المؤتمر الدولي الثالث حول علم الأصوات وتكامل المعارف في موضوع:”التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد” 2018

 

 

ينظم مركز الكِنْدِي للترجمة والتدريب بالتعاون مع معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية ومختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش

المؤتمر الدولي الثالث حول علم الأصوات وتكامل المعارف

في موضوع:“التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد”

يومي: 17- 18  أكتوبر 2018

إن تاريخ العلوم الإنسانية والمعرفية هو تاريخ تعالق وتشابك، وإمداد واستمداد، وتأثير وتأثر، إن على مستوى النماذج والنظريات، أو المناهج والتطبيقات والمقاربات، ولا فرق في ذلك بين ما يسمى بالعلوم الحقة، أو العلوم الإنسانية، فالعلوم نتاج الفكر الإنساني الذي تتقاطع فيه الأبعاد الإنسانية والمجالات الفكرية واللغوية والعقدية.

والتراث الإسلامي العربي خير برهان على هذا التداخل والتكامل، إذ نجد له تجليات كثيرة من أبرزها التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية والعلوم اللغوية والأدبية وغيرها من العلوم، فضلا عن التكامل الداخلي في ما بينها إمدادا واستمدادا.

والدارس لعلوم القرآن وعلوم العربية، ليدرك بجلاء وثاقة الصلة بين علم الأصوات وعلم التجويد؛ وتداخلهما في عدد من المباحث والقضايا، والأسئلة والإشكالات، وإن اختلفت الهموم والغايات. وإذا كانت الإرهاصات الأولى للبحث الصوتي العربي قد لمعت في أواخر القرن الهجري الثاني مع الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت.170هـ) وتلميذه سيبويه (ت.180هـ)، لتبلغ نضجها في أواسط القرن الرابع الهجري مع أبي الفتح عثمان ابن جني(ت.392هـ)، فإن التأليف الحقيقي في علم التجويد لم يظهر إلا مع بداية القرن الخامس الهجري على يد كل من أبي الحسن علي بن جعفر السعيدي (ت.410ه) في كتابه: “رسالتان في تجويد القرآن”، ومكي بن أبي طالب القيسي (ت.437ه) في كتابه: (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة)، وأبي عمرو الداني (ت.444ه) في كتابه: (التحديد في الإتقان والتجويد).

إن علم التجويد علم صوتي في أصوله وفروعه ومقرراته، استقى علماؤه مادته الصوتية من مظان اللغويين والنحويين، ويبقى من أهمها الحديث عن مخارج الأصوات وصفاتها، وعما يعترضها في التركيب والتأليف من إظهار وإخفاء وإدغام و قلب وغيرها، إضافة إلى ظواهر أخرى كالوقف والابتداء، والمد والقصر، و غير ذلك من الظواهر الصوتية الأخرى.

وعلى أساس مرجعية التداخل والتكامل هاته، سينظم مركز “الكندي للترجمة والتدريب” بالتعاون مع “معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية” و “مختبر الترجمة وتكامل المعارف” بكلية الآداب-مراكش (المملكة المغربية)، المؤتمر الدولي الثالث حول: علم الأصوات وتكامل المعارف، في موضوع: “التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد“، وذلك من أجل فتح نقاش جاد ومثمر بين الباحثين والمتخصصين والمهتمين، غايته إعادة النظر في مجمل القضايا والإشكالات التي يطرحها التكامل المعرفي بين هذين العلمين.

ويأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة المؤتمرات العلمية التي ينظمها مركز الكندي للترجمة والتدريب بمعية مختبر الترجمة وتكامل المعارف في إطار التكامل المعرفي بين علم الأصوات ومختلف العلوم والمعارف. وقد كان موضوع المؤتمر الأول من هذه السلسلة هو: “التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم الموسيقى” نشرت أعماله في العدد السابع من سلسلة الترجمة والمعرفة عن دار عالم الكتب الحديث بالأردن، 2017م، بينما كان موضوع المؤتمر الثاني: “التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم البلاغة”، والذي صدرت أعماله عن نفس الدار وفي نفس السنة.

 

  • أهداف المؤتمر:

يهدف مؤتمر “التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد” إلى تحقيق الأهداف الآتية:

  • التأكيد على أهمية النظرة التكاملية بين العلوم غايتها بناء معرفة متجددة ومتكاملة.
  • الكشف عن التقاطعات المعرفية بين علمي الأصوات والتجويد، وتبيان المرجعيات العلمية الموجهة لها.
  • الوقوف على حدود استفادة علم التجويد من علم الأصوات قديما وحديثا.
  • الدعوة إلى استثمار الآليات النظرية والنتائج المخبرية لعلم الأصوات الحديث في إعادة قراءة القضايا الصوتية في علم التجويد.
  • إبراز أهمية البحث الصوتي في النص القرآني وتجويدِه.
  • محاور المؤتمر:
  1. استفادة علم التجويد من المباحث الصوتية عند القدماء.
  2. الأسس العلمية والخلفيات المعرفية للتكامل بين علم الأصوات وعلم التجويد.
  3. دور الدراسات الصوتية المخبرية في تطوير علم التجويد ومباحثه.
  4. الظواهر التطريزية بين علم الأصوات وعلم التجويد.
  5. المد والقصر بين علماء الأصوات وعلماء التجويد.
  6. جهود علماء التجويد وأثرها في الدرس الصوتي العربي القديم.
  7. الظواهر الصوتية عند علماء التجويد بين الإبداع والإتباع.
  8. المصطلح الصوتي بين علمي الأصوات والتجويد.
  9. إسهام الظواهر الصوتية عند علماء التجويد في الإبانة عن المعاني القرآنية.
  10. أحكام التجويد بين علمي الأصوات والتجويد.
  11. دور علم الأصوات الحديث في إعادة كتابة مباحث علم التجويد.
  12. التكامل المعرفي بين مباحث علم الأصوات وعلم التجويد.
  13. القيم التعبيرية للأصوات بين علمي الأصوات وعلم التجويد.
  14. النمذجة الفونولوجية للظواهر الصوتية في علم التجويد.
  15. تقييم الجهود الصوتية عند علماء التجويد.

