تقرير المؤتمر الدولي الأول حول “الترجمة وأنماط النصوص” في موضوع “الترجمة الأدبية: من الترجمة إلى الإبداع” تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور حميد لحمِداني 2019


تحميل برنامج المؤتمر

     

 

مركز الكندي للترجمة والتدريب

بالتعاون مع

مختبر الترجمة وتكامل المعارف بجامعة القاضي عياض بمراكش

وشعبة اللغة العربية والترجمة بجامعة لوفان (بلجيكا)

ينظم

المؤتمر الدولي الأول حول “الترجمة وأنماط النصوص”

في موضوع:

الترجمة الأدبية: من الترجمة إلى الإبداع

تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور حميد لحمِداني

13-14 فبراير 2019

 

في إطار سلسلة المؤتمرات الدولية التي يعتزم المركز بمعية المختبر تنظيمها سنويا حول “الترجمة وأنماط النصوص “، سيتم تخصيص المؤتمر الأول بحول الله لموضوع “الترجمة الأدبية: من الترجمة إلى الإبداع“. فالترجمة، بصفتها خطابا وممارسة، تعبر عن الحاجة إلى التواصل والتبادل، ليس فقط بين اللغات، بل أيضا بين الثقافات. لذلك فهي تضع أمام المترجِم تحديات ورهانات تدفعه إلى تجاوز المستوى اللغوي الصرف والانخراط في الحوار الثقافي بين الشعوب والحضارات.

من جهة أخرى، يتميز النص الأدبي بسمات صوتية ومعجمية وتركيبية ودلالية وتداولية، تجعل ترجمتَه عمليةً معقدة وشائكة، ومن ثمة تطرح على الباحثين قضايا نوعية وإشكالات خاصة. فلا يقتصر الأمر على نقل أفكار من لغة إلى لغة أخرى، أو استبدال كلمات اللسان الناقل بما يقابلها أو يرادفها في اللسان المنقول، ولا بنَسْخ التراكيب ومحاكاة الأساليب… وإنما بإعادة كتابة العملية الإبداعية برمتها، انطلاقا من منظور فلسفي ومعرفي، وبحس فني وجمالي.

إن الأدب باعتباره كتابة شخصية تخييلية، والترجمة باعتبارها جسرا بين الأنا والغير، كانا ولا يزالان يتبادلان علاقات وطيدة، مع أن كلا منهما يشكل مجالا بحثيا خصبا ورائدا، له خصوصياته وأدواته ومقاصده، فاللقاء بينهما يطرح صعوبات عديدة، تتمثل في خلق نوع من التوازي الإبداعي بين نسقين ثقافيين مختلفين ومتباينين على المستوى التاريخي والجمالي، وفي نقل مسالك الدلالة ودروب المعاني من زمن إبداعي إلى زمن آخر، ومن جغرافيا ثقافية إلى أخرى، ومن تأويل إلى آخر.

وبالإضافة إلى سياق النص الأدبي ونسقه الثقافي الخاص والعام، تطرح ترجمتُهُ صعوبات أخرى مرتبطة بعناصره اللغوية وصياغته الأسلوبية وبنائه الدلالي واستراتيجياته الترجمية والتأويلية. وهذا يقتضي أن يكون المترجِم منخرطا في عملية إبداعية شاملة تقوم على تَمَثُّل النص الأصلي في أبعاده المختلفة وفي جوانبه المتعددة، وعلى حُسْنِ تدبير ترجمته بحس إبداعي ورؤية متبصرة، تُحَقِّقُ الحوار المُنتِج بين اللسان الناقل واللسان المنقول، وبين النسق الأدبي للنص الأصلي ونسق النص المترجَم، مع مراعاة المقتضيات الفنية والجمالية والثقافية لكل منهما.

وقد حققت الممارسة الترجمية الأدبية، عبر تاريخها الطويل، تراكما كبيرا يسمح بمدارستها وفحص منطلقاتها وتَبَيُّن نقط قوتها وجوانب قصورها. كما عمل النقاد والباحثون، من جهتهم، على تحليلها وتقويمها والبحث في طبيعتها ووظيفتها وآليات اشتغالها.  ونتج عن ذلك ظهور ميدان دراسي وحقل بحثي يتفاعل فيه عددٌ مُعتبَر من المفاهيم والتصورات والنظريات الخاصة بالترجمة الأدبية، انطلاقا من مرجعيات معرفية مختلفة ومن منهجيات متباينة، لسانية وتأويلية وفلسفية واجتماعية وثقافية وغيرها.

ولذلك يقترح مؤتمر “الترجمة الأدبية: من الترجمة إلى الإبداع“، نقاشا علميا متجددا حول طبيعة العلاقة بين الأدب والترجمة، وما يتصل بها من قضايا وإشكالات؛ من خلال بحوث نظرية ودراسات تطبيقية، باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية. وذلك وفق محاور أساسية منها:

– خصوصيات الترجمة الأدبية وقضاياها المُميِّزة؛

– أهداف الترجمة الأدبية ورهاناتها؛

– صعوبات الترجمة الأدبية وإكراهاتها؛

–  الترجمة الأدبية وحوار الثقافات؛

– الترجمة الأدبية في ضوء النظريات اللسانية؛

– الترجمة الأدبية بصفتها موضوعا للتنظير الترجمي؛

– الترجمة الأدبية من منظور النظريات الأدبية والمناهج النقدية؛

– الترجمة الأدبية من منظور الدراسات الثقافية المعاصرة؛

– الأدباء والمترجمون، أية علاقة؛

– الأدب العربي والترجمة؛

– الترجمة والأدب المقارن؛

– الترجمة عن لغة وسيطة؛

– شرائط ترجمان الأدب؛

– تحديات ترجمة البنية الصوتية في الأعمال الأدبية؛

– تحديات ترجمة الشعر؛

– نظرية المعادلة وترجمة النصوص الأدبية؛

– تحديات ترجمات المجاز في اللغة الأدبية؛

– نظرية الترجمة ونظرية الأدب.

لغات المؤتمر: العربية – الإنجليزية – الفرنسية

  • شروط عامة للبحوث:
  • أن يتسم البحث بالمنهجية العلمية ومواصفات البحث العلمي الرصين.
  • يتم تبويب البحث على النحو الآتي:
    • أ‌- عنوان المقال: ويضم: اسم المؤلف واسم الجامعة أو مؤسسة الانتساب.
    • ب‌- ملخص في حدود 200 كلمة باللغتين العربية والإنجليزية.
    • ت‌- ضرورة وضع الكلمات المفاتيح بعد الملخص.
  • أن تتراوح صفحات البحث ما بين10 و 15 صفحة، مقاس(A4) ، وأن يكون خط المتن والعناوين(Times New Roman)   بمقاس14، و (Times New Roman) بمقاس (12) في الهوامش، مع مراعاة مقاس واحد ونصف (1,5) بين السطور.
  • ترقيم هوامش البحث في أسفل الصفحة مع الاكتفاء بكتابة اسم الكتاب والصفحة فقط، على هذا النحو:
  • – علم الأصوات وتكامل المعارف: 123.
  • تكتب العناوين الرئيسية بحجم الخط 18، والفرعية بحجم 16، مع جعل الخط بارزا.
  • تحول الرسوم والأشكال الهندسية إلى صور، حفاظا على شكلها الأصلي.
  • ترتيب قائمة المصـادر والمراجع في آخر البحث باعتماد عناوين المؤلفات، دون إغفال اسم المؤلف ورقم الطبعة ودار النشر ومكان النشر، وكذلك سنة النشر.

 

  • مواعيد مهمة:
  • آخر أجل للتوصل بملخص البحث، واستمارة المشاركة، وموجزالسيرة الذاتية: 30 – 05 – 2018 ؛ وستقوم لجنة التحكيم بالرد على الملخصات قبولا أو رفضا فور التوصل بها.
  • آخر أجل للتوصل بالبحث كاملا:31 – 08– 2018.
  • سيتم الرد على المقالات قبولا أو تعديلا أو اعتذارا قبل 15- 10 – 2018.
  • تاريخ انعقاد المؤتمر: 13- 14 فبراير 2019
  • مكان انعقاد المؤتمر: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش المملكة المغربية.
  • تبعث الملخصات والاستمارات والبحوث المقترحة للمشاركة إلى البريد الالكتروني:

alkindiconference07@gmail.com

  • تطبع أعمال المؤتمر قبل انعقاده.

 

  • رسوم المؤتمر:
  • رسوم المؤتمر للمشاركين بورقة بحثية توافق عليها اللجنة العلمية 450 دولار أو ما يعادلها. وتغطي هذه الرسوم خدمات المؤتمر (حقيبة المؤتمر، كتاب المؤتمر، شهادة المشاركة) ونفقةَ الإقامة لمدة ثلاث ليال في فندق مصنف 4 نجوم، والتغذية والتنقل طيلة أيام المؤتمر. ملحوظة: رسوم المؤتمر لا تقبل التجزيء.
  • لا تسلم شهادة الحضور إلا لمن حصل مسبقا على الموافقة.
  • يتحمل المشارك نفقات السفر ذهاباً وإياباً.

منسقو المؤتمر:

د. عبد الواحد المرابط: قسم اللغة العربية

د. نور الدين حنيني: قسم اللغة الفرنسية

د. نور الدين عزمي: قسم اللغة الإنجليزية

أعضاء اللجنة العلمية:

·        د. أحمد كروم ·        د. عبد الرحمن السليمان
·        د. إديوس حسين ·        د.عبد العالي المجدوب
·        جامع اوشويض ·        د. مولاي أحمد خبير
·        د. عبد الواحد ابن ياسر ·        د.عبد القادر مراح
·        د. أحمد الراضي ·        د. كمال فؤادي
·        د.أحمد الحمزاوي ·        د. مبارك أبو الرضوان
·        د. خديجة الحياني ·        د.مولاي مصطفى أبو حازم
·        د. محمد حلو ·        د.محمد فتح الله مصباح
·        د.سعاد الكتبية ·        د.الحسن بواجلابن
·        د.حسن المودن ·        د. بشرى شاكر
·        د. رشيد أعرضي ·        د. إبراهيم أسيكار
·        د. أمال وسكوم ·        د. عبد العزيز أيت بها
·        د. محمد محاسن

الإشراف العام:

  • د. عبد الحميد زاهيد: مختبر الترجمة وتكامل المعارف- مراكش
  • د. حسن درير: مركز الكندي للترجمة والتدريب – مراكش

 

  • استمارة المشاركة + السيرة الذاتية
 الاسم الكامل
 الهاتف الشخصي
 البريد الإلكتروني
 الدرجة العلمية والتخصص الدقيق
 مكان العمل
 محور المشاركة
 عنوان المداخلة
ملخص الموضوع
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

موجز السيرة الذاتية
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Al Kindi Center for Translation and Training

In collaboration with

The knowledge Integration and Translation Laboratory at Cadi Ayyad University, Morocco

And

The Department of the Arabic Language and Translation at the University of Leuven, Belgium

Organizes

The First Conference on Translation and Text Types

Under the theme

Literary Translation: From Translation to Creativity.

