المؤتمر الدولي السادس حول ترجمة معاني القرآن الكريم في موضوع ”الدراسات الترجمية وترجمة معاني القرآن الكريم” 2020 

كلية الآداب والعلوم الإنسانية ومختبر الترجمة وتكامل المعارف 

ينظمان بالتعاون مع

مركز الكندي للترجمة والتدريب ومعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية 

 

المؤتمر الدولي السادس حول ترجمة معاني القرآن الكريم

في موضوع

الدراسات الترجمية وترجمة معاني القرآن الكريم

تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الديداوي

يومي 26- 27 .فبراير 2020

 

نزل القرآن الكريم على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بلسان عربي مبين، وقد كانت ترجمته على مر الأزمان تحديا لأهل الخبرة والاختصاص. وقد أصبحت الحاجة ماسة في وقتنا الراهن لإعادة النظر في ترجمات معاني القرآن والاستفادة من النظريات الترجمية المعاصرة بكل اتجاهاتها ومرجعياتها.

مرت الدراسات الترجمية بتطورات معرفية هائلة، فقد شهدت الفترة الزمنية الممتدة ما بين 1960 و1970 هيمنة نظرية “المعادلة” أو “التكافؤ” مستمدة ركائزها الأساسية من قواعد ومبادئ اللسانيات. فقد مّيز يوجين نيدا (1964) بين مقياسين جوهريين لإنتاج عملية الترجمة وتقييمها، سماهما:”المعادلة الشكلية” و”المعادلة التفاعلية”. وفي السبعينات، ظهرت لسانيات النص، وحظي تركيب النص بقدر كبير من الاهتمام بظهور نظرية “أنماط النصوص” لكاترينة رايس (1971). وفي نفس العقد، ظهر النظر الفلسفي التأويلي “الهرمينوطيقا” الذي ركز فيه شتاينر (1975 ) – باعتباره رائد هذه المقاربة – على الأداء النفسي والفكري لعقل المترجم؛ فالمترجم هو المسؤول عن عملية الفهم والتفسير للنص الأصلي. كما طرح ايتمار ايفن زهار (1978) نظرية “النظام التعددي” بوصفها نظرية حيوية ثقافية ردا على النماذج التوجيهية الثابتة؛ فالأدب المترجم من منظوره عبارة عن نظام يشتغل في نطاق الأنظمة الاجتماعية والأدبية والتاريخية للثقافة الهدف. وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي، حول جدعون توري (1978)- بوصفه أبرز المؤيدين للمقاربة الموجهة للأدب المقارن –  الاهتمام إلى النص المترجم دون مقارنته بالنص الأصلي؛ فالترجمة في تصوره عملية تنطوي على مجموعة من المعايير، تتطلب اليقظة من جانب المترجم متيحة له التحكم في النص المصدر حتى يصير مقبولا في اللغتين والثقافتين المصدر والهدف.

ومع تطور علم الترجمة، ظهرت نظريات ترجمية أثرت هذا المجال، حيث شهدت فترة الثمانينات ظهور النظرية الوظيفية “نظرية سكوبوس” بفضل العلماء الألمان أمثال هانز فيرمير وكاترينة رايس (1984)؛ فقد أولى الوظيفيون اهتماما كبيرا لهدف الترجمة وقصديتها مقطوعة عن أي اعتبار آخر. أما في أوائل التسعينات، فقد أصبح من الواضح تمامًا أنه لا يكفي تحليل البنى اللغوية فقط، بل وجب التركيز أيضًا على الخصائص الخارجية للغة. وفي هذا المضمار، ركزت النظرية السوسيولسانية – باعتبارها مقاربة تواصلية – على السياق الاجتماعي الذي يحدد مقبولية الترجمة من عدمها؛ وترتبط هذه المقاربة بأعمال باحثين أمثال آني بريسيت (1990)، وإيفن زهار وجدعون توري (1995). وفي نفس العِقد، أقحم إرنست-أغست ڭوت (1991) “نظرية الملاءمة” باعتبارها مقاربة معرفية قائمة على الإدراك في نموذج النظرية التواصلية، وقد تحول الاهتمام إلى “القوى العقلية” بدلا من النص أوعملية إنتاج النص. كما غير باسل حاتم وإيان ماسون (1990) الصورة النمطية للمترجم، فاعتبراه مترجما متواصلا معتمدين في ذلك على الأسس المعرفية لنظرية التواصل.

أما عن مفهوم الترجمة في حد ذاته فقد تعاقبت عليه تعاريف تصل في بعض الأحيان إلى حد التباين. فقد كشفت دراسة تاريخ الترجمة، أن مفهوم الفعل الترجمي ورد بتعاريف مختلفة تبعا للمرجعيات النظرية المتباينة التي شكلت الإطار النظري لهذه التعاريف؛ فقد ورد فعل تَرْجَم في الدراسات الترجمية بمفهوم “حَوّلَ”، “بدّل”،”أعاد الكتابة”، ”أعادالإنتاج”، “نَقل”، “عَوّضَ”، وغير ذلك كثير… ومن هنا نتساءل: إلى أي حد تستطيع هذه التعاريف المتعددة للفعل الترجمي أن تكون إطارا نظريا لترجمة معاني القرآن الكريم؟

أما عن تقنيات الترجمة المستعملة في المجال التطبيقي، فقد لجأ المترجمون إلى بعض التقنيات للحصول على معادل للنص الهدف. فقد تم بحث موضوع تقنيات الترجمة على نطاق واسع من قبل متخصصين في مجال الدراسات الترجمية، وتم تصنيفها إلى صنفين: الصنف الأول: هو تقنيات الترجمة “المباشرة” التي يتم استخدامها في نقل العناصر البنيوية والمفاهيمية للغة المصدر، وتشمل التقنيات التالية: “الاقتراض”، “النسخ”، “الترجمة الحرفية” و”ترجمة الكلمة بمقابلاتها”…؛ أما الصنف الثاني: فيمثل التقنيات “غير المباشرة” والتي تشمل: “التحويل”، “إعادة التشكيل”، “المعادلة”، “التكييف” و”التعويض”… إضافة إلى هذه التقنيات، نذكر أيضا ما عرف حديثا ب”التوطين” و”التغريب”(ti 1995Venu)، وكذلك ما يمكن الاصطلاح عليه ب”الخفاء” (invisibility) و”التجلي” (visibility) في عملية الترجمة (1995 Venuti).