 

  • شروط عامة للبحوث:
  1. أن يتسم البحث بالمنهجية العلمية ومواصفات البحث العلمي الرصين.
  2. يتم تبويب البحث على النحو الآتي:
    • أ‌- عنوان المقال: ويضم: اسم المؤلف واسم الجامعة أو مؤسسة الانتساب.
    • ب‌- ملخص في حدود 200 كلمة باللغتين العربية والإنجليزية.
    • ت‌- ضرورة وضع الكلمات المفاتيح بعد الملخص.
  3. أن تتراوح صفحات البحث ما بين10 و 15 صفحة، مقاس(A4) ، وأن يكون خط المتن والعناوين(Times New Roman)   بمقاس14، و (Times New Roman) بمقاس   (12) في الهوامش، مع مراعاة مقاس واحد ونصف (1,5) بين السطور.
  4. ترقيم هوامش البحث في أسفل الصفحة مع الاكتفاء بكتابة اسم الكتاب والصفحة فقط، على هذا النحو:
  • – علم الأصوات وتكامل المعارف: 123.
  • تكتب العناوين الرئيسية بحجم الخط 18، والفرعية بحجم 16، مع جعل الخط بارزا.
  • تحول الرسوم والأشكال الهندسية إلى صور، حفاظا على شكلها الأصلي.
  • ترتيب قائمة المصـادر والمراجع في آخر البحث باعتماد عناوين المؤلفات، دون إغفال اسم المؤلف ورقم الطبعة ودار النشر ومكان النشر، وكذلك سنة النشر.

 

  • مواعيد مهمة:
  • آخر أجل للتوصل بملخص البحث، واستمارة المشاركة، وموجزالسيرة الذاتية: 28 – 02 – 2018 ؛ وستقوم لجنة التحكيم بالرد على الملخصات قبولا أو رفضا فور التوصل بها.
  • آخر أجل للتوصل بالبحث كاملا:30 – 04 – 2018.
  • سيتم الرد على المقالات قبولا أو تعديلا أو اعتذارا قبل 30- 06 – 2018.
  • تاريخ انعقاد المؤتمر: 17- 18 أكتوبر 2018
  • مكان انعقاد المؤتمر: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش المملكة المغربية.
  • تبعث الملخصات والاستمارات والبحوث المقترحة للمشاركة إلى البريد الالكتروني:

alkindiconference07@gmail.com

  • تطبع أعمال المؤتمر قبل انعقاده.

 

  • رسوم المؤتمر:
  • رسوم المؤتمر للمشاركين بورقة بحثية توافق عليها اللجنة العلمية 450 دولار أو ما يعادلها. وتغطي هذه الرسوم خدمات المؤتمر (حقيبة المؤتمر، كتاب المؤتمر، شهادة المشاركة) ونفقةَ الإقامة ثلاث ليال في فندق مصنف 4 نجوم، والتغذية والتنقل طيلة أيام المؤتمر.
  • رسوم المؤتمر بالنسبة للراغبين في الحضور فقط من خارج المغرب:150 دولارا أو ما يعادلها. وتغطي الرسوم وثائق المؤتمر(حقيبة المؤتمر، كتاب أعمال المؤتمر، شهادة الحضور، ووجبة الغذاء خلال يومي المؤتمر). وللراغبين في الاستفادة من الإقامة التواصل مع اللجنة المنظمة.
  • لا تسلم شهادة الحضور إلا لمن حصل مسبقا على الموافقة.
  • يتحمل المشارك نفقات السفر ذهاباً وإياباً.

أعضاء اللجنة العلمية:

  • د. خالد الساقي – المغرب
  • د. غانم قدوري الحمد العراق
  • د. مصطفى البيحياوي – المغرب
  • د. أحمد البايبي- المغرب
  • د. مراد موهوب- المغرب
  • د.عبد الواحد الصمدي – المغرب
  • د. محمد التاقي- المغرب
  • د. حسن نجمي- المغرب
  • د. أحمد عليوة- المغرب
  • د. عبد الرحمن معاشي – الجزائر
  • د. حمدي رشيد- المغرب
  • د. أحمد كروم – المغرب
  • د. عبد العزيز أيت بها – المغرب
  • د. عبد الله الرشدي – المغرب
  • د. نور الدين حنيني – المغرب

منسقا المؤتمر:

  • د. عبد الحميد زاهيد: مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف- مراكش
  • د. حسن درير: مدير مركز الكندي للترجمة والتدريب – مراكش

 

  • استمارة المشاركة + السيرة الذاتية
  الاسم الكامل
  الهاتف الشخصي
  البريد الإلكتروني
  الدرجة العلمية والتخصص الدقيق
  مكان العمل
  محور المشاركة
  عنوان المداخلة
ملخص الموضوع
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

موجز السيرة الذاتية
 

 

 

 

 

 

 

 

 

برنامج اليوم الأول  17 أكتوبر 2018
الجلسة الافتتاحية

رئيس الجلسة: د. خالد الساقي؛ مدير معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية- المغرب 8:30-09:00
الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم
كلمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية
كلمة مدير معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية
كلمة مركز الكندي للترجمة والتدريب
كلمة مختبر الترجمة وتكامل المعارف