In honour of Professor Hamid LAHMIDANI

13 -14 February 2019

True to its tradition of organizing a series of annual symposia on issues related to translation and knowledege integration to promote better research and development and to facilitate the sharing of best practices and innovative approaches, Al Kindi Center for Translation and Training, in collaboration with the Knowledge Integration and Translation Laboratory at Cadi Ayyad University (Morocco) and the Department of the Arabic Language and Translation at the University of Leuven (Belgium), is proud to announce the organization of the first edition of a series of conferences addressing the interrelationship between Translation and Text Types. This first edition is devoted to Literary Translation: From Translation to Creativity.

 

Background

Translation as both a practice and a discourse increasingly involves linguistic as well as intercultural and communicative exchanges. Indeed, the translation process involves and engages the translator in issues that go beyond the linguistic structure of the text. Moreover, the literary text has its peculiarities and specifics, which make its translation a challenging and demanding task. Literary translation is not just about rendering ideas into the target language, but reproducing and maintaining the creativity and stylistic features of the source text. Literature is a form of creative writing of recognized artistic value. Translation, on the other hand, acts as a bridge between the “we” and the “other”, rendering the writings of the other in a different language. Though translation and literature have different characteristics, they have always been closely linked to each other, mutually influencing one another. Thus, the ultimate objective of this symposium is to explore and investigate how these links are interwoven, establish parallel and creative bridges between two cultural systems that are different at the historical and aesthetic levels, and ensure a smooth transition of the semantic changes and nuances of meaning from one creative universe into another. In addition to its particular and general cultural context, the translation of literary texts still poses problems related mainly to linguistic structures, stylistic aspects, semantic features as well as translational and interpretative strategies. Therefore, translators are called upon to demonstrate more creative translation strategies when it comes to the translation of literature. They should combine their understanding of the source language text with their skills in reproducing it into the target language in order to foster a useful interaction between the two involved languages as well as ensuring the literary systems of the original and translated texts, taking into account the artistic, aesthetic and cultural specificities of each one of them.The evolution of literary translation has increased over the course of its history, allowing further investigation of past practices and more assessment of its strengths and weaknesses. Critics, in turn, have considered its analysis and evaluation and examined its nature, functions and mechanisms. Thus, an interdisciplinary academic field has emerged including a number of theories and approaches that are based on different disciplines and methodologies. Conference working languages The working languages of the conference are Arabic, French and English.

The conference research axes include, but are not limited to:

 ▪ The specificities of literary translation and related issues▪ The problems of literary translation▪ Constraints and challenges of literary translation▪ Literary translation and intercultural dialogue▪ Literary translation and linguistic theories▪ Literature and the theorization of translation▪ Literary translation seen from the perspective of literary theories and critical methods▪ Literary translation and contemporary cultural studies▪ Writers vs. translators▪ Literary translation as a form of literary creativity▪ The challenges of translating Arabic literature▪ Translation and comparative literature▪ On retranslating translated texts Important dates ▪ Deadline for proposal submission: May 30, 2018. ▪ Submission of final papers: August 30, 2018▪ Notification of acceptance after blind reviewing: October 15, 2018.  ▪ Conference date: 13-14 February 2019.▪ Conference venue: Faculty of Arts and Humanities, Marrakech, Kingdom of Morocco.▪ Abstracts and participation forms should be sent to: alkindiconference07@gmail.com▪ Conference proceedings are to be published before the conference.▪ APA reference style required. Participation fees ▪ $ 450 or equivalent (conference documents, participation certificate, accommodation, meals and coffee breaks are included)▪ Travel expenses to be covered by participants Conference coordinators Abdelouahed LAMRABETNoreddine HANININoureddine AZMI Scientific committee 

– Ahmed Kerroum

– Lhoucine Idyouss

– Jamaa Ouchouid

– Abdelwahed Bnou Yassir

– Ahmed Radi

– Ahmed El Hamzaoui

– Khadija El Hayani

– Mohamed Hailou

– Souad El kouttoubia

– Hassan El Moudden

– Rachid Aaradi

– Amal Oussikoum

– Mohamed Mahassine

–   Abied Al-Sulaiman

– Abdelali Majdoub

– My Ahmed Khabir

– Abdelkader Marrah

– Kamal El Fouadi

– Mbarek Abouridouane

– My Mustapha Abouhazim

–  Mohamed Fathallah Misbah

– Hassan Bouijelabn

– Bouchra Chakir

– Brahim Assikar

– Abdelaziz Ait Baha

 Overall supervision 

Dr. Abdelhamid ZAHID (The Knowledge Integration and Translation Laboratory)
Dr. Hassane DARIR (Al Kindi Center for Translation and Training

Coordinator of Master Translation Technology and Specialized Translation)

 

Participation Form

Full name
Phone number
Email
Position and academic discipline
Institution
Participation axis
Presentation title
Abstract
Bio data

 

 

 

 

 

 

 

 

Le Centre Al Kindi de Traduction et de Formation

En collaboration avec le Laboratoire Traduction et Interdisciplinarité

Faculté des Lettres et des Sciences Humaines – Marrakech

Et le Département de Langue Arabe et de Traduction

Université de Leuven – Belgique

Organise

Le premier colloque international sur la traduction et la typologie des textes

Sur le thème

La traduction littéraire : de la traduction à la créativité

En hommage au Professeur Hamid Lahmidani

13 et 14 février 2019

En collaboration avec le Laboratoire Traduction et Interdisciplinarité de l’Université Cadi Ayyad et le Département de Langue Arabe et de Traduction de l’Université de Leuven, le Centre Al Kindi de Traduction et de Formation organisera une série de colloques internationaux qui s’intéressent à la réflexion sur « la traduction et la typologie des textes ». La première édition portera notamment sur le thème : La traduction littéraire : de la traduction à la créativité. Ces colloques, outre ceux sur la traduction des sens du Coran, s’inscrivent dans la belle tradition, instaurée par le Centre Al Kindi en collaboration avec le Laboratoire Traduction et Interdisciplinarité, d’organiser une série de colloques annuels sur une problématique liée à la traduction, avec, à chaque fois, une thématique précise.

La traduction, en tant que pratique et discours, exprime un besoin de communication et d’échange non seulement interlinguistiques, mais aussi interculturels. Ce qui revient à dire que la traduction soulève des enjeux qui engagent le traducteur au-delà du strict plan linguistique.

Par ailleurs, le texte littéraire présente des particularités qui le différencient des autres textes. Par conséquent, sa traduction, elle aussi, se distingue par des caractéristiques particulières. Dans la traduction littéraire, il n’est pas question uniquement de rendre des idées, mais aussi de reproduire une créativité, à partir d’une perspective philosophique et cognitive, ainsi qu’avec un sens artistique et esthétique.

La littérature, en tant qu’écriture personnelle, et la traduction, en tant que passage par l’écriture de l’autre, ont depuis toujours maintenu des liens très étroits, tout en étant, chacun, un terrain d’études largement balisé. Dans ce cas, l’enjeu majeur est doublement soulevé : d’une part, parvenir à établir un certain parallélisme, basé sur la créativité, entre deux systèmes culturels qui présentent des écarts sur les plans historique et esthétique ; d’autre part, transposer les décalages sémantiques et les nuances de sens d’un univers créatif à un autre, d’une géographie culturelle à une autre, d’un acte interprétatif à un autre.

C’est dire si le texte littéraire pose des problèmes en matière de traduction. Ceux-ci se rapportent essentiellement à ses éléments linguistiques, à ses tournures stylistiques, à sa structure sémantique et à ses stratégies traductionnelles et interprétatives. De ce fait, le traducteur est appelé à faire preuve de créativité qui intègre la compréhension du texte de départ et sa réécriture en traduction, de façon à favoriser un dialogue fructueux entre, d’un côté, les deux langues en présence et, de l’autre, le système littéraire du texte de départ et celui de la traduction, en tenant compte des spécificités artistiques, esthétiques et culturelles relatives à chacun d’eux.

L’évolution de la pratique de la traduction littéraire a proliféré au fil de son histoire, de manière à permettre d’étudier ce type de traduction, de retracer ses origines et de déterminer ses points forts tout comme ses limites. Les critiques, pour leur part, se sont penchés sur son analyse, son évaluation et l’examen de sa nature, de sa fonction et des mécanismes de son fonctionnement. C’est ainsi que s’est constitué sur la question un champ disciplinaire dans lequel interagissent bon nombre de théories fondées sur des références et des méthodologies de divers ordres : linguistique, interprétatif, philosophique, social, culturel, etc.

Les langues du colloque sont l’arabe, le français et l’anglais et les communications pourront être d’ordre théorique ou proposer une analyse de texte.

Les axes suivants nourriront la réflexion lors du colloque, sans pour autant s’y limiter :

– les spécificités de la traduction littéraire et les questions qui lui sont propres ;

– les enjeux entourant la traduction littéraire ;

– les contraintes qui pèsent sur le processus de la traduction littéraire ;

– la traduction littéraire et le dialogue des cultures ;

– la traduction littéraire à la lumière des théories linguistiques ;

– la littérature comme un lieu de théorisation de la traduction

– la traduction littéraire vue dans la perspective des théories littéraires et des méthodes critiques ;

– la traduction littéraire envisagée dans l’optique des études culturelles contemporaines ;

– les écrivains et traducteurs ;

– la littérature arabe à l’épreuve de la traduction ;

– la traduction et la littérature comparée ;

– traduire à partir d’une langue intermédiaire.

Dates importantes à retenir 

  • Date limite de remise du résumé (200 mots), du formulaire de participation et d’une notice bio-bibliographique : 30/05/2018.
  • Remise des textes définitifs : 31/08/2018.
  • Notification d’acceptation : 15/10/2018.
  • Date du colloque : 13 et 14 février 2019.
  • Lieu de tenue du colloque : Faculté des Lettres et des Sciences Humaines, Marrakech, Royaume du Maroc.
  • Les résumés, les formulaires de participation et les communications doivent être envoyés à l’adresse : alkindiconference07@gmail.com
  • Les actes de colloque seront publiés avant le colloque.
  • Citer les références selon les normes de l’APA.

Frais du colloque

  • 450 $ (ou équivalent) incluant les services du colloque : les documents du colloque, les actes de colloque, l’attestation de participation, l’hébergement, les repas et le transport durant la période du colloque.
  • Les frais de voyage sont à la charge des participants.

Coordinateurs du colloque 

Abdelouahed Lamrabet, Noreddine Hanini et Noureddine Azmi.

