود إلى التراث لكي نستعير مجموعة من المصطلحات لكي نعبر بها عن مفاهيم جديدة؟ ثم هل المصطلح كائن ساكن أم هو كائن دينامي متحرك؟ ثم تساءل، المحاضر في الأخير، عن دور الاستعارة في المصطلح، هل تبقى استعارة أم لأنها تموت بمجرد خلقها لمعنى ما؟

ثم انتقل بعد ذلك إلى محتوى مداخلته ليركز على المصطلح التوليدي الذي يقوم، في نظره، على التوسع الدلالي وخرق الاستعارة وقدم من خلال هذه البحث مقاربة تبين كيف أن بناء المعجم المختص يرتكز أساسا على عملية الربط بين المفهوم وبين المصطلح، وهو نفس الشيء الذي يقوم به المتكلم العادي بحيث يقوم بعملية الربط الذهني بين الدال والمدلول، وإذا كان هذا الأمر يرتبط بالسياق، حسب المحاضر، بالنسبة للمتكلم، فإنه يرتبط بالإطار النظري والفضاء المعرفي بالنسبة للمعجم المتخصص.

وفي خضم حديثه عن علاقة الإبداع بالمصطلح ذهب المحاضر إلى القول بأن كل عملية إبداعية مطالبة بخلق مصطلحات جديدة، وبالتالي فإن المفهوم الجديد هو الذي يستدعي إبداع مصطلح جديد. وهذا هو الشيء الذي يعكس النشاط الذهني والنفسي للمتكلم أو المختص في مجال معين. وخلص المحاضر إلى أن هذه المفاهيم الجديدة، التي تكون داخل أي نظرية، تكتسب دلالة مزدوجة، وهذه الأخيرة لا يمكن لها أن تقوم عن طريق تعاريف أو أدلة رياضية وإنما تقوم عن طريق اشتغال الفرضية التي دعت إلى خلق هذه المفاهيم وتوسيعها.

كما أكد المحاضر أن كل هذه الإجراءات تؤدي إلى تكوين دلالة جديدة، بحيث تكون هذه الدلالة مركبة تركيبا يكون مبينا على أساس مفهومي، وبالتالي تؤدي إلى مولدات جديدة بواسطة الاستعارات، مما يؤكد أن الاستعارات، حسب المحاضر، ليست حكرا على فن الأدب وحده وإنما هي ملك مشاع لدى جميع المجالات، وهذا ما يؤكد على ضرورة إعادة تحديد المصطلحات بناء على النسق النظري أو التصوري الذي وردت فيه.

ليختم المشارك مداخلته مرة أخرى بتقديم الشكر للجنة المنظمة لهذه الندوة.

المداخلة الثانية: “الترجمة ومشكلات المصطلح اللساني: نماذج من بعض المعاجم اللسانية المتعددة اللغة والمترجمة” للدكتور محمد فتحي (المركز الجهوي للتربية والتكوين- فاس).

بداية توجه الاستاذ بالشكر للجهات والمنظمة وللأستاذ المكرم د. ابن عاشر، وقال إن هذه المداخلة عبارة عن مداخلة أولية تتعلق بمشروع أولي لترجمة المصطلح اللساني يتمحور حول عدة أسئلة من بينها:

ما السبل النظرية والمنهجية إلى مصطلح لساني مترجم يتسم بالجاذبية للتداول، والدقة واليسر في الاستعمال، يعتمد كشكل مفضل optimal output من بين باقي المصطلحات التي يمكن اقتراحها لنفس المصطلح الأصل imput ؟

كيف نترجم مصطلحا لسانيا بما يحافظ على الحمولات المعجمية والدلالية والتداولية والتلفظية التي يرتبط بها ضمن شبكة النص الذي ولد في رحمه؟

كيف نرجح بين الاحتمالات الممكنة لترجمة مصطلح معين ضمن هذا التصور؟

وقد اعتمد في طرحه هذا على المعاجم التالية : معجم اللسانيات لجورج مونان، معجم المصطلحات اللسانية لعبد القادر الفاسي الفهري، وقاموس اللسانيات لعبد السلام المسدي.

هذه المعاجم المقترحة تتسم بتعدد المنهجية والأساليب والمقاربة من بين ملامح هذه المنهجية : ترجمة مصطلح لساني بسيط بآخر مركب: « phonétique » : علم الأصوات، وترجمة مصطلح لساني مركب بآخر بسيط: « morphosyntaxique »: تشاكلي، وترجمة مصطلح لساني بعبارة   « terminologie » تدوين معجمي.

تُنظر هذه المعاجم لاستراتيجيات متعددة تجمع بين الابتكار والنحت والتوليد والتعريب والترجمة ضمن مقاربة متنوعة المسالك والاتجاهات. ثم سلط الضوء على الأسباب الكامنة وراء هذا التعدد من خلال خلفيات متعددة منها: الثقافية، واللغوية،  والمنهجية.