وانطلاقا مما راكمته الدراسات الترجمية في العصر الحديث، نطرح السؤال: إلى أي حد استطاعت هذه النظريات تقديم حلول ممكنة للتحديات الترجمية لمعاني القرآن الكريم؟ وماهي حدود استفادة مترجم معاني القرآن الكريم من الركام المعرفي الهائل في مجال التنظير الترجمي؟

نروم من هذه الورقة إعادة طرح إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم على الجهاز المفاهيمي الترجمي وعلى النظريات والتقنيات الترجمية الحديثتين، لنتساءل: إلى أي حد يمكن اعتماد هذا الجهاز المفاهيمي وهذه النظريات الحديثة مرجعية فكرية لمترجم معاني القرآن الكريم؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار مفهوم الترجمة في حد ذاته مفهوما واصفا لعملية ترجمة القرآن الكريم؟ ثم إلى أي حد يمكن الاعتماد على التقنيات الترجمية المختلفة واعتبارها أدوات إجرائية فاعلة وناجعة في ترجمة معاني القرآن الكريم؟

وبالاعتماد على ما سبق، نقترح على المتخصصين والأكاديميين المحاور التالية إطارا للمؤتمر:

  • المعادلة وترجمة معاني القرآن الكريم
  • تحليل الخطاب وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الهرمينوطيقا وترجمة معاني القرآن الكريم
  • نظرية المعايير وترجمة معاني القرآن الكريم
  • النظرية الغائية وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الفعل الترجمي باعتباره نقلا وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الفعل الترجمي باعتباره إعادة كتابة وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الفعل الترجمي باعتباره إعادة إنتاج وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الفعل الترجمي باعتباره تحويلا وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الفعل الترجمي باعتباره تعويضا وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الفعل الترجمي باعتباره تبديلا وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الفعل الترجمي باعتباره فعلا تواصليا وترجمة معاني القرآن الكريم
  • تقنيات الترجمة المباشرة وترجمة معاني القرآن الكريم
  • تقنيات الترجمة غير المباشرة وترجمة معاني القرآن الكريم
  • التوطين والتغريب وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الخفاء والتجلي وترجمة معاني القرآن الكريم
  • الجهاز المصطلحي لعلم الترجمة وترجمة معاني القرآن الكريم

لغات المؤتمر: العربية – الإنجليزية – الفرنسية

  • مواعيد مهمة:
  • آخر أجل للتوصل بملخص البحث، واستمارة المشاركة، وموجزالسيرة الذاتية: 31 مارس2019؛ وستقوم لجنة التحكيم بالرد على الملخصات قبولا أو رفضا فور التوصل بها.
  • آخر أجل للتوصل بالبحث كاملا: 30 / 11/ 2019
  • سيتم الرد على المقالات قبولا أو تعديلا أو اعتذارا في:30 يوليوز 2019.
  • تاريخ انعقاد المؤتمر:26-27 فبراير 2020
  • مكان انعقاد المؤتمر: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش، المملكة المغربية.
  • تبعث الملخصات والاستمارات والبحوث المقترحة للمشاركة إلى البريد الالكتروني:

alkinditranslationconferences@gmail.com

  • تطبع دار عالم الكتب بالمملكة الأردنية أعمال المؤتمر قبل انعقاده.

 

  • رسوم المؤتمر:
  • رسوم المؤتمر للمشاركين بورقة بحثية توافق عليها اللجنة العلمية ) 450دولار أو ما يعادلها(، وتغطي هذه الرسوم خدمات المؤتمر (حقيبة المؤتمر، كتاب المؤتمر، شهادة المشاركة) ونفقةَ الإقامة لمدة ثلاث ليال في فندق مصنف 4 نجوم والتغذية والتنقل طيلة أيام المؤتمر.
  • لا تسلم شهادة الحضور إلا لمن حصل مسبقا على الموافقة.
  • يتحمل المشارك نفقات السفر ذهاباً وإياباً.

 

رئيس المؤتمر: الأستاذ الدكتور خالد الساقي مدير معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية

 

منسقو المؤتمر: د. جامع أوشويض- د. نور الدين حنيني – د. نور الدين عزمي

 

  • أعضاء اللجنة العلمية:
د. إبراهيم أسيكار: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب. د. أحمد الحمزاوي: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.
د. أحمد صابر الشركي: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب. د. أحمد الليثي: جامعة الشارقة ـــ الإمارات العربية المتحدة.
د. أحمد كروم: جامعة ابن زهر ـــ المغرب. د. أمال وسكوم: جامعة السلطان مولاي سليمان – المغرب
د. بشرى شاكر: جامعة القرويين– المغرب د. حسن لمودن: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.
د. حسين إديوس: جامعة لوفان- بلجيكا. د. الحسن بواجلابن: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.
د. رشيد أعرضي: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب. د. سعاد الكتبية: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.
د. عامر الزناتي: جامعة عين شمس- مصر. د. عبد الرحمن السليمان: جامعة لوفان- بلجيكا.
د. عبدالقادر مراح: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب. د. عبد العالي مجذوب : جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.
د. عبدالواحد المرابط: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب. د. كمال الفؤادي: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.
د. محمد الرزاقي: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب. د. محمد فتح الله مصباح: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.
د. مليكة الوالي: جامعة القاضي عياض ـــ المغرب.