Comité scientifique

– Ahmed Kerroum

– Lhoucine Idyouss

– Jamaa Ouchouid

– Abdelwahed Bnou Yassir

– Ahmed Radi

– Ahmed El Hamzaoui

– Khadija El Hayani

– Mohamed Hailou

– Souad El kouttoubia

– Hassan El Moudden

– Rachid Aaradi

– Amal Oussikoum

– Mohamed Mahassine

–   Abied Al-Sulaiman

– Abdelali Majdoub

– My Ahmed Khabir

– Abdelkader Marrah

– Kamal El Fouadi

– Mbarek Abouridouane

– My Mustapha Abouhazim

–  Mohamed Fathallah Misbah

– Hassan Bouijelabn

– Bouchra Chakir

– Brahim Assikar

– Abdelaziz Ait Baha

Supervision du colloque

Abdelhamid Zahid (Laboratoire Traduction et Interdisciplinarité)

Hassane Darir (Centre Al Kindi de traduction et de Formation Coordinateur du Master Translation Technology and Specialized Translation)

Formulaire de participation

Nom et prénom
Téléphone personnel
E-mail
Fonction et spécialité
Institution
Axe de participation
Intitulé de la communication
Résumé
Notice bio-bibliographique

 

تقرير المؤتمر الدولي الأول حول “الترجمة وأنماط النصوص” في موضوع “الترجمة الأدبية: من الترجمة إلى الإبداع” تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور حميد لحمِداني

 يومي 13 و14 فبراير 2019 بمراكش

 

اليوم الأول من أشغال المؤتمر:

الجلسة الافتتاحية:

فيِ إطار أنشطته العلمية المكثفة، نظم مختبر الترجمة وتكامل المعارف بتنسيق مع مركز الكندي للترجمة والتدريب، وبتعاون مع جامعة القاضي عياض بالمغرب، وقسم اللغة العربية والترجمة بجامعة لوفان ببلجيكا،والمنظمة الدولية للفرنكوفونية بفرنسا المؤتمر الدولي الأول حول “الترجمة وأنماط النصوص” في موضوع “الترجمة الأدبية: من الترجمة إلى الإبداع” تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتورحميد لحمِداني وذلك يومي 13 و14 فبراير 2019 بمراكش. ويشكل هذا المؤتمر فرصة لمناقشة الاشكالات المتعلقة بالترجمة الأدبية، وتحديد العقبات الرئيسية التي يواجهها المترجمون، وتحليل خصوصيات الترجمة الأدبية وقضاياها. ويصف هذا التقرير وقائع هذا الحدث العلمي ويعرض موجزا للمضمون العام للمداخلات.

انطلقت أشغال الجلسة العلمية الافتتاحية برئاسة الدكتورنور الدين حنيني، واستهلت بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، وكان موعد الحاضرين خلال هذه الجلسة مع كلمات المشرفين على هذا الحفل العلمي؛ وكانت البداية مع كلمة السيد بلعيد بوكادير نائب رئيس جامعة القاضي عياض الذي أشاد بوجاهة موضوع المؤتمر وبالتنوع في الموضوعات والمحاضرين، كما شدد على أهمية مضاعفة الجهود وتكثيف العمل على القضايا المتعلقة بالترجمة والإبداع. كما أوضح أيضا أن جامعة القاضي عياض تدرك أن عليها التسلح بالعلوم الإنسانية والاجتماعية باعتبارها عنصرا فعالا قادرا على مواجهة الإشكالات المتعلقة بقضايا ورهانات العالم. واختتم حديثه بإلقاء نبذة عن مسار المحتفى به الدكتور حميد لحمداني متمنيا أن تكون أعمال هذا المؤتمر غنية ومثمرة.

ثم قدم السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكشعبد الرحيم بنعلي كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالمشاركين من داخل الوطن وخارجه، كما أكد بدوره على مدى أهمية هذا الموضوع الذي يشمل عدة موارد وآفاق ثقافية، مشجعا الانفتاح على العالم من خلال الترجمة ليس فقط من منظور علمي محض بل كوسيلة عظيمة لتعزيز المعرفة والتسامح. واختتم كلمته بتوجيه الشكر إلى اللجنة المنظمة لتنظيمها هذه الندوة التي تشيد بالأستاذ الدكتور حميد لحمداني.

بعدها تقدم الدكتور الحسين إديوس، رئيس قسم اللغة العربية والترجمة بجامعه لوفان ببلجيكا، بإلقاء كلمته مستكملا ما قيل حول المسار المتميز لضيف الشرف الحافل بالأعمال الترجمية والنقدية. وأضاف أن هذه المشاركة ما هي إلا تكريس لشراكة طموحات متنوعة ومنفتحة بين جامعتي القاضي عياض ولوفان، تعمل على تبادل الطلاب والأساتذة والمعارف والخبرات والأعمال المشتركة، اللتان توليان اهتماما خاصا للبحث العلمي والأنشطة الأدبية والثقافية مما يسفر عن ثروة الفكر الترجمي.

وفي خطابه في افتتاح هذا المؤتمر أعرب مدير مركز الكندي للترجمة والتدريب الدكتورحسن درير عن خالص شكره إلى كل الذين حضروا هذا الحدث العلمي، وخص بالذكر ضيوف المؤتمر القادمين من خارج الوطن، وكذا الأساتذة المشاركين من المغرب، ثم الطلبة المواكبين لأنشطة المختبر عامة وفعاليات هذه الندوة خصوصا مشيدا بالمجهودات القيمة للهيئات المنظمة خدمة للمعرفة والثقافة. كما شدد في كلمته على أن الترجمة هي وسيلة للتعامل مع تنوع الثقافات والحضارات، مما يتيح الحفاظ على تراث كامل. واختتم خطابه بالحث على ضرورة مضاعفة الدراسات النقدية للترجمات.

أما الكلمة الموالية فقد تفضلت بإلقائها السيدة ممثلة المنظمة الدولية للفرانكوفونية كلوديا بييتري (Claudia PIETRI)، التي رحبت بالحضور ونوهت بالدينامية العلمية التي تعرفها الكلية خاصة وجامعة القاضي عياض عامة، وأكدت على أهمية موضوع الندوة مبرزة الحاجة الماسة إلى مثل هذه الندوات التي تتطرق إلى الترجمة والإبداع باعتبارها تمس قضايا آنية ومعاصرة. ثم تابعت في كلمتها بالإشادة إلى العلاقات الوثيقة التي تربط المغرب والمنظمة الدولية للفرانكوفونية الداعية إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان. كما استعرضت أحدث الأنشطة التي وضعتها المنظمة بشأن قضية التنوع الثقافي في حوض البحر الأبيض المتوسط، واختتمت خطابها بالتشجيع على تعدد اللغات بوصفها عاملا أساسيا في الحوار المتناغم بين الشعوب والحضارات.

وفي كلمته بالمناسبة رحَّب الدكتور عبد الحميد زاهيد مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف أولا بالحضور كل باسمه وصفته، شاكرا لهم حُسن التفاعل مع هذا الموضوع المركب مع التنويه باستراتيجية جامعة القاضي عياض التي مكنتها من تحديد موقعها على المستوى الوطني والإفريقي والدولي لإشعاعها التربوي والعلمي والثقافي. كما تقدم بالشكر الموصول إلى اللجنة العلمية المكونة من المحكمين والمصححين والمدققين اللغويين. وذكّر بأن أعمال هذا المؤتمر هي فرصة للاحتفاء بالدكتور حميد لحمِداني لمسيرته المهنية الحافلة بالدراسات النقدية والترجمية وإسهاماته في نشر البحوث، والتأطير، والإشراف.

وأخيرا، أعربت اللجنة التنظيمية لهذه التظاهرة العلمية في شخص الدكتور عبد الواحد المرابط عن سرورها إزاء برمجتها لهذا المؤتمر الدولي. وقد اعتبر هذه الندوة محطة أساسية ومهمة لمطارحة الإشكالات التي تعتور قضية الترجمة والإبداع، واجتراح الأسئلة التي تؤطرها وتلازمها. كما لم يفته التذكير بجل الأنشطة واللقاءات العلمية المنظمة من قبل مختبر الترجمة وتكامل المعارف ومركز الكندي للترجمة والتدريب. وفي هذا الصدد، ذكّر بأن من أهداف المؤتمر؛ مناقشة خصوصيات الترجمة الأدبية والقضايا المتعلقة بها. كما شكر من خلال كلمته كل المسهمين في إنجاح هذه الندوة، وعلى رأسهم رئاسة الجامعة وعمادة كلية الآداب، وكذا الشركاء الوطنيين والدوليين.

الجلسة العلمية الأولى:

ترأسها الدكتور فيصل الشرايبي من جامعة الحسن الثاني- المغرب، الذي بدأ بشكر جميع الجهات المنظمة والقائمين على هذا المحفل العلمي، ثم أشاد بالإسهامات العلمية المتميزة للمحتفى به الأستاذ الدكتور حميد لحمداني من جامعة سيدي بن عبد الله بفاس، الذي استهل محاضرته الموسومة بـــ “الترجمة العربية لمقطوعة –ترنيمة المساء- لبودلير” بالشكر لجميع الفاعلين، بعدها انتقل للحديث عن الترجمة التحليلية الأدبية العربية لقصيدة بودلير (ترنيمة المساء)، ومقارنة الترجمات العربية لها؛ إحداهما للمغربي (مصطفى القصري)، والأخرى للُّبناني (خليل خوري).

وقد أكد بداية صعوبة الترجمة الأدبية؛ موضحا عناصر صعوبتها كالآتي:

  • يحتاج المترجم التحليلي للتأويلات المناسبة مع تقديم المبررات التي جعلته يختار تأويلا دون آخر. خاصة وأنه بحاجة للاستفادة من الدراسات النقدية حول النص؛ التي من المؤكد أنها شرط أساسي لفهم النص المترجم.
  • تختلف قيمة الترجمة في قدرة المترجم على فهم النص، لأن التفاضل يقوم على أساس تحليلي.
  • أضف إلى ذلك صعوبة ترجمة النص الشعري، واستحالة ترجمة الموسيقية الشعرية؛ ما يفرض على المترجم الحس الموسيقي، وتوفر الذائقة والقدرة على الإبداع وفهم صوره وتمثل البناء العام في النص الأصلي؛ لأن الترجمة الشعرية المعجمية تفقد النص جدته وأبعاده.

ثم شرع في تحديد مصدر النص من مقاطع واسم الديوان (أزهار الشر) واسم الشاعر والدار…وناقش ترجمة عنوان الديوان (أزهار الشر) و(أزهار الألم). ثم انتقل لقراءة النص والتعليق على الترجمتين؛ بحيث قدم مجموعة من الأمثلة المترجمة من قبل خليل خوري ومصطفى القصري والتعليق عليها؛ مع الإشارة إلى ضرورة فهم البعد الشعري للكلمة؛ مثلا: tournent ترجمها القصري (تحوم) والخوري (تدور)، ورأى أن الكلمة الفرنسية لا تعني الدوران فقط؛ لأنها أعمق من ذلك، فكانت كلمة تحوم أقرب إلى النفس الشعري من تدور.