الجلسة العلمية الأولى: المحاضرة الافتتاحية

رئيس الجلسة: د. عبد الواحد ابن ياسر، جامعة القاضي عياض- المغرب 09:00 – 09:30
المحاضرة الافتتاحية: « التكامل المعرفي : استعصاءاته  المعرفية في علوم اللغة »

د. مولاي المصطفى أبو حازم

جامعة القاضي عياض – المغرب

الجلسة العلمية الثانية: قضايا صوتية في علم التجويد (1)

رئيس الجلسة: د. عبد المحسن الطبطبائي؛ جامعة الكويت- الكويت   09:30- 11:45
صفات الأصوات المتقابلة بين علم التجويد وعلم الأصوات: من الوظيفة التمييزية إلى الوظيفة الجمالية، دراسة صوتية د. عبد الحميد زاهيد-  د عبد العزيز أيت بها مختبر الترجمة وتكامل المعارف

 جامعة القاضي عياض- المغرب

الحروف الفرعية المستحسنة في قراءة القرآن الكريم بين اللغويين وعلماء التجويد تصنيف وتوصيف د. عبد الواحد الصمدي

 معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية – المغرب

الدرس الصوتي العربي وأثره في الجهاز الاصطلاحي لعلم التجويد _ الرعاية لمكي بن أبي طالب أنموذجًا_ د. عصام فاروق إمام أحمد

 جامعة الأزهر- مصر

أغلاط في التطبيقات الصوتية الحديثة على علم التجويد دة. نوال بهلول

مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية- الجزائر

جهود علماء التجويد في تطوير علم أصوات العربية  من منظور المحدثين د. محمد مباركي

 جامعة تبسة- الجزائر

أحكام صفات الحروف التقويمية لدى علماء التجويد (تعليلاتها الصوتية وأبعادها الدلالية) د. زكرياء سلمان

جامعة القاضي عياض- المغرب

مناقشة (15 دقيقة)
استراحة شاي (15 دقيقة)

الجلسة العلمية الثالثة: قضايا صوتية في علم التجويد (2)

رئيس الجلسة: د. محمد التاقي؛ جامعة محمد الخامس- المغرب 12:00- 14:15
النقد الصوتي وتطبيقاته 

عند علماء التجويد.

د. حسيني أبو بكر

 جامعة ورقلة – الجزائر

علل إطالة أصوات المد بين ابن جنيّ وعلماء التجويد د. سيف الدين الفقراء

جامعة مؤتة – الأردن

بؤرة القَسَم في عنوان السورة القرآنية د. عبد المحسن الطبطبائي

جامعة الكويت- الكويت

المماثلة الصوتية في صيغة “الافتعال” بين علم الأصوات وعلم التجويد: دراسة مقارنة للمنحى الوصفي والبعد التفسيري د محمد ولد دالي

 جامعة يحي فارس المدية – الجزائر

موقف الأستاذ الحاج صالح من بعض الاعتراضات على علم التجويد د. إبراهيم طبشي

جامعة ورقلة -الجزائر

إسهامات علماء التجويد في إثراء الدَّرس الصَّوتي ذة. دلال عودة/ ذة. ليلى قلاتي

المركز الجامعي أحمد بن يحي  الونشريسي – الجزائر

مناقشة (15 دقيقة)

اليوم الثاني 18 أكتوبر 2018

الجلسة العلمية الرابعة: المد والقصر بين علم التجويد وعلم الأصوات

رئيس الجلسة: د. سيف الدين الفقراء؛ جامعة مؤتة – الأردن 08:30- 10:45
المدّ والقصر عند علماء التجويد في ضوء علم الأصوات المعاصر د. مبارك بن محمد بلالي

 جامعة أحمد دراية – الجزائر

القيمة الدلالية لصوت المد في القراءات القرآنية د. كمال المقابلة

كلية المجتمع- قطر

التحليل المقطعي للمـدّ في رواية ورش عن نافع د. بن فريحة الجيلالي

المركز الجامعي أحمد بن يحي  الونشريسي – الجزائر

حقيقة القلقلة بين علمي التّجويد والأصوات د.ة نادرة بنسلامة

المعهد العالي للّغات – تونس

الوضع الصواتي والأصواتي للمد والقصر عند الصواتيين وعلماء التجويد د. معتصم الكرطوطي /  د. رشيد بن زَڭُو

جامعة مولاي إسماعيل- المغرب

مخارج الأصوات بين علم التجويد وعلم الأصوات دة. هدى روض

مختبر الترجمة وتكامل المعارف

جامعة القاضي عياض- المغرب

مناقشة (15 دقيقة)
استراحة شاي (15 دقيقة)

الجلسة العلمية الخامسة: التكامل الصوتي الدلالي في علم التجويد

رئيس الجلسة: د. مبارك بن محمد بلالي جامعة أحمد دراية – الجزائر 11:00- 12:40
أثر الظواهر الصوتية عند علماء التجويد في

بيان المعاني القرآنية -ظاهرة العدول الصوتي

أنموذجا-

د. عبد الرحمن معاشي

جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة – الجزائر

بعض الظواهر الصوتية التجويدية  وعلاقتها بالمعاني د محمد الصالح بوعافية

 جامعة قاصدي مرباح –الجزائر

الاختلاف الصّوتي بين القراءات، وأثره في تغيّر المعنى دة. غَنِيَّة بُوحُوشْ

 جامعة محمد الصديق بن يحيى – الجزائر

إسهام الظواهر الصوتية عند علماء التجويد في الإبانة عن المعاني القرآنية د. نجيب العماري

جامعة محمد الخامس- المغرب

علم التجويد والمعنى القرآني: أصول ومآلات د. مصطفى منتوران

جامعة القاضي عياض- المغرب

عيوب النطق بين علم التجويد وعلم الأصوات د.ة حنان مضاري

مختبر الترجمة وتكامل المعارف

جامعة القاضي عياض- المغرب

مناقشة(15 دقيقة)