 

الللجنة المنظمة:

توفيق بوعمران أيوب نجاري
عادل لشكر حنان واسنوان
ليلى الغزواني عماد الدهبي
هشام بداري نور الهدى بلغيثة

 

الإشراف العام:

د. عبد الحميد زاهيد: مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف

د. حسن درير: مدير مركز الكندي للترجمة والتدريب

 منسق ماستر تكنولوجيا الترجمة والترجمة المتخصصة

 

 

ورقة المؤتمر باللغة العربية

ورقة المؤتمر باللغة الإنجليزية

ورقة المؤتمر باللغة الفرنسية

استمارة المشاركة

Participation form

Formulaire de participation

 

 

تقرير المؤتمر الدولي السادس حول ترجمة معاني القرآن الكريم في موضوع:

“الدراسات الترجمية وترجمة معاني القرآن الكريم”

تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الديداوي

يومي 26-27 فبراير 2020

اليوم الأول من أشغال المؤتمر

الجلسة الافتتاحية

في إطار سلسلة المؤتمرات الدولية التي يسهر عليها، نظم مركز الكندي للترجمة والتدريب بالتعاون مع معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية ومختبر الترجمة وتكامل المعارف المؤتمر الدولي السادس حول ترجمة معاني القرآن الكريم في موضوع: “الدراسات الترجمية وترجمة معاني القرآن الكريم” تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الديداوي، وذلك يومي 26-27 فبراير 2020 بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش. ويشكل هذا المؤتمر لبنة أساسية في مجال ترجمة النص الديني فهو يعيد طرح إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم في ظل النظريات والدراسات الترجمية المعاصرة. وسنقدم موجزا عن محتوى المداخلات التي تناولها المؤتمر في ست جلسات علمية بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والتكريمية ثم الجلسة الختامية.

استفتحت أشغال الجلسة الافتتاحية، التي كانت برئاسة الدكتور نور الدين حنيني من جامعة القاضي عياض بالمغرب، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها سلمت الكلمة لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الدكتور عبد الرحيم بنعلي الذي رحب بالمشاركين والمشاركات من داخل الوطن وخارجه، كما أشاد بالجهود التي يبذلها مختبر الترجمة وتكامل المعارف وبهذا التقليد الذي أخذه على عاتقه بتنظيم سلسلة من المؤتمرات الدولية والندوات الوطنية هدفها الدفع بدفة البحث العلمي، مشيرا إلى الدور المهم الذي تلعبه كلية الآداب والعلوم الإنسانية في تطويع سيرورة مثل هاته الفعاليات.

أعقبتها كلمة الدكتور خالد الساقي مدير معهد محمد الساد للقراءات والدراسات القرآنية بالرباط الذي بعد توجيهه كلمة شكر للقائمين على إنجاح أشغال هذا المحفل العلمي، نوه بدوره بأنشطة مختبر الترجمة وتكامل المعارف ومركز الكندي للترجمة والتدريب التي تصب أغلبها في مضمار ترجمة النص الديني وبالأخص ترجمة معاني القرآن الكريم، كما أشار إلى أن موضوع هذا المؤتمر يشكل امتدادا للمؤتمرات السابقة التي تناولت هذا الموضوع من زوايا مختلفة.

وفي نهاية الجلسة تناول الكلمة الدكتور حسن درير مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، الذي بعدما رحب بالحضور من مشاركين، وأساتذة، وطلبة تقدم بشكر اللجنة العلمية المكونة من المحكمين والمصححين والمراجعين اللغويين ثم اللجنة المنظمة الساهرة على برمجة أشغال هذا المؤتمر الدولي. كما لم يفته التأكيد على أهداف هذا المؤتمر والمتمثلة في إعادة طرح إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم على الجهاز المفاهيمي الترجمي وعلى النظريات الترجمية الحديثة.

ثم اختتم الدكتور نور الدين حنيني هذه الجلسة بالثناء على المحتفى به المترجم الدولي فضيلة الدكتور محمد الديداوي بمناسبة تكريمه، وكذا تقديم الشكر للجهات المنظمة، واللجنة العلمية، والترحيب بالضيوف الكرام من المشاركين والمشاركات الذين لبوا دعوة مركز الكندي للترجمة والتدريب متمنيا لهم طيب المقام.

الجلسة العلمية الأولى

تكفل الدكتور خـالد السـاقي، مدير معهد محمـد السادس للقراءات- الرباط- المملكة المغربية، برآسة الجلسة التي أشاد فيها بالإنجازات العلمية والأكاديمية للأستاذ المحتفى به الدكتور محمـد الديداوي.

بعد ذلك، قدم الدكتور محمـد الديداوي خبير دولي وباحث أكاديمي في الترجمة والمصطلح، وقد شغل رئيس قسم الترجمة العربية في الأمم المتحدة في فيينا وجنيف سابقاً، المحاضرة الافتتاحية الأولى بعنوان: “بيانيَّةُ القرآن الكريم: الترجمة قراءةٌ وتفسيرٌ والجمعُ في صيغة المفرد”. واستهل الدكتور، بعد أن شكر في بداية كلمته القيمين على تنظيم هذا المؤتمر العلمي، محاضرته الافتتاحية بكونه كتب آخر كتابٍ له: “فقه الترجمة وإعجاز النظم وإلغاز الفهم”، الذي صدر مؤخرا، على ضوء مجموعة من الرؤى الاستشرافية لترجمة القرآن الكريم وتمثل هذه الورقة جزءا من هذه الرؤى. وقد أكد من خلالها أهمية النظم والإيقاع القرآني في ترجمة القرآن الكريم مستندا إلى أنّ منظرو الترجمة في الجمعية الأمريكية للكتاب المقدس جعلوا من قراءة النص المترجم جهراً إحدى أهم مراحل الترجمة الكُفء، وذلك لاختبار أسلوبها وإيقاعها، ولذلك وجب معرفة النص القرآني عن قرب ليس بالاعتماد على التفاسير بل حتى الصوت والنبر ابتغاء الوصول إلى مفعوله التأثيري.