كما علق على حذف القصري لكلمات مثل: هارموني لعدم قدرته على إيجاد كلمة مرادفة لها، ومحافظة الخوري عليها بنفس الصفة النطقية.

وقد ركز على الصور الشعرية وما وقع فيه المترجمان من الخطأ؛ سواء من حيث المبالغة، أو اختصار بعض العبارات في عبارة واحدة عند القصري، أما الخوري فقد مال عن البعد القصدي من الصورة عند الشاعر. فـl’air مثلا ترجمها بـالريح، وترجمها أيضا القصري بالنسيم – وربما هي أقرب-؛ في حين قصد بودلير الفضاء.

وقد نبه إلى محاولة المترجمين في خلق إيقاع موسيقي بحسب التماهي مع البعد الشعري وهو متميز بنوع من الخلل سواء على مستوى القافية والروي أو البحر، وعدم احترام البنية الناظمة للجملة في النص الأصلي؛ مثلا الحزن أو الفرح من مقصدية الصورة الشعرية.ثم عرض كلتا الترجمتين في نهاية محاضرته تاركا للمتلقي مهمة الحكم عليهما؛ مع التنبيه من حين لآخر إلى ما تتقاطع فيه الترجمتان، وما تتميزان به. وتقديم بديل الترجمتين من عمله الشخصي.

الجلسة العلمية الثانية:

كانت هذه الجلسة برئاسة الدكتور حسن درير من جامعة القاضي عياض- المغرب، وتضمنت ثلاث مداخلات باللغة الفرنسية ومداخلتين باللغة الإنجليزية:

المداخلة الأولى ألقتها الدكتورة حنان بنودي من جامعة ابن زهر بأكادير- المغرب، التي قدمت بداية هدفها من موضوع بحثها الموسوم بـ «Act ?Translation: A Manipulative or Creative» وهو: التأكيد على أن الترجمة  قد تتحول من كونها مجرد عملية لغوية إلى كونها عملا ثقافيا ينتج نصا جديدا ومتميزا.  ولهذا الغرض قدمت الدكتورة في عرضها تحليلا مقارنا لعملين مترجمين من أعمال الكاتب المغربي محمد شكري وهما: “الخبز الحافي” و “الشطار”. وقامت بتوضيح الصعوبات التي واجهها المترجمين “بول بولز” و “إد إمري”أثناء الترجمة، وبمناقشة الحلول التي اختار كل منهما تطبيقها. ومن خلال هذه الدراسة المقارنة حاولت المتدخلة توضيح الفكرة التي تعتبر أن الترجمة فعل ذو بعد ثقافي، تخضع خلاله النصوص المترجمة لعملية تفكيك وإعادة الصياغة وذلك للحصول على نص جديد لقراء جدد في بيئة اجتماعية ثقافية جديدة.

أما المداخلة الثانية فهي عبارة عن ورقة مشتركة بين الدكتورة وفاء بدجاوي والدكتورة زينب حسن من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالمملكة العربية السعودية؛ وهي بعنوان:

« Traduire Naguib Mahfouz – Les enjeux de (ré)écrire l’Autre : des tendances déformantes aux tendances créatives ».

لقد سعت المتدخلتان إلى معالجة خصوصيات الترجمة الأدبية وما يتصل بها من قضايا وإشكالات، من خلال رواية “قصر الشوق” للأديب نجيب محفوظ وترجمتها إلى اللغة الفرنسية.

واعتمدتا في دراستهما إطارا نظريا قائما على ما اقترحه المنظر الفرنسي أنطوان برمان من زوايا تحليلية للنصوص الأدبية. وانطلقتا من الفكرة القائلة إن الترجمة الأدبية هي إبداع في لغة الآخر بغض النظر عن الإجراءات والطرائق التي يتبعها المترجم في تحقيق إبداعه الترجمي. وقامتا بعد ذلك بتحليل نماذج من الرواية المعتمدة للوقوف عند الكتابة الترجمية لمؤلف له خصوصياته الأسلوبية والجمالية.

ثم منح رئيس الجلسة الكلمة للدكتور أليكسندر دوبي بيلزيل من جامعة كيبك في أوتاويس بكندا، لعرض مداخلته التي عنونها بـ :

» De la recherche-création à l’anthropophagie: la métaphore au service d’une traductologie militante«

وقد تناول من خلالها إسهام “البحث-إبداع” واستعمال الصورة المجازية لآكلي لحوم البشر في الترجمة. وذكر المتدخل أن “البحث-إبداع” قد يعد وسيلة للتغلب على المآزق التي وقع فيها علم الترجمة ودراسات الترجمة الوصفية. ثم بين أن الصورة المجازية لآكلي لحوم البشر مكن من تحقيق تقدم مهم في مجال الدراسات الترجمية، نظرية وتطبيقا.

بعد ذلك انتقل الباحث إلى اقتراح مسالك مجازية جديدة يمكن استثمارها في علم الترجمة، ومنها فيزياء الكم. كما أكد على أهمية إعادة عملية التحويل إلى استعارة لضمان تجديد البحث والممارسة الترجميين.

في حين أن المداخلة الرابعة ألقاها الدكتور محمد أحمد الحراحشة من جامعة اليرموك بالأردن، تحت عنوان:

«Translating Cultural Expressions from Arabic into English of Mahfouz’s “The Thief and the Dogs”»

استهل الباحث عرضه بإعطاء تلخيص مبسط لرواية محفوظ التي ترجمها “تريفور لو جاسيك”، م. م. بدوي (1984). لم يكن هدف المتدخل انتقاد الترجمة بل على العكس قدم بدائل عند ترجمة التعابير الثقافية والعامية خصوصا المصرية منها. وعرض الباحث عددا من الأمثلة المترجمة في عمل نجيب محفوظ مبينا الأخطاء التي ارتكبها المترجمون حيث لم يستطيعوا نقل المعنى الموجود في النص المصدر.وقد خلص العارض إلى أنه بالرغم من كون السبب وراء ترجمة الأعمال الأدبية هو استمتاع المترجم، وأن الهدف ليس ماديا كما يعتقد البعض، من الواجب على المترجم أن يكون ملمّا بالثقافتين المصدر والهدف إلى جانب اللغتين من أجل نقل التعابير الثقافية مع الاحتفاظ بنفس التأثير موصيا المترجمين باستخدام تقنيات الترجمة لدى “فيناي”و “داربلناي”.

أعقبتها آخر مداخلة وكانت من إلقاء الدكتور واي تشودون من جامعة السوربون الجديدة – باريس 3 بفرنسا، وهي تحت عنوان:

« La traduction de la chanson, un nouveau domaine interdisciplinaire en étude traductologique »

وتمحورت حول ترجمة الأغنية باعتبارها مجالا جديدا في الدراسات الترجمية، تتكامل فيه مجموعة من المعارف. ابتدأ المتدخل بفكرة مفادها أن الأغنية تبقى قليلة المعالجة في الدراسات الترجمية، وبدرجة أقل متى تم تناولها من خلال الأساليب الموسيقية التي تطرح إشكالية “قابليتها للغناء”.ثم استعرض الباحث بعض الخصائص التي تميز ترجمة الأغنية، ومنها أن لها تقاطعات مع مجموعة من المعارف كالترجمة الشعرية وعلم الأصوات واللسانيات وعلم الموسيقى وغيرها. واعتمد في البناء النظري على النظرية التأويلية التي وضعتها المدرسة العليا للتراجمة والمترجمين بباريس، ومفهوم كفايات المترجم.

ثم انتقل بعد ذلك إلى تحليل البعدين الموسيقي والنصي للأغنية قصد تبيين المشاكل النوعية التي يطرحها “النص الأصلي” في الترجمة الموسيقية. واعتمد المتدخل على متن مكوَّن من أغان صينية وأوضح كيفية القيام بترجمة موجهة إلى الغناء، من خلال الروابط المتشابكة بين مفهومي “المعنى” و”الأمانة”.

وختاما قدم مقترحات لتطوير البحث في هذا المجال، ومنها تلاؤمية الكلمات المترجمة والقدرة الصوتية للمغني والانسجام بين التوزيع الموسيقي للأغنية والكلمات المترجمة في اللغة الهدف.

الجلسة العلمية الثانية الموازية:

ترأستها الدكتورة سعاد الكتبية من جامعة القاضي عياض بالمغرب، واستهلت أشغالها بمداخلة للدكتورة بهية الحبيب الزمني من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالمملكة العربية السعودية، عنونتها بـ :“عولمة الله ومتاهة الهوية في خطاب السيرة الذاتية ترجمة “الحزام” لأحمد أبو دهمان نموذجا”؛ وقد قسمت مداخلتها إلى ثلاثة أقسام رئيسة:

عرفت في الأول السيرة الذاتية وخصائصها الفنية والجمالية في الفكر الغربي وفي الذهنية العربية. وبينت في القسم الثاني الأسئلة التي تطرحها قراءة رواية “الحزام” في علاقتها بترجمة الأعمال الأدبية وفي ارتباطها بأزمة الهوية العربية. وقدمت في القسم الثالث دراسة تحليلية لمثال الترجمة في هذه الرواية بأبعادها الاجتماعية والثقافية، ومنزلة اللغة ضمن ثنائية المسمى والمعنى من منظور المناهج الحديثة ونظريات الترجمة. وأنهت الدكتورة مداخلتها بخلاصات منها: أن النص الفرنسي من الرواية لم يتأسس في مضمونه السردي والحكائي على المرتكزات التقليدية لفن كتابة السيرة الذاتية؛ وهو ما أثر سلبا على نص الرواية في ترجمتها إلى اللغة العربية.

وبعدها منحت رئيسة الجلسة الكلمة للدكتور الحسن بواجلابن، وهو أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش- المغرب، لتقديم مداخلته التي عنونها بـ :”بلاغة الانزياح الشعري في ضيافة الترجمة الأدبية”؛ سعى من خلالها إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • ما هي أهم الصعوبات التي تعتري ترجمة الشعر؟
  • هل يمكن ترجمة الشعر أم يستحيل ذلك؟
  • وهل تحافظ الترجمة على مستلزمات النص الأصلي؟

وقد تحدث في القسم الأول من مداخلته عن مفهوم الترجمة الأدبية. وفي الثاني عن إمكانية ترجمة الشعر وتعذرها، وفي الثالث عن مشاكل الترجمة الأدبية، وفي القسم الرابع عن علاقة الانزياح الشعري بمستوياته بالترجمة. وعنون المحور الخامس من مداخلته بـ” من التحليل إلى الترجمة”. وختم مداخلته بمحور سادس عنونه بـ “بلاغة ترجمة الشعر”.