الجلسة العلمية السادسة: قضايا صواتية في علم التجويد

رئيس الجلسة: د.أبو بــــكر حسيني، جامعة ورقلة – الجزائر 13:00- 15:00
مقاربة صواتية ثلاثية الأبعاد لظاهرة الإمالة في اللسان العربي د.محمد التاقي

جامعة محمد الخامس- المغرب

د. عبد الحميد زاهيد

جامعة القاضي عياض – المغرب

التفخيم والترقيق والتغليظ والتقليل بين علمي التجويد والصوتيات العربية وفق التحليل الفونولوجي د. عبد الرحمن زاوي

 جامعة يحيى فارس، المدية- الجزائر

 

التناغم الصوتي بين علم التجويد والصواتة: حدود التكامل وإمكانات النمذجة د. محمـــد الفتحـــــي

المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فاس مكناس- المغرب

قواعد تسهيل الهمزة في علم التجويد والصواتة التوليدية د. يوسف أدراوا

جامعة السلطان مولاي سليمان – المغرب

النّون السّاكنة و قيود التأليف

 

د. الحسين الحافيظي

معهد الدراسات والأبحاث للتعريب – المغرب

The Importance of Phonetic and Phonological knowledge in Quran Recitation د. عبد القادر مراح

 جامعة القاضي عياض- المغرب

مناقشة

الجلسة التكريمية

رئيس الجلسة: د. عبد الحميد زاهيد؛ جامعة القاضي عياض- المغرب 16:30 – 18:30
1-  الشهادات (مدة الشهادة: 10 دقائق )

د. عبد الوحد ابن ياسر: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

د. محمد العمري: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

د. محمد اليوسفي: كلية اللغة العربية- مراكش

د. عبد القادر حمدي: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

د. محمد خروبات: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

د. المختار بسباس: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

د. رشيد أعرضي:. كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

د. عبد الكبير الفقار: كلية اللغة العربية- مراكش

د. حميد الهواري: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- الجديدة

د. عبد الحميد زاهيد: كلية الآداب والعلوم الإنسانية- مراكش

2-  كلمة المحتفى به الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم.

3-  تسليم الدرع التكريمية للمحتفى به.

 

اللجنة التنظيمية
د. عبد العزيز أيت بها ذ. عبد العزيز التزكيني
دة. هدى روض ذة. حنان واسنوان
ذة. ليلى الغزواني ذ. محمد وسكسو
دة. حنان مضاري د. سعيد قطفي
ذ. باج بكار عادل لشكر
نور الهدي بلغيثة للا مريم بلغيثة
ملاحظة: مدة المداخلة 20 دقيقة
لمزيد من المعلومات زوروا موقعنا www.takc.org

 

 

منشورات مختبر الترجمة وتكامل المعارف ومركز الكندي للترجمة والتدريب

 

 

 

 

تقرير عن المؤتمر الدولي الثالث حول علم الأصوات وتكامل المعارف

“التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد”

يومي: 17- 18  أكتوبر 2018

 

الجلسة الافتتاحية

نظم مركز الكندي للترجمة والتدريب بالتعاون مع معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية ومختبر الترجمة وتكامل المعارف، المؤتمر الدولي الثالث حول علم الأصوات وتكامل المعارف في موضوع: “التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد” تكريما لفضيلة الأستاذ الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم، يومي 17-18 أكتوبر 2018. بقاعة المحاضرات “فندق الأندلس”، والجلسة التكريمية بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش.

افتتح المؤتمر بتلاوة من الذكر الحكيم للمقرئ محمد أشتيب، أعقبها كلمة رئيس الجلسة الافتتاحية الدكتور عبد الواحد الصمدي، من معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، الذي تحدث عن أهمية هذا المؤتمر العلمي في كونه نقل بالصوت والصورة كيفية أداء بعض الظواهر الصوتية المعقدة كالإمالة بنوعيها والروم والإشمام بأنواعه والالتباس وغير ذلك، وأشار إلى أن هذا الملتقى العلمي إبراز للجوانب المشرقة للتراث الصوتي العربي، التي ظلت مهملة في صفحات الكتب القديمة لتأخذ مكانها بالدراسات الصوتية العربية المعاصرة، بالإضافة إلى إزالة الحواجز بين علم التجويد وحقائق علم الأصوات الحديث، حتى تزول الفجوة القائمة بين دراسات المحدثين وجهود علماء التجويد في خدمة الأصوات العربية، وبعدها قدم كلمة شكر للجنة المنظمة للمؤتمر ثم سلم الكلمة إلى مدير مركز الكندي للترجمة والتدريب الدكتور حسن درير، الذي استعرض الأهداف التي يسعى المركز تحقيقها بمعية مختبر الترجمة وتكامل المعارف ومعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، والكامنة في خلق إطار للتواصل وتنمية العلاقات بين مختلف الفاعلين في ميدان الترجمة والدراسات والأبحاث المتصلة بها، ودعم البحث العلمي والمعرفي وذلك بتشجيع الباحثين والمترجمين على نشر المعرفة، ودعم القدرات والكفاءات الشخصية والعلمية لديهم، كما وجه في كلمته الشكر للدكتور خالد الساقي مدير معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، والدكتور عبد الرحيم بنعلي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، الذي تغيب لظروف صحية، والدكتور عبد الحميد زاهيد مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف، وكذا الشركاء في الأردن، وعلى رأسهم دار عالم الكتب الحديث التي سهرت على طبع ونشر مطبوعات المؤتمر، وبعدها رحب بالوافدين من خارج البلاد وتمنى لهم طيب الإقامة، إضافة إلى تهنئة المحتفى به الأستاذ الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم بهذا التكريم.