ولإعتماد الصوت والإيقاع في قراءة القرآن الكريم، أكد الدكتور محمـد الديداوي على أهمية معرفة الأحرف السبعة من المنظور الترجمي، ليوضح أن القرآن الكريم نزل على حرف واحد، أما بقية الحروف فهي عبارة عن ترجمة قرائية أو صوتية في لغات العرب ولغات أخرى لتِبيان معنى الكلمات المفتاحية بسبب التشابه القائم بين تلك اللغات.

وقد أكد أن الترجمة التطابقية التي تقوم على الموازاة بين النصوص تملك مزايا عديدة يمكن اعتمادها لتحديد ترجمة مستقيمة البناء تقترب أكثر من معاني الأصل وتكملها الترجمة التفسيرية، مبوبة حسب السور أو تبعاً للمواضيع، وتقوم على التفاسير العقلانية المتاحة والصالحة وعلى الدراسات والأبحاث ذات الصلة، وتعتمد على الأحاديث النبوية الصحيحة، وكذا على نهج متكامل متعدد التخصصات يضع في الحسبان كل العوامل المعينة على التفسير من لغةٍ وعلوم دينية وفقهية ودلالية وتأويلية.   

     الجلسة العلمية الثانية

  • الدكتور عامر الزناتي

تضمن برنامج اليوم الأول من المؤتمر الدولي الأول حول  موضوع: “الدراسات الترجمية وترجمة معاني القرآن الكريم”، جلسة افتتاحية غنية، وورقات علمية للسادة الأساتذة والطلبة الباحثين. ترأس الجلسة العلمية الثانية الأستاذ حسن درير، وسلم الكلمة  للأستاذ الدكتور عامر الزناتي الجابري من جامعة عين شمس، مصر، الذي عنون مداخلته ب” الترجمات الإسلامية لترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية بين استراتيجيتي التدجين والتغريب”. وقد افتتحها بالتذكير بأن المسلمين تأخروا في ترجمة القران الكريم إلى مختلف لغات العالم، وبالأخص اللغة العبرية، مما أدى إلى استحواذ الترجمات الاستشراقية والتي بدورها نهجت نهجا متعاليا كما وصفها الدكتور. لينتقل بعد ذلك إلى تقديم تفاصيل حول الترجمتين الإسلاميتين للقرآن الكريم إلى اللغة العبرية. ليتناول لاحقا مناقشة إشكالية مصطلح استراتيجية الترجمة معتبرا إياه مصطلحا شائكا، مقدما تعاريفَ متنوعة لهذا الأخير بالإضافة إلى تعاريف أخرى لاستراتيجية التدجين والتغريب تعود لمنظريين ترجميين لهم وزن ثقيل في علم الترجمة. ثم اعتبر الدكتور أن أسماء الأعلام لها دلالتها عكس ما يعتبرها بعضهم، موضحا الجدال حول إمكانية ترجمتها أو نقلها، ليستعرض الدكتور بعض الترجمات العبرية لأسماء العلم. وفي الأخير، أبرز الدكتور أهم ما توصل إليه من نتائج الدراسة، وأبرزها عدم تمتع المترجم المسلم بالكفاءة الترجمية وأنه ما زال خاضعا لترجمات المستشرقين.

  • الدكتورة بثينة عثامنية

سلمت الكلمة للأستاذة الباحثة بثينة عثامنية من جامعة الجزائر لتلقي بعرضا معنون ب ـ”حدود ترجمة معاني الألفاظ الغريبة في القرآن الكريم على ضوء النظرية التأويلية للترجمة – لفظ “ضيزى” الغريب نموذجا”، واستهلت الباحثة عرضها بالإشارة  إلى اتفاق العلماء على جواز ترجمة معاني القرآن الكريم، اشترطوا تسمية ترجمته بترجمة معاني القرآن الكريم. واعتبرت الباحثة أيضا أن النظرية التأويلية للترجمة أو نظرية المعنى هي النظرية الملائمة لفهم معاني القرآن الكريم،. كما أشارت إلى صعوبة ترجمة الألفاظ الغريبة في القرآن الكريم لخفاء معانيها. ما يجعل مهمة المترجم صعبة لاستكمال المسار التأويلي للترجمة. واستشهدت في هذه الدراسة بلفظ “ضيزى” الغريب، حيث خفقت نظرية المعنى في تخطي مرحلة فهم معنى هذا المصطلح، وعليه تعد المقاربة الدلالية السياقية مناسبة هنا لفهم المعنى.

  • الدكتورة فتيحة قصابي

تم سلمت الكلمة إلى الأستاذة الدكتورة فتيحة قصابي جامعة الطاهري محمد بشار الجرائر، وافتتحت كلامها بتثمين جهود اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر الدولي. ثم انتقلت الى تقديم ورقة التي تهدف من خلالها إلى طرح إمكانية تطبيق نظرية التكافئ عند يوجين نيدا لترجمة معاني القرآن الكريم. و لهذا الغرض  أوضحت الدكتورة في  مستهل عرضها أن مسألة ترجمة القرآن الكريم لا تزال تثير جدلاً واسعا بين منظري الترجمة واللغويين والفلاسفة وعلماء الدين حول إمكانية ترجمته أو استحالتها، ومرد ذلك  إلى صعوبة لغته وقداستها وطبيعة نصوصه الإعجازية. ومن ثمة، لا يمكن تحقيق التكافئ خاصة إذا كان تعريف المصطلح غير موجود في اللغة الهدف. ثم عرضت الدكتورة لإمكانية تطبيق نظرية يوجين نيدا ومدى نجاح تطبيقها  على ترجمة القرآن، على غرار ما فعله المترجمون الغربيون مع الكتاب المقدس الإنجيل. و أشارت إلى أن المترجمين يصعب عليهم تنفيد مهمة ترجمة معاني القرآن بشكل فرديّ؛ بل يجب إضفاء الطابع المؤسسي عليها كما فعل نيدا في ترجمة الكتاب المقدس بتنظيم وتقسيم الترجمة إلى أربعة فرق كل واحدة لها مهمتها الخاصة بها. و خلصت في نهاية عرضها إلى أن العديد من المترجمين المسلمين يعارضون نهج نيدا في ترجمة القرآن الكريم ، إلا أن مقاربته مفيدة في ترجمة بعض الحالات في القران الكريم.

