آليات دراسة النصوص الأدبية: ترجمة الدكتور عبد الواحد المرابط وآخرون
“يستثمر هذا الكتاب مجموعة من طرائق التحليل والمعارف لدراسة نماذج مختارة بعناية من مختلف حقب التاريخ الأدبي الفرنسي، ابتداء من القرن السادس عشر ووصولا إلى القرن العشرين. ولذلك فإنه يدخل بشكل عام ضمن اهتمامات القارئ المتخصص والقارئ العادي على السواء؛ لِما يقدمه من فائدة لكل من يبحث عن آليات ومناهج لدراسة مختلف النصوص السردية أو الشعرية أو المسرحية أو الحجاجية التي يشملها تاريخ الأدب بمعناه العام. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب رغم طابعه البيداغوجي ينفتح على المعارف الأكاديمية والعلمية؛ لأن الحس المعرفي والمنهجي الأكاديمي حاضر فيه بنوع من التكييف والنقل البيداغوجيين… كما أنه لا يعطي أهمية كبرى لعرض المفاهيم وآليات التحليل، بقدر ما يهتم باستثمارها في تحليل نصوص متعددة المشارب بطرق متباينة تُعَمِّق المدارك وتُوَسِّع الآفاق وتُمَكِّن من الغوص في أعماقها واستكشاف خباياها الواعية وغير الواعية…. وبما أن هذا الكتاب حصيلةُ مجهود جماعي، فقد استدعت منا ترجمتُه أيضا مجهودا جماعيا، بالنظر إلى تعدد مجالاته وتنوع عصوره ونصوصه وقضاياه. ولقد تعاملنا مع هذا التعدد والتنوع والغنى انطلاقا من انشغالاتنا التربوية واهتماماتنا في مجال البحث والدراسة الأدبية، وحاولنا العمل ما أمكن وفق محددات تقنية واصطلاحية مشتركة، كما حاولنا توحيد تصوراتنا وتَمَثُّلاتنا لرؤية الدراسين وتأويلاتهم عن طريق النقاش وتوسيع دائرة القراءة والاطلاع على تاريخ الأدب الفرنسي وعلى منهجيات النقد وآليات التدريس. لكن البصمات الشخصية ظلت حاضرة بطبيعة الحال، خصوصا على مستوى الأسلوب وبناء الجمل والفقرات ومراعاة الأبعاد الفنية أثناء ترجمة النصوص. ونشير في هذا الصدد إلى أن الأستاذ محمد مساعدي اضطلع بترجمة المقدمة العامة والدراسات المتعلقة بالقرنين السادس عشر والسابع عشر، واضطلع الأستاذ عبد الواحد المرابط بترجمة الدراسات المتعلقة بالقرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كما اضطلع الأستاذ رضوان الخياطي بترجمة الدراسات المتعلقة بالقرن العشرين.