أردف ذلك كلمة الدكتور عبد العزيز أيت بها، جامعة القاضي عياض – المغرب، باسم مختبر الترجمة وتكامل المعارف، وقد عبر بدوره عن فرحته الغامرة لانعقاد هذه الدورة الثالثة للمؤتمر ملخصا أهدافه وغاياته الكبرى، المتمثلة  في السعي إلى تثمين الجهود العلمية الرائدة لعلماء التجويد وتسليط الضوء على النتائج القيمة التي قدموها في دراساتهم بالمقارنة مع إمكانات عصورهم، كما نوه بأن من غايات هذا المؤتمر الاحتفاء بالأستاذ العلامة الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم، وقد شكر بدوره مدير مركز الكندي للترجمة والتدريب حسن درير، ومدير معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية خالد الساقي، ورئاسة جامعة القاضي عياض، وكذا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية عبد الرحيم بنعلي، واللجنة العلمية على رأسها الدكتور محمد التاقي، والدكتور عبد الواحد الصمدي، والدكتور عبد الرحمن معاشي، والدكتورة حنان مضاري، وكذا السادة المراجعين اللغويين وأعضاء اللجنة التنظيمية.

أعقبه كلمة مدير معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية خالد الساقي الذي تغيب لارتباط علمي، والذي أبرز من خلال كلمته أن علم الأصوات هو الشعبة الوحيدة من علوم اللسانيات التي تتسم بأنها علمية حقة، لكونها الوحيدة التي يمكن إخضاعها لمعايير مختبرية، بينما تطغى على غيرها من هذه العلوم صفة نسبية. كما وجه بدوره الشكر والترحيب إلى كل من شارك في هذا المؤتمر من قريب أو بعيد.

واختتمت هذه الجلسة بالثناء على الأستاذ الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم بمناسبة التكريم، وكذا شكر الجهات المنظمة، واللجنة العلمية، والترحيب بالضيوف الكرام من المشاركين والمشاركات والتمني لهم طيب المقام.

 

الجلسة العلمية الأولى

ترأس الدكتور عبد القادر حمدي، جامعة القاضي عياض- المغرب، الجلسة الأولى من أشغال المؤتمر، وقد أشاد بعد شكره للجهات المنظمة للمؤتمر، بالجهود التي يبذلها مختبر الترجمة وتكامل المعارف في شخص مديره الدكتور عبد الحميد زاهيد لإنجاح مثل هذه الفعاليات الكبرى، ثم نوه بالمكانة العلمية المرموقة للمحتفى به الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم، الذي استهل محاضرته بتوجيه الشكر والعرفان للجهات المنظمة للمؤتمر. ثم شرع في بيان سياق موضوعه العلمي، وأسباب اختياره لعنوانه «التكامل المعرفي: استعصاءاته المعرفية في علوم اللغة» قائلا إن علم اللغة يأتي في طليعة العلوم التي تتكاثر فيها المعارف على شكل نسقي متجدد؛ حيث تزايدت إشكالاتها في العقود الأخيرة بعد أن استقطبت العلوم اللغوية (من نحو، وصرف، وصوت، ودلالة، وتداوليات …) علوما من حقول معرفية أخرى، وهو ما أعطى انطلاقة جديدة للغويات معاصرة.

ثم شرع الدكتور العلامة في توضيح مفهوم ” الاستعصاءات اللغوية ” والتي هي مدار المداخلة، موضحا أنها تعني عددا من المشكلات، والعوائق، والتحديات المعرفية الكبرى التي تواجه اللغويات العربية، منظورا إليها من جهة التكامل المعرفي. وأشار إلى أنها نوعان: تحديات بنيوية هيكلية، وأخرى: إشكالية معرفية. وقد ركز الأستاذ في محاضرته على النوع الأول؛ لكونه المتحكم في مسارات التكامل المعرفي واللغوي. ثم ذكر أهم الاستعصاءات البنيوية، حاصرا إياها في ثلاثة:

  • استعصاءات الوضع المعرفي العام لعلوم العربية المعاصرة.
  • استعصاء مراتب التكامل المعرفي.
  • استعصاء التشكلات العلمية، أو منظومة العلوم المحيطة باللغويات العربية المعاصرة.

ثم طفق الدكتور أبو حازم يوسع في دلالة كل عنصر من العناصر الثلاثة الممثلة لأقوى الاستعصاءات. وفي معرض شرح هذه العناصر، قدم الأستاذ نماذج رائدة لمحاولات علمية عربية جريئة، رامت إفادة لغوياتنا العربية المعاصرة من سبق اللغويات الغربية، ومن جهة أخرى تقصير المسافة بين العلوم اللغوية فيما بينها، وهي التي مثلتها أعمال الفاسي الفهري وأحمد المتوكل. ودعا إلى أن هذه التحديات يجب أن تكون همَّ علماء العربية؛ ليكونوا في مستوى العصر، الذي يعد بحق عصر التكتلات المعرفية القوية والمتجددة، ومن ثم، فمسؤولياتهم جسيمة.

وقد قدم مثالا بالمعرفة اللسانية التي تعد تحديا معاصرا؛ حيث إنها تُشيِّد صروحها النظرية بتجدد وبوتيرة متسارعة؛ لانفتاحها على عدة علوم (الفيزياء، وعلم النفس، والطب العصبي…)، وخير ممثل لهذا النموذج الموسوعي المطلوب محاكاته، هو زعيم الصناعة: تشومسكي.