الجلسة العلمية الثالثة

  • الدكتور Saber Oubiri

يهدف هذا البحث إلى مقارنة مصطلحين في ترجمة لإلاه بختيار للقرآن الكريم (The Sublime Quran) من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية. مركزا على لفظي ‘ضرب’ و’كفر’.  واستهل الدكتور مداخلته بعرض مقاطع فيديو لبختيار، والتي تقدم فيها مقاربتها الجديدة والهادفة إلى تطوير ما أسمته ‘الترجمة الشاملة’. وشرحها لبعض القضايا في ترجمة القرآن الكريم مثل: لفظ ‘ضرب’. كما سعى المتدخل في عرضه إلى التحقق من مدى توافق مقاربة بختيار الترجمية مع نظريات دراسات الترجمة، حيث قارن المصطلحات المستخدمة في ترجمة بختيار بترجمات ريتشارد بيل وآرتور جون آربري ومارمادوك بكتال.

  • الدكتورة Khadija Alsaleh

قدمت الأستاذة خديجة الصالح  ورقة علمية ضمن فعاليات المؤتمر السادس لترجمة القرآن الكريم بعنوان “تأثير القراءات على الترجمات الإنجليزية للقرآن الكريم”، وأكدت في معرض حديثها أن القراءات العشر للقرآن الكريم تختلف من الناحيتين المورفولوجية والنحوية. كما قالت أن القراءات القرآنية تتباين من الناحية النحوية والصرفيًة والدلالية ولذلك الاختلاف الأثر البالغ في المعنى الذي تشير إليه آياته الكريمة. وقد كانت القراءات المشهورة والشاذة المصدر الأول لتفسير كتاب الله الكريم وإظهار معانيه، ولذلك ذهب  إلى ضرورة النظر إلى تعدد الدلالات التي تشير إليها القراءات في بعض المواضع لإزالة الإشكال الذي قد يتوهم لو اقتصر النظر على قراءة واحدة. وخلصت هذه الدراسة إلى أن صعوبة ترجمة القرآن الكريم لا تنبع فقط من عدم وجود المعرفة الثقافية اللازمة أو ضعف إتقان لغته الفريدة وأسلوبه المعجز، بل تعود إلى الحاجة إلى دراسة  خصائص الإسلام وتعاليمه. والأكثر من ذلك يجب على المترجم النظر في الاختلافات اللغوية بين رواية حفص و الروايات الأخرى. وبين في النهاية أن عملية ترجمة القرآن الكريم  يجب على المترجم أن يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الطرق التي يمكن من خلالها قراءة النص القرآني وفهمه ، أي القضايا المتعلقة بالاتساق والوضوح  والدقة في المعنى.

  • الدكتورة فايزة بوخلف

إن مداخلة الدكتورة فايزة بوخلف التي تنتمي إلى جامعة حسيبة بن بوعلي-الشلف- بالجزائر؛ والتي تحمل عنوان: “ترجمة معاني القرآن والمقاربة الوظيفية من النقل إلى التفسير” تمحورت أساسا حول الخصائص الجوهرية التي تحول دون إمكانية الترجمة الحرفية للقرآن الكريم، ولعل استحالة هذا النوع من الترجمة في نظر المتدخلة يعود إلى اختلاف اللغة العربية عن باقي اللغات، وإلى إعجازية القرآن الكريم. وسعيا إلى  ايجاد حل لهذه الإشكالية؛ استعرضت الباحثة الفاضلة أهم مبادئ “النظرية الغائية”(Skopos theory)، محاولة الكشفَ عن مدى إمكانية استعمالها لتقليص الهوة السحيقة بين استحالة ترجمة القرآن الكريم والحاجة الملحة والضرورية إليها.

الجلسة العلمية الرابعة

-الدكتور عبد الله سليمان نورالدين

بدأ الدكتور عبدالله سليمان نورالدين من جامعة Leeds- المملكة المتحدة- محاضرته التي عنونت ب”هل يتواصل مترجمو القرآن الكريم مع باحثتي ترجمة القرآن فيما بينهم؟ بتذكير الحضور أنهم ينقصهم التواصل فيما بينهم كما أنهم بالحاجة إلى بحوث ودراسات تتعلق بالقرآن. لاحقا، انتقل الدكتور ليستعرض احصائيات تتعلق بترجمات القرآن المتوفرة حيت أحصى أن 39 في المئة منها تعود لعلماء من السنة. في السياق نفسه، قدم الدكتور تفاصيلا عن  نسبة باحثي ومترجمي القرآن الذين يبدون او لا يبدون في التواصل مستخلصا بذلك أن كلا الفريقين يعملون بشكل منفصل والذي سبب في نظره فجوة كبيرة فيما بينهم. كما آمل الدكتور  أن يتم إنشاء رابط تواصلي بين الفريقين من أجل تقديم الصعوبات والتحديات التي يواجهونها. وفي الأخير، عمد الدكتور إلى الحضور بتأسيس جمعية توحد المجتمع القرآني كالجمعية الموحدة للإنجيل لتوفير مصادر ومراجع كما حث على تنظيم مؤتمر والبدأ في الإشتغال على الفكرة.