ثم اقترح منهجية جديدة لترجمة المصطلح اللساني تتطلب  أول الأمر العودة إلى الرصيد المعجمي المتراكم والمتنوع بغرض تصنيفه وتحليله وتوصيفه ورصد طرائقه. مع محاولة بلورة تصور منهجي لبناء وترجمة المصطلح اللساني في العربية على أساس برامتري للمعايير والقيود ( الصواتي، التطريزي، النحوي)، وتتم عملية الاختيار أو الترجيح للمصطلح المعين من خلال وضعه في جدول واختيار المصطلح الذي يخرق أقل عدد من القيود.

وختم بتلخيص عام للمداخلة أبرز فيه النقاط التالية:

  • النظر إلى  المصطلح ضمن مبدأ المفهوم داخل النص.
  • ألا نكتفي بالترجمة الحرفية ونستفيد مما جاءت به الترجمة التأويلية.
  • أن ننظر إلى المصطلح ضمن شبكة المصطلحات التي يرتبط بها ضمن مفهوم الحقول الدلالية والحقول المعجمية.
  • أن نتسلح بعض الجهود النظرية خاصة ما تقدمة نظرية المفاضلة.

المداخلة الثالثة: “دور الترجمة في رحلة المصطلح بين العلوم: المصطلح اللساني نموذجا” للأستاذة هدى روض والأستاذة ليلى الغزواني (كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش).

حددت الباحثتان إشكال مداخلتهما في التساؤلات التالية:

هل يمكن الحديث عن رحلة المصطلح بين العلوم؟

ما هي الأسباب الكامنة وراء رحلة المصطلح؟

هل أسهمت الترجمة في هذه الرحلة؟ وكيف تم ذلك؟

وللإجابة عن هاته الإشكالات قسمتا البحث إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول ويهم المصطلح والعلم ومن خلاله أهمية المصطلح في اللغة العلمية ورحلة المصطلح  من المستوى اللغوي إلى المستوى الاصطلاحي ثم انتقاله من حقله المرجعي إلى حقل آخر. وهنا نتحدث عن رحلة المصطلح بين العلوم وهو موضوع المبحث الثاني من المداخلة، حيث تناول رحلة المصطلح بين العلوم التراثية كالجزمية والجمع والتضمين والحشو في مصطلحات ارتحلت من علم إلى آخر بسبب تداخل تلك العلوم ببعضها البعض، أما رحلة المصطلح بين العلوم الحديثة فمن نماذجه مصطلح البؤرة والإسقاط، ومن الجدير بالذكر أن المصطلحات العلمية قد طغت في العصر الحديث نتيجة تأثير النظريات العلمية في العلوم المختلفة بما فيها العلوم اللغوية والأدبية، فهناك مصطلحات تصل علم اللغة عن طريق بعض العلوم الطبية والفيزيائية والرياضية لأن الإفادة متبادلة في هذه المجالات.

ثم تناولت المداخلة في المبحث الثالث: دور الترجمة في رحلة المصطلح بين العلوم: المصطلح اللساني أنموذجا مبرزة دور الترجمة في انتقال المصطلح اللساني لكون اللغة العربية تفتقر إلى المعاجم الأحادية والتصور الأحادي للغة العلمية يوشك أن يكون شبه منعدم، ثم عرضت بعض النماذج لرحلة مصطلحات لسانية مترجمة من حقل معرفي إلى آخر، وأعطت كمثال مصطلح الإسقاط الذي يعد مصطلحا رياضيا رحل إلى عدة علوم؛ كالفيزياء وعلم النفس ليدخل اللسانيات التوليدية والتحويلية ثم مصطلح النقل الذي ترجم إلى اللغة العربية عن مجموعة من المصطلحات الفرنسية ليدخل هذا المصطلح إلى علم الترجمة.

الجلسةالتكريمية:

ترأس هذه الجلسة الدكتور مولاي مصطفى أبوحازم، كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش، وقد تضمنت مجموعة من الشهادات:

وأعرب الدكتور مولاي مصطفى أبو حازم عن شكره وامتنانه لمختبر الترجمة وتكامل المعارف، ولخلية البحث في البلاغة والنص؛ لما قدماه من أجل تنظيم وإنجاح هذه الندوة العلمية، والتي تهدف إلى تكريم رمز من رموز الجامعة المغربية :فضيلة الدكتور لحسن بنعاشر.

وقد تحدث الدكتور أبو حازم عن مكانة المحتفى به العلمية، والتي تمثلت عبر سنوات من الخدمة والعطاء لطلبته ولزملائه الأساتذة، الذين شاركوا بدورهم في هذه الندوة من أجل الإدلاء بكلمتهم في حق الدكتور لحسن بنعاشر.