وفي ختام المداخلة العلمية الرصينة، ذكر العلامة أبو حازم عددا من العناصر التي تُجلّي كثافة الاستعصاءات اللغوية العربية ومنها:

  • أن لكل تكامل معرفي امتداده الزمني الخاص.
  • أن التكامل المعرفي مطبوع بحيوية نسبية.
  • أن التكامل المعرفي مشروع جماعي في الغالب.
  • أن الدراسات الجامعية العليا مرتع خصب لتحقيق هذا التكامل المعرفي، ويجب تهيئة الظروف أمام الباحثين للقيام بهذا الواجب.
  • أنه يجب ترك لائحة العلوم المتكاملة المتشابكة مفتوحة دون حصرها؛ لأن تكاثرها خادم لهذا التكامل المعرفي.

ثم أشار في الأخير، متأسفا، إلى هشاشة الواقع العلمي والبحثي للغويات العربية المعاصرة، داعيا إلى بذل أقصى الجهود لإيجاد حلول للنهوض به.

وحملت الجلسة العلمية الثانية عنوان: “قضايا صوتية في علم التجويد” (1)، ترأسها الدكتور عبد المحسن الطبطبائي من جامعة الكويت بالكويت وقد تضمنت أربع مداخلات:

المداخلة الأولى عبارة عن ورقة مشتركة بين الدكتور عبد العزيز أيت بها والأستاذ الدكتور عبد الحميد زاهيد، من جامعة القاضي عياض بالمغرب، والتي حاول من خلالها هذا الأخير تقديم مقارنة للصفات الصوتية المتقابلة بين علم التجويد وعلم الأصوات، وقد اقتصرت الدراسة على دراسة صفات: الجهر والهمس، والشدة والرخاوة، والذلاقة والإصمات، والإطباق والانفتاح التي شكلت محاور المداخلة، وكان هدفها تقييم المنجز الصوتي عند علماء التجويد مقارنة مع ما قرره علماء اللغة الأقدمون، وعلماء الأصوات المحدثون، وقد خلصت هذه المداخلة إلى بيان مقدار الجهد الذي بذله علماء التجويد في دراسة أداء صفات أصوات القرآن الكريم، وما تنم عنه مجهوداتهم من نظر ثاقب، واجتهادات أملتها عليهم طبيعة موضوع الاشتغال.

أما المداخلة الثانية كانت من إلقاء الدكتور عبد الواحد الصمدي تحت عنوان: “الحروف الفرعية المستحسنة في قراءة القرآن الكريم بين اللغويين وعلماء التجويد تصنيف وتوصيف”، وابتدئها بالكشف عن أهمية تلك الحروف، والتي ترجع إلى أن الحروف الفرعية المستحسنة لاتزال غير مفهومة لدى عدد من الطلاب لقلة اهتمام الباحثين بها، وكذا لتضارب الآراء حول عددها.

وبغية عدّها ذكر المتدخل نظما جمع فيه صاحبه تلك الحروف الثمانية، وقسم بحثه إلى ثمانية مطالب، وخصص لكل مطلب حرفا من الأحرف الفرعية المستحسنة. ونبعت إشكالية العمل من أن اللغويين تحدثوا كثيرا عن الحروف المستحسنة، بيد أن قراء القرآن لا يتوفقون في نطقها بالطرقة الصحيحة والسليمة. ونتج عن ذلك وقوع انحرافات صوتية في أداء تلك الحروف، من قبيل النطق بالهمزة المسهلة هاء خالصة، أو أداء الفتحة الممالة كسرة خالصة، أو نطق الإشمام زايا خالصة، مما يقتضي منا بيان مخارجها وصفاتها.

وفي نهاية مداخلته أشار الأستاذ إلى أن هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد من الأبحاث والدراسات قصد الإجابة عن الأسئلة العالقة،  وإلى أن الحروف الفرعية المستحسنة تمثل أنموذجا للتكامل المعرفي بين علم اللغة وعلم الأصوات.

أعقبتها مداخلة الدكتورة نوال بهلول من مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية بالجزائر التي استفتحتها بالحديث عن الصور التي تمنع التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم الموسيقى، حيث رصدت بعض الأغلاط التي تلحق بالعلمين، وذلك من خلال طرح مجموعة من الإشكاليات الدائرة في فلك هذين العلمين. كما قارنت بين علم الأصوات وعلم التجويد فيما يخص مساهمتهما في حقل العلوم، مؤكدة أن الصوتيات تقوم بتحريك وتيرة العلوم الأخرى بطريقة تساهم في توليد علوم جديدة، على خلاف علم التجويد الذي يتحرك بوتيرة بطيئة، الشيء الذي جعل علوم أخرى تساعده في التقدم نحو الأمام.

ثم انتقلت للحديث عن الفروق الحاصلة بين الكتابات الصوتية العربية والكتابات الصوتية الغربية، وقدمت لمحة مقارنة بينهما، مشيرة إلى أن الكتب العربية تتضمن مباحث مكررة ولا يوجد فيها أي تجارب فعلية لمخارج الأصوات، على خلاف الكتب الصوتية الغربية التي تعتبر المنبع الذي تستقى منه المعارف الحديثة، ذلك أن الترجمة في هذا المجال متأخرة.

وقد حصرت الأغلاط الخاصة بالتطبيقات الصوتية الحديثة على علم التجويد في ثلاث صور تفيد تبعية انتاجات الغرب، والخلط بين مستويات التحليل، وكذا عدم مواكبة التطورات العلمية، مؤكدة على أن هذه الصور تنعكس بشكل مباشر على علم التجويد.

أما المداخلة الرابعة كانت بعنوان: “جهود علماء التجويد في تطوير علم أصوات العربية من منظور المحدثين”، للدكتور محمد مباركي، جامعة تبسة – الجزائر، الذي صرح في البداية بأن عمله ليس مخبريا بل عبارة عن رؤية مقاربة بين ما يوجد عند المحدثين وما وجد عند علماء التجويد. واستهل مداخلته برسم مسار الدرس الصوتي بداية مع الخليل ثم سيبويه وابن جني؛ حيث استفادت الصوتيات العربية والغربية من جهود اللغويين والنحاة وعلماء التجويد، لتصبح الصوتيات مع بداية القرن التاسع عشر مجالا معرفيا مستقلا.

