نظم مركز الترجمة و تكامل المعارف بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بمراكش بتاريخ 30 ـ 05 ـ 2013 محاضرة غنية ؛ اتسمت بالفرادة والجدة في الموضوع، قام بإلقائها الباحث والدكتور العراقي لازم محسن، و تمحور موضوع المحاضرة حول “الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم”.
افتتحت هذه المحاضرة بكلمة ألقاها رئيس الجلسة الدكتور الحسني؛ وضمنها شكره الخالص لمدير مركز الترجمة وتكامل المعارف الدكتور عبد الحميد زاهيد على جهوده المبذولة في سبيل نشر العلم والمعرفة، وبعدها عمد إلى عرض بطاقة تعريفية بالأستاذ المحاضر، ثم أحيلت الكلمة مباشرة إلى الدكتور لازم محسن من أجل إلقاء لب وجوهر مشروعه الطموح.
استهل الباحث محاضرته بمقدمة تأطيرية للموضوع؛ أبرز فيها الأهمية الجليلة التي يكتسيها، والإضافة النوعية التي من المرتقب أن يضيفها إلى البحث العلمي بصفة عامة، وأكد فيها كذلك بأن موضوع الإعجاز الرقمي يمثل وجها من وجوه الإعجاز التي لا تتأثر بقيود اللغة التي تشكل عائقا بالنسبة لغير الناطقين بالعربية، و من ثمة فالإعجاز الرقمي يعد في نظر المحاضر حجة وبرهانا دامغا يبطل حجج المشككين و المنكرين لمصداقيته وقدسيته.
واعتبر الباحث العراقي لازم محسن أن عمله هذا ليس بوليد الصدفة و لم تتضح معالمه بين عشية و ضحاها، و إنما هو مجهود و عصارة عمل متواصل دام زهاء ثلاث سنوات من القراءة و التمعن و التدبر، وخلص خلال هذه المدة إلى اكتشاف يقيني حسب تعبيره؛ يتجلى في كون كل آيات و كلمات القرآن الكريم تخضع إلى ترقيم عددي محدد ومضبوط على امتداد سوره من فاتحته إلى آخر سورة منه، إذ يحمل كل حرف في القرآن الكريم رقما محددا، و بعملية جمع للأرقام التي تشكل حروف الكلمة توصل إلى القاعدة الثابتة على حد تعبيره، والتي تعد بؤرة عمله الجاد والطموح و هي أن الفروق بين الآيات والكلمات في القرآن الكريم ينحصر في رقم واحد، أو في عشرة أرقام ، فيما تفرد اسم الجلالة في القرآن الكريم بالعدد إحدى عشر بناء على العد الرقمي. ومن بين النماذج التي اقترحها وهي بالمناسبة كثيرة تكاد تغطي كل سور القرآن الكريم نجد مثلا :
يعِدهم “32” و يمنيهم “42”وما يعدهم الشيطان إلا غورا ( النساء )
ثم بدلنا مكان السيئة”42″ الحسنة”32″ حتى عفوا و قالوا ( الأعراف 40)
أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون “44” و ما يعلنون”45″ (البقرة 77)
وفي معرض شرحه لمشروعه البحثي أكد بأن الكلمات الأقل عددا هي الأبلغ أثرا، و أشار كذلك إشارة لطيفة إلى الترابط المحكم بين كلمات القرآن الكريم مستعرضا جملة من النماذج الدالة على ذلك، وبمجرد ما انتهى المحاضر من عرض محاضرته، انتقلت الكلمة إلى رئيس الجلسة الذي شكر الأستاذ الفاضل على ما قدم؛ متمنيا له بالتوفيق و النجاح في مسيرته البحثية، و بعد الشكر و الثناء أحال الكلمة إلى الحضور الكريم قصد المشاركة وإبداء الرأي و الاستفسار عما يكتنهه الغموض، ووجهت إلى الباحث جملة من الأسئلة كان الهدف من إثارتها إرشاد المحاضر إلى جملة من المسائل التي من شأنها الرقي بمشروعه البحثي إلى ما هو أحسن و أفضل، و من جملة الأسئلة التي طرحت عليه:
ما الأساس المعتمد في وضع تلك الأرقام؟.
ما دواعي إهمال الباحث إيراد جملة من علوم القرآن ؟.
و في معرض إجابته عن الأسئلة تحفظ الباحث عن ذكر الأساس الذي اعتمده في إسناد أرقام بعينها للحروف القرآنية و أرجأ عرض الأرقام المرتبطة بكل حرف في القرآن الكريم إلى حين صدور كتاب في الموضوع ينير فيه كل النواحي التي تبدو غامضة من بحثه.