أما المداخلة الثالثة من أشغال هذه الجلسة فقد ألقاها الدكتور عامر الزناتي الجابري من جامعة عين شمس يجمهورية مصر العربية، وهي بعنوان: “الترجمة الأدبية بين مفهومي التكافؤ والكفاءة: ترجمة رواية زقاق المدق إلى اللغة العبرية أنموذجا”.

ناقش من خلالها مفهومين أساسيين في الترجمة وهما التكافؤ وكفاءة المترجم، وقد درسهما وحللهما انطلاقا من رواية زقاق المدق التي تعتبر أول رواية تمت ترجمتها إلى اللغة العبرية، وركز في بحثه هذا على دراسة كيفية ترجمة مكونات النص الأسلوبية والسردية كل ذلك من أجل الإجابة عن الإشكالين التاليين:

– هل تم التوصل إلى إنجاز نص مكافئ للنص المصدر في اللغة الهدف ؟

– هل كانت كفاءات المترجم عنصرا داعما له لإنجاز هدفه أم كانت حجر عثرة أمامه؟

ليخلص بعد دراسته وتناوله لهذين الإشكالين إلى أن المترجم قد ارتكب مجموعة من الأخطاء التي تؤكد أن هناك خللا في تكوينه وفيما يتمتع به من كفاءة الترجمة، مما يعني أنه لابد من إعادة النظر في كل تراثنا المترجم سواء الديني أو الأدبي أو العلمي.

الجلسة العلمية الثالثة:

ترأست أشغال هذه الجلسة الدكتورة حنان بنودي من جامعة ابن زهر بأكادير- المغرب، وتضمنت مداخلتين باللغة الإنجليزية ومداخلتين باللغة الفرنسية:

المداخلة الأولى عبارة عن ورقة مشتركة بين الدكتور حسن درير والدكتور نور الدين عزمي من جامعة القاضي عياض بالمغرب، تحت عنوان  : « Freedoms and Restrictions in Literary Translation » وقد تناولا في مداخلتهما قضية الأمانة في الترجمة الأدبية؛ حيث أوضحا أن المترجمين يعتمدون استراتيجيات واختيارات مختلفة لنقل رسالة ما من لغة إلى لغة أخرى،والغرض النهائي هو إنتاج نفس التأثير في اللغة الهدف والمحافظة على السمات الأساسية للنص المصدر والوفاء بتوقعات القراء العالمية والمتزايدة في الآن نفسه. كما أكدا على أن هذه الوظيفة ليست دائماً بالهينة نظرا للتحديات الكبيرة التي عادة ما يعرضها النص الأدبي. واعتمدا مقتطفات من رواية ‘الرجل العجوز والبحر’ كعينة للبحث لمعالجة مسألة الأمانة، وتقييم الاختيارات الحرة للمترجمين والقيود التي يواجهونها لجعل النص الهدف متاحا لجمهور القراء.

أما المداخلة الثانية فقد ألقتها الدكتورة سحر يوسف من جامعة الأزهر بمصر، وكانت تحت عنوان:

« Out El Kouloub à l’épreuve de la traduction – relais : Un retour à soi ou un aller vers la perte ? »

سعت من خلالها إلى تبيين أن أفق العمل الأدبي الذي تمت ولادته في لغة وثقافة معينتين، وتم التعبير عنه في لغة أخرى، ثم ترجمته بعد ذلك إلى لغة ثالثة، والتي بدورها ستكون بمثابة لغة وسيطة وصولا إلى ترجمته إلى لغة رابعة، ما هو في الواقع إلا اللغة الأصلية لصاحبة العمل، وذلك عن طريق فحص لترجمة رواية “رمزة” للأديبة المصرية قوت القلوب الدمرداشية. وخلصت المتدخلة إلى النقط الآتية:

  • نقل واستقبال الأدب المصري بالتعبير الفرنسي؛
  • مشكل الترجمة والإبداع؛
  • نظرية التفاوض؛
  • نظرية اتخاذ القرار.

ثم أكدت الباحثة في ختام ورقتها على أن الترجمة العربية لرواية “رمزة” تمثل مشكلة بالغة الأهمية من حيث تغييرها لهوية اللغة الأصلية، و إحداثها فروقات وتحولات دلالية.

أعقبتها المداخلة الثالثة الموسومة بـ : « Literary Translation Difficulties: Cultural Barriers » وكانت من إلقاء الدكتورة هوارية شعال من جامعة حسيبة بن بو علي بالجزائر، وقد تمحورت حول الصعوبات الثقافية في الترجمة الأدبية؛ وقدمت أمثلة توضيحية من الترجمة الإنجليزية لرواية “الخبزالحافي”1972 والتي تُرجمت إلى  36 لغة، ووصفت الترجمة بأنها نقل ثقافي معتبرة الجانب الاجتماعي والثقافي للنص.

بعدها أوضحت العارضة أن من بين المشاكل الرئيسة التي يمكن أن تواجه المترجم عند التعامل مع هذا النوع من النصوص وجود مكافئات معجمية لبعض الأمور والأحداث التي لا توجد في الثقافة الهدف. وهكذا تصبح  مهمة المترجمين تضييق الفجوات الثقافية الموجودة بين الثقافتين المصدر والهدف. ومن أجل تحقيق ذلك،اقترح عدد من منظري الترجمة بعض الإجراءات؛ حيث اقترح “بيتر نيومارك”،التحويل والتحليل التكويني، في حين يأتي “نيدا”بمفهوم التكافؤ الشكلي والديناميكي، بينما قدم “فيناي” و”داربلناي” إجراءات أخرى للمساعدة في التغلب على تحديات الترجمة الأدبية. وتعد ترجمة رواية “الخبز الحافي” إلى اللغة الإنجليزية غنية بأمثلة توضح استخدام هذه الإجراءات وكذلك الحالات التي تظهر فيها الصعوبات الثقافية.

في حين أن المداخلة الأخيرة من أشغال هذه الجلسة كانت من تقديم الدكتورة بدرة الرمضاني من جامعة أبو القاسم سعد الله بالجزائر، عنونتها بـ :

« Paratraduction et image : pour une approche contrastive français-arabe »

وتناولت من خلالها موضوع الترجمة الموازية كمفهوم حديث النشأة بعلم الترجمة، ليجعل مهمة المترجم تتجاوز حد النص الذي يترجمه.طرحت العارضة في ورقتها إشكالا يتجلى في أهمية النص الموازي بمعية موضوع النص أثناء عملية الترجمة، موضحة أن العلاقة القائمة بين النص والعناصر الموازية له تنطوي على صلب المعنى المراد ترجمته.

وقد تطرقت إلى مفهوم الترجمة الموازية بمجال الأدبيات من خلال اشتغالها على رواية ياسمينة خضرة “بم تحلم الذئاب؟”؛ حيث قامت بتحليل غلاف الرواية للنص الأصلي وغلاف ترجمتها إلى اللغة العربية. وخلصت في نهاية عرضها أن للترجمة الموازية أهمية كبرى في توجيه المترجم والناشر في عملهما.

الجلسة العلمية الثالثة الموازية:

كانت هذه الجلسة برئاسة الدكتور نور الدين عزمي من جامعة القاضي عياض بالمغرب، وقد منح الكلمة للدكتور عمر بن عمي من أكاديمية سوس ماسة بالمغرب، الذي قدم مداخلة عنونها بـ :“الترجمة وسؤال الهوية: قراءة في موقف الجاحظ من الترجمة”، تحدث فيها عن الجاحظ الذي يعد من أوائل المنظرين للترجمة، فربط بين عصر التدوين ونشأة العلوم والترجمة في ظل تعدد ثقافي.وفي ظل هذا التعدد نشأت الترجمة عند الجاحظ للحفاظ على خصائص الثقافة العربية الإسلامية.

وذكر العارض بما يذهب إليه الجاحظ من خلال تحديده للصعوبات التي تعترض المترجم، بحيث اعتبر الباحث أن الترجمة عند الجاحظ نقل نسبي للمعاني. ومن ذلك صعوبة ترجمة الاستفهام الحجاجي. ويؤكد الباحث أن الجاحظ ينتبه إلى حضور الذات المترجمة، مما يعني استحالة الترجمة.

ثم انتهى إلى أن الجاحظ يقرر أن الترجمة نقل نسبي ليس إلا، لأن في النص الأصلي دقائق لفظية ودقائق معنوية يصعب أن يوفيها الترجمان حقها عند النقل. وختم مداخلته بالإشارة إلى الصرامة التي تطبع الشروط والمعايير التي يضعها الجاحظ لكل فعل ترجمي.

ثم أعطى رئيس الجلسة الكلمة للدكتورة كريمة قاسم من جامعة وهران 1 بالجزائر، التي ألقت مداخلة بعنوان: “الترجمة الأدبية في ميزان المنهج البرماني”، وقد استهلت حديثها ببيان دور الترجمة في تلاقح الثقافات، ثم تساءلت عن مدى جودة الترجمات وهو ما يعرف بنقد الترجمات، مما أدّى إلى تعدد المناهج النقدية للترجمة، وقد مُثِّل ببعضها.

أدارت الباحثة مداخلتها حول الإجابة عن سؤال مفاده: ما هو منظور برمان للترجمات الأدبية، وقد أدرجت ضمنه جملة من التساؤلات الفرعية. ثم شرعت في بيان المنهج البرماني الذي أكد أن الترجمة لا تقتصر على نقل الأفكار المجردة بل تتعداه إلى محاكاة المشاعر، كما أن برمان أمد الترجمة بالبعد النظري الذي كان ينقصها، وسمَّت نقده للترجمات بالنقد المنتج. بعدها ذكرت المبادئ التي ارتكز عليها المنهج البرماني، والمراحل المقترحة عنده لتقسيم الترجمات.

وخلصت الباحثة إلى أن بِرمان قد أولى اهتمامه بالذات المترجِمة التي كانت غائبة في المناهج السابقة.

أما المداخلة الثالثة الموسومة بـ :“ترجمة الرحلة وأبعادها العلميّة” قدمتها الدكتورة نجاة الطاهر قرفال من جامعة المنار بتونس، التي ابتدأت كلامها بوصف المتن الذي مثل مرتكز المداخلة وهو رحلة عبد الباسط بن خليل وهو مصري من أواخر القرن  15للميلاد، رحل إلى بلاد المغرب (تونس والجزائر والمغرب) طلبا للعلم، وقد ترجم هذه الرحلة المستعرب “روبرت برونشفيك”، وكانت دواعيه لخوض غمار ترجمة هذا المتن متعددة منها المنهجي والعلمي والتاريخي والاستعماري.