ثم أشار إلى أن الدراسات الصوتية عند علماء العربية لم تنبع من نظرة شاملة تهدف إلى بيان النظام الصوتي للغة العربية، وما يخضع له من اعتبارات صوتية، فالخليل مثلا تعلقت دراسته الصوتية بتنظيم وأبنية الكلمات داخل معجمه، في حين ارتبطت الدراسة الصوتية لعلماء التجويد بشكل أساس بما يسمى باللحن الخفي، واللحن الجلي، وهو يستلزم في نظرهم دراسة ثلاثة أمور: المخارج، والصفات، والأحكام التركيبية. وتعد هذه العناصر الأساس لعلم التجويد، وهي نفسها تشكل مباحث علم الأصوات النطقي، ووضح الأستاذ أن هذا ما يميز منهج علم التجويد، فهو منهج شامل لم تختلط فيه الدراسة الصوتية بغيرها من الموضوعات. وحدد تعريف علم التجويد، وموضوعه، وحكمه، وفائدته، ونسبته، وواضعه، بحيث اعتبر أن علم التجويد هو الذي وجه علم القراءات. ثم انتقل للحديث عن الفروق بين علم الأصوات وعلم التجويد وأجملها في النقاط التالية: النشأة، والتسمية، والموضوعات، والمصطلحات.

ثم حلت مداخلة الدكتور زكرياء سلمان، جامعة القاضي عياض – المغرب، خاتمة لهذه الجلسة وهي بعنوان: “الحروف التقويمية لدى علماء التجويد (تعليلاتها الصوتية وأبعادها الدلالية)”. بعد شكره للجهات المنظمة استهل الأستاذ المتدخل عرضه ببيان المقصود من أحكام الحروف التقويمية، مقدما بعضا من الأمثلة على هذا النوع من الأحكام. مظهرا سبب تسميتها بهذا الاسم، مبينا في الوقت نفسه علاقة أحكام هذه الحروف بعلم التجويد. كما لم يفت الأستاذ بيان أهمية الأحكام التقويمية لصفات هذه الحروف في دراسات علماء التجويد.

ثم قدم في خلال العرض ما يكون أوجها للتعليلات الصوتية وبيان أهميتها عند علماء التجويد في ظل الربط بين علم الأصوات وعلم التجويد. كما استحضر الأبعاد الدلالية وتخريجاتها عند علماء التجويد وهم بصدد بيان أحكام هذه الحروف التقويمية.

وقد ترأس الجلسة العلمية الثالثة “قضايا صوتية في علم التجويد” (2) الدكتور “محمد التاقي” من جامعة محمد الخامس بالرباط؛ حيث استهلت بمداخلة الدكتور حسيني أبو بكر، كلية الآداب – جامعة ورقلة – الجزائر، المندرجة تحت عنوان: “النقد الصوتي وتطبيقاته عند علماء التجويد”. حاول العارض في مداخلته دراسة النقد الصوتي وتطبيقاته عند علماء التجويد، وذلك من خلال التركيز على المباحث الآتية:

  • مفهوم النقد الصوتي في البحث اللساني.
  • أسس الممارسة النقدية عند علماء التجويد.
  • أساليب النقد الصوتي عند علماء التجويد.
  • أبعاد النقد الصوتي عند علماء التجويد.

وخلص العارض في نهاية تحليله لجملة ما تضمنته مصادر علم التجويد من مصطلحات ومواقف وأبعاد، إلى كون هذه المصادر قد أسهمت في إثراء الدرس الصوتي العربي، بما أضافته من مفاهيم ومصطلحات وتطبيقات، جعلت كتاباتهم رافدا من أهم روافد الفكر الصوتي في الدرس اللساني العربي.

وأكد العارض على ارتكاز الممارسة النقدية عند علماء التجويد على أسس ثلاثة، مثلث المنطلقات الرئيسية للنقد الصوتي، وهي الرواية، وفساد المعنى، والذوق العام، والتي يمكن اعتبارها بمثابة أصول التفكير النقدي عند علماء التجويد.

أضف إلى ذلك أن الممارسة النقدية في كتابات علماء التجويد قد شكلت بأساليبها المختلفة أداة فعالة للحفاظ على سلامة الأداء، بما أضافته من توجيهات تربوية ولسانية، جعلت علم التجويد في رقابة مستمرة على سلامة اللغة عموما والتلاوة على وجه الخصوص. ثم إن العملية النقدية عند المجودين لم تتوقف عند الاستحسان أو الاستهجان أو الموازنة فحسب، بل أفاضت هذه الأحكام النقدية على الدرس التجويدي جملة من الفتوحات المعرفية والمنهجية شكلت أبعاد الممارسة النقدية، وجعلت النقد الصوتي أداة إنتاج معرفي، فقهيا ولسانيا وتعليميا.

أما المداخلة الثانية فكانت من إلقاء الدكتور “سيف الدين الفقراء” من جامعة مؤتة بالأردن والمعنونة بـ “علل إطالة أصوات المد بين ابن جني وعلماء التجويد”، أشار المتدخل في البداية إلى عدم اعتناء علماء التفسير في القرون الأولى بعلل الإطالة، ولم يستعمل أي منهم مصطلح الإطالة في كتبه. بعدها عرف المد لغة ثم اصطلاحا على قول “الداني” بأن الأصوات الممدوة هي ثلاثة الياء والواو والألف، وسميت بذلك لأن الصوت يمتد بها بعد إخراجها من موضعها. أما العلماء فيقصدون به زيادة مطل أصوات اللين ومطّها على المدّ الطبيعي.