-الدكتور يوسف تغزاوي

كانت مداخلة الدكتور يوسف تغزاوي من الكلية متعددة التخصصات بالناظور بعنوان “الخفاء والتجلي وترجمة معاني القرآن الكريم؛ المظاهر والتجليات”، وقد بحث في مقالته هاته إحدى الإشكاليات التي تعترض ترجمة القرآن الكريم، ويتعلق الأمر بإشكالية الخفاء والتجلي في كتاب الله العزيز، ويقصد بها نقل المعنى المفهوم من البناء اللفظي التركيبي، لذلك فالإشكال الترجمي المطروح هنا هو: كيف يمكن التوفيق بين نقل المعنى واستبدال اللفظ. وقد أكد الباحث أن ترجمة الخفاء والتجلي تعترضها العديد من المعيقات مفصلا إياها، ليقترح في نهاية مقالته حلولا لتجاوز هذه العوائق والمشاكل الترجمية.

– الدكتور نور الدين حنيني

ركزت المداخلة التي قدمها الدكتور نور الدين حنيني (Norddine Hanini)، باللغة الفرنسية والمعنونة بـ: “La traduction de la métaphore coranique entre littérarité et littéralité”، على صعوبة ترجمة النص القرآني لأنه نص قدسيّ فهو كلام إلهيّ، ويبقى السؤال الأساسي الذي يُطرح هو كيف يمكن استعادة الرسالة الأصل في اللغة الهدف دون زيادة أو نقصان؟ بسبب أن النص القرآني منفتح على تنوع القراءات وتعدد التفاسير، إضافة إلى ميله لاستعمال الاستعارة، التي تسمح بإضفاء القيم الرمزية الاستعارية على الدلالة المرجعية لمفردة ما.

وتقترح هذه الورقة البحثية أن يُنظر إلى الاستعارة القرآنية من وجهة نظر ترجمية، لأنها تشكل تحدٍ كبير للمترجم، ولذلك اختار الدكتور نور الدين حنيني دراسة مقارنة لأربع ترجمات للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية؛ وهي تباعاً لكل من دنيس ماسون (Denis Massan) سنة 1976، وأندري شوراكي (André Chouraqui) سنة 1990، وعبد الله بينو (AbdAllah Dominique Penot) سنة 2004، ثم محمـد حميدالله (Muhammad Hamidullah) سنة 1959، وقد سعى إلى المقارنة بين هذه الترجمات ومعرفة الاستراتيجيات التي اعتمدها كل مترجم على حدةٍ لترجمة الاستعارة.

ومن خلال تحليله للمعطيات التي تحصّل عليها اتضح له أن ترجمة الاستعارة أبانت على وجود إستراتيجيتين: الأولى اعتمدت تعبيرا بعيدا عن الاستعارة، والثانية سمحت بإنتاج نفس الصورة في اللغة الهدف دون ضياعٍ للمعنى أو القوة الاستعارية.

-الأستاذ لحسن البوزيدي

خلال هذه الجلسة، ألقى الأستاذ الباحث لحسن بوزيدي من جامعة القاضي عياض بالمغرب مداخلة تحت عنوان: « Le dit et le non-dit dans l’introduction de la traduction du Saint Coran »، وقد تناول فيها إشكال القول والمقول في مقدمات ترجمات القرآن الكريم وذلك من خلال الإجابة عن العوارض الآتية:

  • لما قمنا بقراءة في مقدمات ترجمات القرآن الكريم؟
  • ما هو سياق ترجمة القرآن الكريم.
  • ما الهدف من هذه الدراسة.
  • تاريخ ترجمة القرآن الكريم.
  • القول في مقدمات ترجمات القرآن الكريم:
  • حول القرآن الكريم وترجمته.
  • قابلية ترجمة القرآن الكريم من عدمها.
  • الهدف من ترجمة القرآن الكريم.
  • لماذا هناك عدة ترجمات للقرآن الكريم؟ وهل من ترجمة ناجعة؟

اليوم الثاني من أشغال المؤتمر

الجلسة العلمية الخامسة

-الدكتور حسن درير

تعد هذه الورقة جزءا من بحث موسوم بـ: “أحدث ما ورد في مجال دراسات الترجمة القرآنية إلى اللغة الانجليزية”. ويهدف من خلاله الدكتور إلى الإجابة على سؤال جوهري يتبادر إلى الذهن، عندما نتأمل دراسات الترجمة القرآنية المشار إليها باسم (QTS)؛ ويتعلق الأمر عن بإمكانية اعتماد هذا المجال علما قائم الذات. فالمقال يبحث في الدراسة الحديثة لدراسات الترجمة القرآنية  بوصفه مجالا معرفيا، علما أنها تختلف من قطر إلى آخر، ومن ذلك على سبيل المثال: الشرق مقابل الغرب، وحتى داخل نفس البلد؛ مثال الكتاب المسلمون وغير المسلمين.

وقد عرف صاحب المداخلة مصطلح “النظام المعرفي” من خلال خصائص متعددة، وأكد أنه بالكاد يمكن اعتماد دراسات الترجمة القرآنية مجالا معرفيا، وذلك لكونها موجودة بين دراسات الترجمة والدراسات القرآنية، الأمر الذي يقتضي اهتماما وعملا كبيرين بمجال دراسات الترجمة القرآنية والاستفادة من كل المجالات الحديثة. وأنهى الدكتور مداخلته بالإشارة إلى أن المقال المقبل سيركز على الاتجاهات المختلفة للبحث في دراسات الترجمة القرآنية من لدن المسلمين وغير المسلمين، وتحديد الموضوعات الحالية وتقييمها، ثم التركيز  أكثر على المفاهيم الواعدة في هذا المجال.