أما عن إشكال مداخلتها فهو كالتالي: ما الأبعاد العلمية التي شكلت الصورة التي تلقاها المترجم عن الآخر المغربي، وكيف سوَّق هذه الصورة للآخر الغربي، مشيرة في ثنايا ذلك إلى مجموعة من الملاحظات حول الترجمة ومدى أمانتها في مقاربة النص الأصلي، وقد انتخبت لتحقيق هذا الغرض عينتين من المتن العربي؛ لتبين التقنية المعتمدة في الترجمة ومدى استجابتها للمقتضيات العلمية.

ثم شرعت الدكتورة في بيان عدة تقنيات اعتمدها المترجم مثل التحوير بالزيادة، والاقتراض، والاستبدال، وتقنية المعنى المجاور دلاليا … وخلصت في الأخير إلى أن الترجمة جاءت غير دقيقة. وأن المترجم قد نقل صورة العربي للغربي؛ لكي يكتشف ثقافة أخرى؛ من أجل التقريب بينهما في المسافة.وانتهت إلى توصيات مهمة منها تثمين الجهود المبذولة في خدمة التراث وترجمته.

أعقبتها المداخلة الرابعة والتي تطرق فيها الدكتور خالد اليعبودي من جامعة محمد الخامس بالرباط-المغرب، لموضوع “ملابسات ترجمة الاستعارات ودور التأويل في فهمها ونقلها”، حيث أبرز مجموعة من المشاكل التي يمكن أن تواجه المترجم أثناء ترجمته للاستعارات وتحديد نواتها الدلالية داخل النص الأدبي، نظرا لخصوصيتها وطابعها الإبداعي الذي يفرض عليه الاحتراز الشديد في ترجمتها.

ثم قدم المتدخل مجموعة من النماذج الاستعارية التي ترجمت إلى الفرنسية أو الإنجليزية أو الإسبانية، والتي تحتاج إلى التأويل Gنقلها من لغة إلى لغة أخرى ، .وهذا صعب في بعض الحالات، لأن الكاتب الأصلي يمكن أن يأتي بهذه الاستعارات عن طريق الصدفة فقط. كما تطرق للفرق بينها وبين الرمز والمثل، إذ يمكن القول بأن تأويل الاستعارة محدود في حين أن تأويل الرمز غير محدود.

إن الاستعارات يكون من السهل ترجمتها من لغة إلى أخرى في حالة ارتباطها بموضوعات مشتركة ومدركة لدى جميع المجتمعات، والمترجم لابد وأن يكون قادرا على تطويع استعارات اللغة المصدر ومراعاة العناصر المتصلة بطبيعة الترجمة، وهذه العناصر هي: نوع المترجم، نوع النص الأصلي، زمن نشاط الترجمة، دوافع الترجمة، الجمهور المتلقي للمنتوج المترجم، طريقة عمليات الترجمة. ومن هذه المنطلقات يتم تقييم المنتوج المترجم والحكم عليه.

وكانت آخر مداخلة في أشغال هذه الجلسة من إلقاء الدكتورة أمينة بلحرازم من جامعة وهران 1 أحمد بن بلة بالجزائر، وقد افتتحت مداخلتها الموسومة بـ: “تحديات ترجمة النص الأدبي بين قيود النص الأصل وتطلعات المتلقي” بالتأكيد على أن الترجمة الأدبية تعد من أهم أنواع الترجمة المتخصصة، ومن أصعب مجالات الترجمة، ذلك أنها تتطلب فائضا من الخبرة والموهبة، باعتبارها إبداعا على هامش الإبداع، ومخاضا فكريا وعسيرا، مشيرة إلى أهمية العامل الثقافي، إذ ينبغي على المترجم مراعاته في الترجمة الأدبية، وذلك باطلاعه على كل من الثقافة الأصلية والثقافة الأجنبية، والإلمام بجميع جوانب هذه الأخيرة.

وقد أكدت الدكتورة أيضا على أن المترجم يعتبر قارئا أنموذجيا، ما يفرض عليه التسلل إلى دهاليز المعاني لاستنطاق الدلالات في سبيل الكشف عن المضمر وتفسيره للقارئ، فالمترجم الأدبي يعمل على إلغاء جميع الحدود اللغوية والثقافية بلمسة ترجمية فائقة الإبداع، ذلك أنه يجمع بين التلقي والكتابة.

وفي ختام المداخلة تحدثت الدكتور عن مفهوم الأمانة، مشيرة إلى أن هذا المفهوم في الترجمة عامة وفي الترجمة الأدبية خاصة يبقى نسبيا وفضفاضا.

اليوم الثاني من أشغال المؤتمر:

الجلسة العلمية الرابعة:

كانت هذه الجلسة برئاسة الدكتور إنعام الحق غازي، رئيس قسم الترجمة والترجمة الفورية بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية العالمية – باكستان، وقد منح الكلمة في بداية الجلسة للدكتورة زبيدة محمد خير الرقسوسي، من جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، التي افتتحت مداخلتها المعنونة بـ:

Translation of Metonymical Color Expressions

بتعريف موجز للكناية في الأدب العربي؛ حيث عرفت الكناية على أنها شكل من أشكال الكلام الذي يشير إلى مفهوم باستعمال شيء يرتبط ارتباطا وثيقا بهذا الأخير. إلا أنها قد تطرح إشكالا عندما تستعمل تعابير مرتبطة بصور لونية، فنصبح أمام مشكل كبير لأن الألوان عادة ما تكون مرتبطة بالثقافة. وقد تضمن العرض أمثلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية لترجمة هذا الشكل من الكلام، ثم اقترحت التقنيات الآتية:

  • اختيار لون يكافئه وظيفيا في الثقافة الهدف.
  • عندما لا يتوفر لون مكافئ وظيفيًا في اللغة الهدف، يمكن أن يلجأ المترجم إلى ترجمة المعنى دون الصورة البلاغية.
  • يؤخذ بعين الاعتبار رد فعل القارئ ثم نوع النص؛ فهو أحد العناصر التي تساعد المترجم على اتخاذ قرار حول الإجراء الأكثر ملائمة.

أما المداخلة الثانية فقد قدمها الدكتور بوخال ميلود من المركز الجامعي صالحي أحمد بالنعمان بالجزائر، وهي بعنوان: “إشكالية الأمانة في الترجمة الأدبية”، واستهل كلمته بتحديد المقصود بالأدبية. وتوصل المتدخل إلى أن الترجمة تستوجب على المترجم أن يكون أمينا، بيد أن مفهوم الأمانة حسب الباحثة الصينية كزياوي يختلف باختلاف وجهات نظر الباحثين.

وخلص الباحث إلى أن الأمانة هي المفتاح المساعد على فهم الترجمة النظرية، وإلى أن الترجمة تنقسم إلى أنواع كثيرة؛ ترجمة عفوية يقوم خلالها المترجم بترجمة نصوص أثرت فيه، ويتولى المتلقي مهمة قياس درجة أمانتها، ونوع آخر من الترجمة تسهر عليه دور النشر ويلزم المترجم باحترام شروط مشغله. ثم أشار إلى صعوبة ترجمة الشعر معتمدا على رأي الجاحظ.

وفي نهاية مداخلته دعا إلى ضرورة التخلي عن مصطلحي الأمانة والخيانة في النقدالترجمي لأنهما مصطلحين غير علميين.

أما المداخلة الثالثة فقد ألقتها الدكتورة مليكة باشا من المركز الجامعي أحمد زبانة – غليزان بالجزائر، وكانت بعنوان: “معايير الترجمة الأدبية”. وأشارت المتدخلة في مقدمة بحثها إلى الإسهام البين للترجمة الأدبية في تبادل المعارف بين الشعوب، وبينت أن هذا النوع من الترجمة يعد من أصعب أنواع الترجمة لأنها عمل أدبي متكامل، ويحتاج ممتهنها إلى التسلح بجملة من العلوم والمعارف وبعلوم اللغات.

كما كشفت عن بعض المشاكل التي تواجه المترجم الأدبي؛ منها المشاكل الاجتماعية واللغوية والمنهجية، وتوقفت عند ما تطرحه ترجمة الروايات من عقبات لاحتوائها على زخم معرفي ودقة في الأسلوب وتوظيف للخيال. وأوضحت أيضا بعض المهارات التي ينبغي أن يتسلح بها مترجم هذا النوع من النصوص. ثم أردفت الدراسة النظرية بدراسة تطبيقية قارنت فيها بين رواية بالإنجليزية لـلمترجمة الأدبية”روز شوارتز”  RosSchwartz  ونصها المترجم إلى العربية مستجلية بعض النقائص التي اعترتها.

أعقبتها مداخلة الدكتور إنعام الحق غازي الموسومة بـ :”تحديات الترجمة العربية قراءة في مذكرة إقبال الشخصية (Stray Reflections) نموذجا”. وقد افتتحها الباحث بنبذة عن حياة العلامة محمد إقبال ومؤلفاته وأهم عوامل تكوينه الفكري والديني. ثم قدم تعريفا خاصا بمذكرته الشخصية المعنونة بـ:”Stray Reflections” والظروف التي اعترت كتابتها قبل أن تنشر سنة 2012م، والخصائص التي تميزها.

وقد اعتمد المتدخل في ترجمتها على الطبعة الثانية للأصل الإنجليزي المنشور في عام1992م، الذي لم يبتعد عن أسلوبها الأصلي مع محاولة لنقل دلالاتها العميقة، وأولى عناية بالهوامش، وألحق بالكتاب المنشور صورة المخطوط الإنجليزي الأصلي للمذكرة. وفي سياق آخر أشار إلى الصعوبات والتحديات، في عناوين كبرى والتي تجلت في: إطار الترجمة الحرفية والعقل المفكر، التكافؤ الترجمي والترجمة العربية للمذكرة، نظريات التحول الثقافي والإيديولوجي وآثارها في ترجمته لنص إقبال إلى العربية.

وفي الأخير خلص من خلال (العبقرية الفكرية+ النص الأدبي+ التنوع+ العجمة+ محاولته+ صورة العلامة محمد إقبال من خلال المذكرة) إلى نتائج أهمها: شخصية صاحب النص وفهم كتابته في سياق عصره، الإبحار في النص الهدف والحواجز في سبيل ترجمته، نظريات الترجمة ومحاولة إيجاد الحلول وتفسيرها، وغيرها.

ثم تلتها مداخلة الدكتورة أنفال زبادية من جامعة باتنة 1 بالجزائر، التي عنونتها بـ :“الترجمة الأدبية ونظرية التكافؤ”.استهلت العارضة مداخلتها بالحديث عن طبيعة الترجمة، مؤكدة بذلك أن الترجمة فعل ثقافي يعبر عن إنجاز اجتماعي هادف.