وكان أول المتدخلين: الدكتور عبد الرحيم برادة والذي أثنى بدوره على القيمين على هذا البرنامج وخص بالذكر مختبر الترجمة وتكامل المعارف ممثلا في شخص الأستاذ  الدكتور: عبد الحميد زاهيد.

وتحدث بعد ذلك عن ظروف لقائه بالأستاذ بنعاشر في أواسط الثمانينات، باعتباره زميلا له في التدريس، وقد نوه الدكتور برادة بما قدمه الأستاذ بنعاشر من خدمة ومساعدة مهنية، وطدت الروابط بينهما.

بعد تعقيب الدكتور رئيس الجلسة على هذه الكلمة، تدخل الأستاذ الشاعر:محمد مراح وبدوره أوضح ما تميز به فضيلة المحتفى به. من أخلاق رفيعة: كالتواضع والكرم، وصفاء السريرة من الأحقاد، وختم كلمته شاكرا مختبر الترجمة ومعاني القرآن على هذه السنة المحمودة التي انتهجها في سبيل تكريم العلم والعلماء.

بعدها تدخل الدكتور: محمد أمنزوي الذي ألقى كلمة بهذه المناسبة، حول الرفقة المهنية التي جمعته بالأستاذ بنعاشر،كأستاذ مدرس بنفس الجامعة. وعن الانسجام الحاصل بينهما. لما يتميز به المحتفى به من صفات خلقية: كالتفاني والإخلاص في العمل، والأخلاق الرفيعة والطيبوبة.

ثم تناول الكلمة بعد ذلك الدكتور محمد مخواض، مشيرا إلى مكانة الأستاذ بين زملائه وطلبته. وما اتصف به من صفات محمودة، وما اختص به من مؤهلات علمية، جعلت منه قدوة لكل من يحبه، وموسوعة متنقلة على حد تعبيره.

وشكر الأستاذ الدكتور أحمد زروال، في مداخلته، الأستاذ الدكتور عبد الحميد زاهيد على دعوته للمشاركة في هذا اليوم التكريمي، وتحدث عن علاقته  بالمحتفى به، والتي تجاوزت مجرد الزمالة، إلى صداقة متينة وطدت أواصرها جملة من المكارم المحمودة التي ميزت شخص الأستاذ لحسن بنعاشر، والتي كان من بينها: الجود والتعاون، وإبداء النصح ، والوفاء، والصبر.

وتقدم الأستاذ: الدكتور محمد الطوكي، بدوره للحديث عن الجيل الذي ينتمي إليه الدكتور المحتفى به، مشيرا إلى أنه تربى في ظل شجرة المعرفة للإمام الغزالي أو ما يعرف بالتعليم التراثي. في حين كان هناك جيل آخر تربى في ظل شجرة ديكارت المعرفية، أو ما يعرف بالتعليم العصري، وكان هناك صراع بين الاتجاهين: التعليم العصري/التعليم التراثي. فاستطاع البعض أن يراوح بين الأصالة والمعاصرة، وكان الدكتور حسن بنعاشر. من الذين استطاعوا المزاوجة بين الاتجاهين.

وشهدت الجلسة التكريمية، تدخل الدكتور محمد بسباس الذي أوجز كلمته في دعوته لجميع الحضور بالوقوف تبجيلا واحتراما، وتقديرا للأستاذ المحتفى به، مستحضرا في ذلك قول الشاعر:

قم للمعلم وفيه التبجيلا      كاد المعلم أن يكون رسولا

وختم السيد عميد كلية اللغة مداخلات الجلسة بكلمة أعرب فيها عن شكره وامتنانه للقيمين على أعمال هذه الندوة، ولكل المشاركين، والحاضرين فيها.

ودعا الدكتور المحتفى به لإلقاء كلمته بهذه المناسبة، والتي ضمنها شكره وامتنانه لكل من ساهم في تنظيم هذه الأيام الثقافية، بداية بمختبر الترجمة وتكامل المعارف ثم بنية البحث في كلية اللغة، وأخيرا المشاركين في مواد الندوة من أساتذة وطلبة.

وفي ختام كلمته شكر كل من كانت له يد المساندة في مسيرته العلمية من أساتذة:زملاء وطلبة وأهل بيته. ورفع الدكتور أبو حازم أعمال هذه الجلسة بعد أن قدم عميد كلية اللغة العربية الدكتور محمد الأزهري  هدية تقديرية للمحتفى به والتي تمثلت في درع كريستالي. وتم أخذ صور تذكارية مع الدكتور لحسن بنعاشر.

مقالات ذات صله