-الأستاذة قدوش زينب والأستاذة صغير مريم

ناقشت كل من الباحتثين الجزائريتين قدوش زينب وصغير مريم في مقالتهما المعنونة ب” ترجمة مصطلحات العبادات في القرآن الكريم بين إرضاء القارئ وتكريس إعجاز الأصل” استراتيجيتي التوطين والتغريب ومدى نجاعتهما في ترجمة القرآن الكريم، حيث عرضتا لحجج لكل من أنصار الاستراتيجيتين مع إظهار محاسن كل استراتيجية ومساوئها على حدة، فإذا كان هناك فئة تصر على استعمال الترجمة التغريبية للقرآن الكريم؛ وذلك لأجل الحفاظ على خصوصية النص القرآني ودفع القارئ لتفهم معانيه، فإن هناك في المقابل فئة تنتصر لاستعمال التوطين في الترجمة القرآنية؛ لأن عذرها في ذلك هو أن القارئ بحاجة لترجمات شارحة توطن المعنى نوعا ما في اللغة الهدف.

وقد خلصت الباحثتان في الأخير إلى أنه ينبغي اعتماد الترجمة الثنائية التي تجمع بين التغريب والتوطين، وذلك لأن هذا النوع من الترجمة يرضي القارئ ويكرس إعجاز الأصل ويحافظ على أصالته في الوقت نفسه.

-الدكتورة سامية محسن الجابري

ثم سلمت الكمة إلى الأستاذة الدكتورة سامية محسن الجابري لتلقي مداخلتها التي أشارت فيها إلى أثر السمات الصوتية المميزة في تبليغ المعنى، وفي التأثير في المستمع للقرآن الكريم. ووضحت لما للألفاظ القرآنية من تأثير صوتي فريد يساهم في توجيه معاني القرآن الكريم. وبهدف تطرقها للإعجاز الصوتي القرآني  تتبعت الدكتورة ترجمات عبارات المحاكاة الصوتية في الكتاب الحكيم معتمدة على مقاربة وظيفية براجماتية. عرفت المتدخلة مصطلح ‘المحاكاة الصوتية’ من عدة جوانب، ثم توسعت في القضية الجدلية التي خاضها علماء اللغة واللسانيات وهي علاقة الصوت بالمعنى. وقامت أيضا بتحليل بعض العبارات للمحاكاة الصوتية متبعة أمثلة مختارة من القرآن الكريم مقسمة وفقا لتصنيف بريدن 1996.

الجلسة العلمية السادسة

ترأست هذه الجلسة الدكتورة مليكة الوالي – جامعة القاضي عياض، مراكش- المغرب، وقد تضمنت مداخلتين:

-الدكتورة سحر أحمد شميله

قدمت سحر أحمد شميله (Sahar Ahmed Chéméla) ورقتها البحثية باللغة الفرنسية وقد وسمتها بـ: “Etude de la traduction de quelques attributs divins dans la Sourate AL-Ḥaŝr” (دراسة دلالية لترجمة بعض أسماء الحسنى في سورة الحشر)، وهي دراسة تحليلية للترجمة التي أقدمت عليها كلّ من دنيس ماسون (Denis Massan) وزينب عبد العزيز (Zainab Abdelaziz) إلى اللغة الفرنسية وخاصة أسماء الله الحسنى في سورة الحشر. وقد اختارت دنيس ماسون وزينب عبد العزيز لكونهما المرأتان الوحيدتان اللتان قامتا بهذا العمل الجبار باللغة الفرنسية، كما تمثلان ثقافتين مختلفتين، إضافة إلى أن ترجمة دنيس ماسون اعتمدها الأزهر، كما أن زينب عبد العزيز تعد أستاذة تعمل في جامعة الأزهر. واعتمدت الدكتورة سحر شميله على نظرية التكافؤ لأوجين نيدا، وبررت اختيارها بأن التكافؤ يسمح بمعرفة مدى تأثير الترجمة في اللغة الهدف على القارئ الهدف.

وقد سعت من خلال هذه الدراسة إلى بحث المستوى اللغوي والدلالي والترجمي لأسماء الله الحسنى في سورة الحشر في النص الأصل وتقارنها بالترجمات التي اعتمدت، لتخلص أن الترجمات قد أفرغت جل الأسماء الحسنى من مستواها الدلالي.

– الدكتورة  كلثوم الضرفوفي

ثم ألقت الدكتورة “كلثوم الضرفوفي”، من جامعة عبد المالك السعدي بالمغرب، مداخلة بعنوان: “Les procédés de traduction de la «Isti’ara» dans le coran et les enjeux syntaxiques: Cas du verset 97 de la Sourate «Al-An’am»” ، استفتحتها بطرح إشكالها الذي يتمحور حول دراسة الصعوبات التي قد يتعرض لها المترجم أثناء ترجمته للبلاغة القرآنية وبالأخص بلاغة الاستعارة وذلك من زاوية لاهوتية، معتمدة كمثال لهذه الدراسة الآية 97 من سورة الأنعام؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (96) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (97)﴾ التي تشهد على التوحيد والآيات الكونية كالليل والنهار.

بعدها انتقلت إلى تحليل الجذر “فلق” لتبرز من الجانبين التركيبي والدلالي أن إخفاق المترجم في ترجمته للاستعارة القرآنية سيؤثر سلبا على التلقي الصحيح للتعاليم التي تشملها الآية.

  • ثم اختتمت مداخلتها بعدة توصيات كان أبرزها:
  • أن الاستعارة القرآنية تهم الآيات الكونية المستقاة من الحقول الدلالية للظواهر الطبيعية الكونية التي نعرفها.
  • تلعب الاستعارة دورا هاما في فهم الحدث الكوني المتعلق بالخلق شرط ألا يشوبها أي تحريف.
  • تحليل التراكيب النحوية وفحص الظواهر البلاغية وبالأخص فهم قواعد العلامات الكونية.
  • كيفما كانت المهارات التي يمتلكها المترجم لا يمكنه بلوغ الكفاءة التامة، لذا فهو مطالب بمعرفة حدود إدراكه بالموازاة مع صعوبة المهمة التي تنتظره.
  • العمل الجماعي أساسي لتطويع الخبرات.