وقد تحدثت عن أقسام الترجمة مشيرة إلى أن الترجمة المتخصصة تعد من أعقد أنواع الترجمة، إذ لا يكاد يخلو مسارها من المطبات، ذلك أنها عملية مقاربة بين طرائق وأساليب لغوية ومصطلحات مختلفة، يصعب تحديد معناها، أما الترجمة الأدبية فهي من أهم الموضوعات في الحقل الترجمي، باعتبارها طريقا للتبادل الثقافي، وسبيلا للرقي والإثراء المعرفي، إذ يلح نايدا في هذا المنحى على الأهمية البالغة للسياق الثقافي في الفعل الترجمي، مؤكدا على ضرورة تطبيق مبدأ التكافؤ بشقيه بغية تقديم ترجمة أمينة للعناصر الثقافية التي تجود بها النصوص الأدبية. وفي ختام المداخلة أشارت المتدخلة إلى مجموعة من المعايير الخاصة بالترجمة الأدبية الفنية.

أما المداخلة ما قبل الأخيرة في أشغال هذه فقد عرضها الدكتور محمد نواز من الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد – باكستان، وتحدث فيها عن موضوع “نظرية التكافؤ واستراتيجيات الترجمة في الترجمة الأردية” من خلال التطرق إلى مفاهيم تعد مفاتيح مقاله كالترجمة ونظرية التكافؤ واستراتيجيات الترجمة وأنماط الاستراتيجيات.

بدأ المقال بمقدمة شخّص فيها نظرية التكافؤ وأبرز الباحثين الذين ناقشوها وعلى رأسهم “يوجين نايدا” و “طابار”؛ حيث توقف عند التعريف اللغوي والاصطلاحي لمفهوم التكافؤ ثم نظرية التكافؤ عند منظري الترجمة، وفيه تحدث عن نوعان للتكافؤ في الترجمة كما جسدهما نايدا. ثم انتقل إلى الحديث عن مفهوم الاستراتيجية وعرفها من الناحية اللغوية والاصطلاحية، وتحدث أيضا عن استراتيجية الترجمة من خلال تفصيل “تشيسترمان” وتصنيف “فيناي” و “داربيلناي” وعند “منى بيكر”.

بعدها تحدث عن نظرية التكافؤ والترجمة الأدبية، ثم ساق الكلام حول نبذة عن كتاب الشفا للقاضي عياض. وخاصة الترجمة الأردية لهذا الكتاب، مقدما في الوقت نفسه مجموعة من الأمثلة التي تعضد الجانب التحليلي لهذه الترجمة، مشيرا إلى بعض الوقفات عند البعد الدلالي لهذه الترجمة الأردية.

وبالإضافة إلى العروض المقدمة،أسهم الدكتور محفوظ كسيلي من جامعة ليون 3 بفرنسا، بمداخلة وسمها بـ:“الترجمة الأدبية أم الترجمة المسرحية”. أبرز من خلالها تفرد المسرح في الأدب من حيث غايته وازدواجيته في طريقة التعبير والإلقاء وهذا ما يميزه عن باقي الأنواع الأدبية كالشعر والرواية.

ثم أردف بأن النص المسرحي يتطلب طريقة معينة في الترجمة، آخذة بعين الاعتبار تشكيل النص المكتوب وفقا لمتطلبات المرحلة، وأذواق الجمهور، ويأتي ذلك نتيجة لعمل مشترك بين المؤلف والمخرج المسرحيين. وأشار كذلك إلى أن النص المسرحي يتطلب إعادة النظر في كيفية نقله إلى لغات أخرى وثقافات مسرحية مختلفة وأنماط تمثيلية غير تلك المعتمدة في اللغة المصدر.

الجلسة العلمية الخامسة:

تضمنت هذه الجلسة ست مداخلات، وقد ترأسها الدكتور محمد القاضي من جامعة منوبة، الذي ألقى المداخلة الأولى من أشغال هذه الجلسة وهي تحت عنوان: “رهانات ترجمة الأدب العربي ومسألة العالمية” وقد استهلها بسؤال: هل بلغت الرواية العربية مستوى العالمية؟ حيث أكد أن الرواية العربية قد بلغت جزءا من العالمية، لكن لم تصل حد الروايات الأجنبية الأخرى، مشيرا بذلك إلى أن الرواية هي جنس أدبي كوني، والسبب وراء تأخر الرواية العربية راجع إلى الترجمة، وبالتحديد قوة لغة الروايات الفريدة من نوعها، حيث يعتبر العرب اللغة هي الحاضر الذي يكبح جناح الرواية العربية من الانتشار.

كما أكد على أن أكثر الروايات التي ترجمت هي لنجيب محفوظ، وذلك ربما يرجع إلى أنها تكشف مجموعة من الحقائق الخفية، التي ينقلها الكاتب من عالمها الأصلي إلى عالم آخر، ومتلقٍ آخر هو الأوروبي.

وقد ميز المتدخل بين نوعين من الروايات: تلك التي بلغت من الفن مبلغا راقيا، وتلك التي صورت العالم العربي بنظرة الغرب، وهذا النوع الثاني هو الذي يمثله نجيب محفوظ. وفي ختام مداخلته استنتج بأن الترجمة ليست علما محضا، وإنما هي فن صحيح.

تلتها المداخلة الثانية والموسومة بـ:

La littérature arabe vue à travers le prisme d’une traduction étrangère : traduction de  culturel dans La prise de Gibraltar de Rachid Boudjedra.

وهي عبارة عن ورقة مشتركة بين الدكتور سيد أحمد طاسيت والأستاذة فاطمة الزهراء حنطابلي، من جامعة يحيى فارس المدية بالجزائر، وقد عرضا من خلالها مفهوم التناص عند كل من “جوليا كريستيفا”، و”رولان بارث” و”ميشيل ريفاتير”. ثم طرحا سؤالا حول ماهية الترجمة؟ التي تطرح بدورها إشكال إعادة صياغة بعض النصوص في لغة أخرى لأن جزءا من المعنى يتشكل أثناء الترجمة. بعدها انتقلا للحديث عن المترجم بصفته قارئا حيث تكون قراءته فعلا ذاتيا. ثم تناولا مشكل الترجمة التناصية من خلال عرض بعض المقاطع من ترجمة رواية “معركة الزقاق” لرشيد بوجدرة باعتماده على استراتيجيات الترجمة المتمثلة خاصة في التعويض والإضافة والحذف.

 

وخلصا في نهاية المداخلة إلى النتائج الآتية:

  • لا يمكن أن يكون النص المترجم صورة طبق الأصل للمقاطع الثقافية في النص المصدر.
  • لا يمكن للنص المترجم أن يقطع الروابط بينه وبين المجالات التناصية للنص المصدر.
  • فعل المترجم يضع الترجمة في دينامية نصية، مما يسمح له بنشر رأيه الخاص بالنص عن طريق تضمينه نصوصا أخرى لم تكن بالضرورة جزءًا من المجال التناصي لنص الانطلاق. ومع ذلك، لا يمكن للمترجم أن يكون عكس ذاتيته وبالتالي يمكنه التأثير سلبًا على مستقبل اللغة المستهدفة.

ثم أعقبتها مداخلة الدكتور الحسين إديوس من جامعة لوفان ببلجيكا، الذي أكد من خلالها على الدور المحوري الذي يلعبه التباعد الثقافي في الترجمة الأدبية. وبالتالي يتوقف يسر هذا النوع من الترجمة     أو عسره بدرجة كبيرة على مدى تقارب أو تباعد ثقافتين؛ الثقافة الأصل والثقافة الهدف. ومعنى ذلك أن أوجه التشابه والاختلاف المرتبطة بالدين، وبالنظم القانونية والسياسية وكذا الأذواق الجمالية، كلها تلعب دورا حاسما في تَشَكُّلِ طبيعة الترجمة.

وعرج السيد إديوس سريعا على الإكراهات التي تواجه المترجم كالتعابير المجازية.  كما تشكل بنية الخطاب حاجزا آخر ينضاف إلى الحواجز الآنف ذكرها، والتي تتحدى المترجم. بالإضافة إلى كل هذا، نجد عامل السخرية مستعصيا على النقل، لاسيما إذا كان غير كوني ومتجذرا في الثقافة الأصلية.

أما المداخلة الرابعة فقد قدمها الدكتور يونس الزوين من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمغرب، وكانت تحت عنوان:

«Traduire l’humour : l’œuvre de Fouad Laroui à l’épreuve de sa traduction en arabe»

استفتح الباحث عرضه بطرح السؤال: كيف نترجم حس الفكاهة الذي لا يعد عنصرا ثانويا وإنما فئة أساسية ومحورية في مؤلف فؤاد العروي؟ ثم أشار إلى أن نظرة فؤاد العروي إلى العالم جد واقعية، غير أن لجوئه للدراما الفكاهية يجعل الأمور أكثر فوضوية إلى درجة أن قارئ كتب فؤاد العروي يستنتج بأن الكاتب يبحث دائما عن هدم الثقة والتمثلات الجماعية.

ثم تساءل بعدها: إلى أي مدى نجح في نقل معنى الحس الفكاهي بالشكل الذي يضمن احترام وظائفه الدرامية والبنيوية؟ فخلص، بعد ترجمته لمؤلف عبد الله العروي، إلى أن الفعل الترجمي يصبح صعبا عند محاولته ترجمة حس الفكاهة، ومثل لذلك ببعض الأمثلة حتى يوضح الطريقة التي واجه بها مشكل ترجمته له.

بينما قدم الباحث أحمد ضريف، من جامعة ابن الطفيل بالقنيطرة – المغرب، المداخلة الخامسة من أشغال هذه الجلسة والموسومة بـ:

«Les enjeux de la traduction littéraire – Sur l’eau de Guy de Maupassant : essai de traduction et d’analyse».

والذي استهلها بتقديم النص الأصل ووصفه. وقد أُخذ هذا النص من قصة “le Horla” الصادرة سنة 1887. وتثير نصوص”le Horla”، إضافة إلى طبيعتها العجائبية، مشاعر القارئ الذي يكون معتادا على حالة الاتزان التي تعيشها الشخصيات في نصوص أخرى، حيث يصعب على المترجم أن يبرر كل شيء في الترجمة المقترحة. واكتفى الباحث بعرض بعض الأمثلة البيانية التي احتاجت إلى عناية شديدة أثناء الترجمة، وبدأ ذلك بالعنوان: “Sur l’eau“، الذي اقترح أن يترجم بـ: “على الماء”، كما ذكر الأعلام ووَقْع علامات الترقيم على الترجمة، إضافة إلى الأساليب البيانية.

ليختتم مداخلته بالتأكيد على أن كل ترجمة هي تحريف يسير أو جسيم للنص الأصل، كما أن التعديلات الضرورية التي يعرفها نص معين خلال تحوّله إلى لغة أخرى تأكد مصداقية النظرية التي تشدد على استحالة الترجمة أو على الأقل استحالة الترجمة على الوجه الأكمل.