الجلسة التكريمية:

وفي ختام هذا الحفل العلمي، عقدت جلسة تكريمية لفضيلة الدكتور محمـد الديداوي، وكانت برئاسة الأستاذ الدكتور مولاي مصطفى أبو حازم من جامعة القاضي عياض- المغرب. وأشاد في كلمته بالدكتور محمـد الديداوي الذي يعد أحد أبرز الباحثين في مجال الترجمة بالمغرب، وأكد أنه يستحق هذا التكريم والاحتفاء بهذا المحفل العلمي المميز لأنه أسهم في تطوير ونشر خبرته العلمية الأكاديمية في الترجمة باللغة العربية.

ثم أخذ الكلمة بعد ذلك الأستاذ الدكتور حسن درير، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والذي تحدث بحماسة عن الدكتور محمـد الديداوي، وإن كانت معرفته به لم تتجاوز الأربع سنوات، إلّا أنّها كانت كافية له ليعرف أن الأستاذ المفضال من معدن أصيل علميّا وأخلاقيّا، وقد أكد امتنانه لأنه فيما مضى وجه له دعوة من أجل إلقاء محاضرات على طلبة ماستر: “تقنيات الترجمة والترجمة المتخصصة” (Translation Technology and Specialized Translation)- كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش- وقد لبّى النداء ولم يبخل على الطلبة بعلمه وتجربته في أروقة الأمم المتحدة، وخلال هذه الفترة تعرّف الدكتور حسن درير على المحتفى به عن قرب ليلمس مدى طيبته وعفويته إضافة إلى جديته وانضباطه وكرمه في العطاء العلمي وقد خلّف ذلك عند الدكتور حسن درير صدى طيبا وأكد أن المحتفى به جدير بكل تقدير وامتنان ومحبة وإخلاص.

ثم تناولت الكلمة الدكتورة حنان واسنوان، مختبر الترجمة وتكامل المعارف، كلية الآداب والعلوم الإنسانية مراكش، فأشادت بعلم المحتفى به، وخلقه، ونبل سيرته، وأكدت في كلمتها أن المحتفى به هو عالم يتصدر منبر البحث في المغرب بكتابته في مجال الترجمة. وقد درّسها عندما كانت طالبة ماستر في مدرسـة الملك فهد العليا للترجمـة، وقد أبان عن تبحره في مجال الترجمة بشقيها النظري والتطبيقي؛ إذ أعطى محاضرات عن الدراسات الترجمية (Traductologie) لفائدة طلبة المدرسة بكل شعبها: الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، كما نظم ورشات تطبيقية لترجمة نصوص كانت أغلبها مستقاة من الأمم المتحدة، كما أكدت الدكتورة حنان واسنوان على نبل أخلاق المحتفى به الكريمة والتي قلّ نظيرها من تواضع وطيبة وسخاء.

وبعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الله غازي، من كلية الآداب، وجدة. تحدث في كلمته عن علاقته الشخصية والعلمية مع المحتفى به. وأكد أنه يفتخر لكونه تعرّف على المحتفى به عندما أعطى محاضرات للماستر الذي كان يدرس فيه آنذاك. وقد ركز في شهادته على ما يتحلى به الدكتور محمـد الديداوي من مؤهلات علمية وأكاديمية، وصفات وأخلاق، كما أبرز أنه يتميز بجديته وإخلاصه في التدريس والتكوين، ودعى في كلمته الأخيرة الحضور الكرام الوقوف إجلالا وتقديرا لهذا العالم الكبير.

ثم تسلمت الكلمة بعد ذلك الدكتورة ليلى الغزواني من مختبر الترجمة وتكامل المعارف، كلية الآداب والعلوم الإنسانية مراكش، وقد تحدثت عن علاقة المحتفى به المتينة بالترجمة، فهي علاقة حب أبدي لا ينتهي، إذ تشكل الترجمة حياته كلها؛ يحاضر ويترجم ويكتب في الترجمة، فعطاءه لا يتوقف إذا تعلق الأمر بالترجمة. وأكدت أن الدكتور محمـد الديداوي رسخ في كل الأجيال التي تتلمذت على يده سواء طلاب علم، في جامعات أوروبية أو عربية، أو متدربين في أورقة الأمم المتحدة قيم العلم والأخلاق والمبادئ السامية والرفيعة.

الجلسة الختامية

لقد ترأس هذه الجلسة الدكتور مولاي مصطفى أبو حازم، وأعطى الكلمة للدكتور عبد العزيز أيت بها عن مركز الكندي للترجمة والتدريب لقراءة توصيات المؤتمر التي اقتراحها المشاركون.

وأعقب ذلك قراءة كلمة الضيوف، وقد أسندت المهمة إلى الدكتورة فايزة بوخلف من جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف- الجزائر، التي قدمت الشكر باسمها وباسم جميع المشاركين في المؤتمر إلى عميد كلية الآداب وإلى المحتفى به وإلى مختبر الترجمة وتكامل المعارف ومركز الكندي للترجمة والتدريب وإلى جميع الحضور وإلى كافة منظمي هذا المحفل العلمي البهيج.

ثم تناول الكلمة المحتفى به الدكتور محمـد الديداوي الذي عبر في كلمته عن شكره وامتنانه العميق لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ولمختبر الترجمة وتكامل المعارف ومركز الكندي للترجمة والتدريب، وللمشاركين في المؤتمر وإلى الحضور وجميع الذين أسهموا في إنجاح هذا المحفل العلمي. كما عبر عن سعادته وامتنانه لما سمعه من كلمات الشكر والعرفان من جميع المشاركين.

وقد اختتمت هذه الجلسة الختامية بتسليم الدرع التكريمي للمحتفى به الدكتور محمـد الديداوي والذي قدمه الأستاذ الدكتور حسن درير من كلية الآداب والعلوم الإنسانية مراكش.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صله