وهذا لا يعني أن اللغات لا يمكنها التواصل فيما بينها، ومن ثم إرساء نظامً للتبادل الثقافي والفكري، فالترجمة – بدون شك – ممكنة إذا قصدنا بهذه الكلمة فهم الآخر دون الادعاء أبدا أنّنا نمثله.

أما المداخلة الأخيرة فقد ألقتها الدكتورة فاطمة أوخدجو من جامعة القاضي عياض بالمغرب، وهي بعنوان: Purposes of Circumlocution and Strategies of its Translation in Literary Texts

   “أغراض الإطناب واستراتيجيات ترجمته في النصوص الأدبية”، تناولت من خلالها ظاهرة الإطناب في النصوص الأدبية مقاصدها واستراتيجياتها. وقد سعت من خلال ورقتها إلى الإجابة عن سؤال ما إذا كانت هذه الظاهرة ظاهرة صحية ينبغي الاحتفاظ بها لكونها تضيف جمالية أسلوبية وبلاغية للنص الأدبي أو لعلها مجرد تكرار ينبغي تجنبه. المتن الذي اعتمدته في دراستها هو قصة “رشيد” المأخوذة من المجموعة القصصية “أشواق وأشواق” لأحمد بنجلون (1988). حددت المتدخلة بعض الأسباب وراء ظاهرة الإطناب ومنها: 1) الإشارة إلى مفهوم محدد بعد مفهوم عام 2) تأكيد التحذيرات، 3) الوضوح بعد الغموض، 4) إعادة الصياغة. وفي نهاية ورقتها، سردت بعض الاستراتيجيات التي ينبغي للمترجمين استخدامها للحفاظ على الإطناب في ترجمتهم للنصوص الأدبية.

 

الجلستان التكريمية والختامية:

وفي ختام هذا المؤتمر العلمي الدولي الماتع، عقدت جلسة تكريمية لفضيلة الأستاذ الدكتور حميد لحمداني، والتي كانت برئاسة الدكتور عبد القادر حمدي من جامعة القاضي عياض بالمغرب، وقد تضمنت الكلمة شهادة بعض زملاء وأصدقاء وطلبة المحتفى به: الزهرة رميج، لطيفة مطيع، محمد مساعدي، إبراهيم رمزي، علي لهبوب، عبد الرحمان التمارة، عبد الواحد المرابط.

وقد سلم الدكتور عبد القادر حمدي الكلمة للدكتورة الزهرة رميج من أكاديمية الدار البيضاء والتي بدأت حديثها بشكر القائمين على هذه التظاهرة العلمية التكريمية،ثم عن لقاءاتها العلمية المتعددة التي جمعتها بالمحتفى به، وعن تعامله الإنساني العميق والراقي مع طلبته، وعن حبه للتنظيم وروح الإتقان، وانضباط للوقت، وعن روح المسؤولية. وختمت كلمتها بالدعاء له.

ثم تسلمت الكلمة الدكتورة لطيفة مطيع من أكاديمية مراكش والتي تحدثت عنه كباحث أغنى المكتبات العربية والمغربية برواياته المتميزة والتي حاز بعضها على جوائز عربية قيمة، وبأبحاثه ودراساته النقدية الرصينة التي تعتمد المنهج العلمي الواضح والمفهوم السلس الذي يجعل أهل التخصص يتفاعلون مع كتاباته، ويقتدون بدراساته المنهجية، ثم تحدثت عن تقنياته الحديثة في الكتابة الروائية، وفي طرحه لقضايا جوهرية تلامس واقعنا الحاضر، ثم ختمت كلامها بالدعاء له ولأسرته.

ثم سلم الرئيس الكلمة للدكتور علي لهبوب من أكاديمية كلميم، والذي تحدث بدوره عن شعوره اتجاه أستاذه وصديقه وعلاقته به…؛ حيث وصفه بالأستاذ الملقن بوحي تربوي وبنضج بيداغوجي، فهو راوي الأفكار والعبارات الذي لا تجد في كلامه حشوا قط. ثم ختم حديثه بالدعاء له ولأسرته الكريمة.

بعدها تسلم الكلمة الدكتور محمد مساعدي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله- تازة. والذي تحدث عنه كرمز من رموز الترجمة والنقد الأدبي بالعالم العربي فاسمه أيقونة تحمل الأصالة في الإبداع والدقة في الترجمة، والعمق في البحث العلمي الجديد في التكوين البيداغوجي، …ثم ركز على عدة دروس استخلصها من هذه الشخصية المميزة على مستوى الإبداع والترجمة. وأكد على امتلاك الدكتور الحمداني لوعي ابستيمولوجي، الذي ارتبط اسمه بمجموعة من القيم التي تعكس صورة الأستاذ الجامعي الفذ. كما تحدث عن بعض مشاريعه العلمية الجماعية. وختم كلامه بالدعاء له ولزوجه الفاضلة التي دعمته طيلة مراحل حياته.

ثم تسلم الكلمة بعد ذلك الدكتور إبراهيم رمزي وهو صديق طفولة المحتفى به والذي أشاد بهذا التكريم المستحق في نظره، ثم تحدث في كلمة جد مؤثرة عن علاقته به حيث كان يجاوره آن ذلك ثم ذكر بعض شيوخهما، ثم تحدث عن فترتهما الجامعية وعن ولع الدكتور الحمداني بالقصص والروايات حيث كان يقصد مكتبة الجامعة ليقترضها. ثم ختم كلامه بسعادته كون علاقتهما بقيت متواصلة طيلة هذه المدة رغم تباعد مكان الإقامة. ثم دعا له ولأسرته الكريمة بكل خير.

بعده نقل رئيس الجلسة الكلمة للدكتور عبد الرحمان التمارة من جامعة مولاي إسماعيل الرشيدية، والذي بدأ حديثه بشهادة تكريم في شكل مداخلة عنونها بـ “تشييد المعرفة للخطاب النقدي-الناقد حميد الحمداني نموذجا”، وقد تأسست مداخلته الشهادة على محاور منهجية، بالنسبة للمدخل فقد ضمنه: 1- الجدية في النقد.2- الإنتاجية.3- العمق الإنساني للباحث.أما محاور البحث، فقد شملت ما هو موضوعي، وما هو ذاتي… ومن الصفات التي ذكره بها: الجدية في التدريس،إخلاصه وحرقته في توجيه طلبته أثناء تأطيرهم لبحوثهم، ووفائه لرسالة التعليم، ثم ختم حديثه عن شعوره بالفخر كونه تتلمذ على يدي شخص يستحق الاحترام لصدقه ونبله واستقامته وتواضعه، ثم دعا له ولأسرته بكل خير.

بعدها تسلم الكلمة رئيس الجلسة الدكتور حمدي عبد القادر والذي قدم مقترحا للجهات المختصة بوضع معجم تعريفي لهؤلاء الأعلام الذين احتفى بهم مختبر الترجمة ومركز الكندي.

ثم سلم بعدها الكلمة للدكتور عبد الواحد المرابط من جامعة القاضي عياض بمراكش والذي قدم بدوره رسالة شكر وتقدير، انطلق فيها بقولة يابانية مفادها هو “أترك بينك وبين أستاذك سبعة خطوات حتى لا تطأ بقدمك على ظله” وذلك احتراما وتبجيلا لقيمة الأستاذ. ثم تحدث عن علاقته به تلك العلاقة التي تحولت من علاقة أستاذية إلى علاقة صداقة، ثم تحدث عنه كعالم يجمع بين الموسوعية والدقة. ثم شكره على صراحته وصرامته العلمية. وعلى صبره وتشجيعه وعلى تضحيته بوقته وجهده. شكره على سعة صدره وعلى إيمانه بجدوى الاختلاف وضرورته. شكره على تشجيع طلبته على شق طرقهم بمجهوداتهم الخاصة وفق قناعتهم وتجاربهم في الفكر كما في الحياة. شكره على ثقته الغالية ومعاملته الطيبة. ثم ختم حديثه بذكر أربع صفات للمحتفى به: 1-تقديره لروح المهنية العالية القائمة على المسؤولية والانضباط. 2-مواكبته العلمية والمعرفية وقدرته على التطور والتجدد في مجال تخصصاته. 3- قدرته الباهرة في الجمع بين النقد، ونقد النقد، والترجمة، والتنظير.4- ثم تقديره لهيبته وعزة نفسه، وترفعه، وشموخه دون أن يظهر عليه أدنى تعال أو غرور… ليقفل كلامه بالدعاء له ولزوجه بكل خير.

ثم أعقب ذلك قراءة الأستاذ عبد الرحمان شفيقي للتوصيات التي تم اقتراحها من طرف المشاركين في المؤتمر. ثم تلته كلمة الضيوف التي ألقاها الدكتور إنعام الحق غازي، والتي جعل فيها مشاعره تتحدث قبل لسانه على حد تعبيره فقد تحدث عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال وجمال المغرب ولطف أهله، كما قدم شكره الجزيل باسمه وباسم جميع المشاركين في هذا المؤتمر الدولي إلى كل المساهمين في هذا الملتقى العلمي الحافل كذلك إلى المحتفى به، وإلى جميع الحضور وإلى كافة منظمي هذا المحفل العلمي الذي جمعت فيه مختلف الثقافات؛ حيث جمع بين جنسيات من بلدان مختلفة ساد بينهم الود والاحترام، راجيا أن يسود العالم الحب والسلام.

تلتها كلمة المحتفى به الأستاذ الدكتور حميد الحمداني والذي استأنف حديثه عن إشكال الترجمة الأدبية بكل ما تطرحه من تساؤلات شائكة متعلقة في معظمها بمسألة جوهرية قائمة في السؤال عن الماهية الكلية التي تحملها كل نتائج الترجمات الأدبية، وإلى أي جهة يمكن أن يكون انتسابها الفعلي، هل إلى جهة النصوص الأصلية أو إلى جهة قرائح المترجمين الأدبية التي تستحوذ على الأصول وتمنحها تقنيات مغايرة؟؟…

وقد أشاد كذلك بمداخلات المشاركين والمشاركات وبالإشكالات المطروحة، ثم عبر في كلمة مطولة عن شكره وامتنانه العميقين للجهات المنظمة للمؤتمر ولكل المؤسسات المساهمة وللمشاركين من داخل المملكة ومن خارجها، وإلى الحضور كما عبر أيضا عن عرفانه بالتضحيات التي تقوم بها زوجه التي طالما حرصت أن يكون في كل انشغالاته العلمية في المستوى المطلوب.

وقد اختتمت هذه الجلسة وبالتالي فعاليات المؤتمر الدولي بتسليم الدرع التذكاري للمحتفى به حميد الحمداني قدمه له الأستاذ الدكتور محمد القاضي، كذلك تسلم مجموعة من الهدايا القيمة من أعمال الفنان محمد البندوري من طرف طلبته وبعض أصدقائه، ثم أقفلت الندوة بصورة جماعية تذكارية للمشاركين مع المحتفى به.

 

 

 

مقالات ذات صله