ثم قدم علل المد عند ابن جني النابعة من اتجاه وظيفي تداولي، والتي تتمثل في: النسيان والتذكر والندبة؛ حيث كانت منطلقاته من فكر لغوي تشَرَّبه من التراث الفكري اللغوي في عصره وقبله، ثم أشار إلى أن العلل الصوتية برزت أيضا بجلاء عند سيبويه والمبرد وابن دريد. لينتقل بعدها إلى الحديث عن علل إطالة المد عند علماء التجويد، فأورد أمثلة لعلماء التجويد الذين اهتموا بدراسة علل المد، ومنهم: «مكي القيسي»، الذي توسع في دراسة علل المد في كتابه «الكشف عن وجوه القراءات» مستندا إلى آراء تتطابق مع آراء ابن جني؛ حيث استقصى علل المد تطبيقا على القراءات، وعلل إطالة المدّ إذا كان متبوعا بهمزة أو بساكن مشدّد أو غير مشدّد. أما عند القرطبي فيظهر المظهر الصوتي الفونولوجي لتعليل إطالة المد، وقد فرّق بين علة المدّ إذا جاء بعد حروف المدّ همزة أو ساكن.

وفي نفس السياق أشار الدكتور إلى أن تعليل الإطالة قد يتلاشى عند بعض علماء التجويد، ولا يبررونه، ويكتفون بوصفه في الأداء القرآني، ومثل لهذا بأبي عمر الداني، الذي اكتفى بوصف أنواع المدّ دون تفصيل علله، وقسمه إلى ضربين هما: طبيعي ومتكلف.

ثم اختتم محاضرته التي كشفت عن التكامل بين آراء “ابن جني” وآراء علماء التجويد، كيف أنهم – علماء التجويد – قدموا نماذج تطبيقية لتفسير علل المد باستنادهم إلى معطيات علم الأصوات.

في حين أن المداخلة الثالثة كانت تحت عنوان: “بؤرة القسم في عنوان السورة القرآنية”، انبرى لها الدكتور عبد المحسن الطبطبائي من كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الكويت؛ حيث تناول مفهوم العنوان ووظائفه وقيمته، وعلاقته بالنص القرآني. منطلقا من حقيقة كون كل خطاب تتوسطه بؤر مركزية، يعد العنوان أهمها لقصدية الخطاب الذي يلخصه، أو يختزله، مما استدعى اهتمام النصيين وتفرقت سبل دراسته.

وعرّف العارض بداية العنوان في مفهوميه اللغوي والاصطلاحي، ثم انتقل بعدها للحديث عن خطاب القرآن في علاقته بالعناوين الداخلية – عناوين السور القرآنية – التي استنتج أنها لا تحيد – من قريب أو بعيد – عن مدلولات عنوان الخطاب الكامل، مؤكدا العلاقة المتينة بين النص والعنوان، وعلاقة هذا الأخير بكل من الاستهلال والخاتمة.

ليتوجه بعد ذلك للحديث عن العنوان والنص في السور القرآنية المبدوءة بالقسم، واختار الاشتغال على سورة العاديات من بينها لحجمها المناسب للتحليل، وتوافر المعطيات العلائقية والروابط التركيبية والمعجمية بين عنوانها ومضمونها النصي. وانطلق لتحليل هذه السورة من العنوان، الذي جاء عبارة عن كلمة واحدة (العاديات)، على صيغة اسم لفاعل ووقف عند معانيه، ثم حاول بعدها ربط العنوان ببعض الصور، التي تنسلُّ إلى ذهن القارئ من مشاهد الخيل المؤثرة في المعركة، وقوتها، ودلالتها الايجابية المرسخة في وعي المتلقي العربي. لينتقل للحديث عن الاستهلال (القسم)؛ الذي ضم مجموعة من المعطوفات التي تمثل بداية المشهد في السورة. وينهي الدكتور الطبطبائي تحليل متن النص بالوقوف على جوهر النص (جواب القسم) ومضامينه.

أما الخاتمة فقد كانت وقفة سريعة عند بعض الملاحظات المتجسدة في المشاهد السابقة في سورة العاديات، والمتمثلة في كون مطلع هذه السورة يتسم بقصر الفواصل، وشدة التعبير التي تساير الصورة في شقها الأول، وطولها في القسم الثاني لتناسب المقام والتعبير عن جحود الإنسان وحبه للمال.

بينما حلت مداخلة الدكتور محمد ولد دالي من جامعة يحيى فارس المدية بالجزائر رابعة ضمن أشغال الجلسة وتحمل عنوان: “المماثلة الصوتية في صيغة “الافتعال” بين علم الأصوات وعلم التجويد: دراسة مقارنة للمنحى الوصفي والبعد التفسيري”.

حاول من خلالها الإجابة عن الإشكال الآتي: كيف عالج الصوتيون المحدثون ظاهرة المماثلة الصوتية في صيغة محددة ألا وهي صيغة الافتعال وصفا وتفسيرا؟ وهل هناك فرق بين كل من علماء الأصوات وعلماء التجويد في معالجة هذه الظاهرة؟

وقام الأستاذ المتدخل بمعالجة ظاهرة المماثلة الصوتية لغة واصطلاحا، وتحدث عن هذه الظاهرة الصوتية عند علماء الأصوات وعلماء التجويد، كما قام بمقارنتها عند التوجهين معا ليخلص في النهاية إلى أن هذه الظاهرة وخصوصا في صيغة الافتعال قد تمت دراستها وبحثها بنفس المبادئ والأسس عند كل من علماء الأصوات وعلماء التجويد سواء أكان هذا التشابه على مستوى وصف الظاهرة، أوعلى مستوى تفسير الظاهرة.

أما المداخلة الخامسة والموسومة بـ “موقف الأستاذ الحاج صالح من بعض الاعتراضات على علم التجويد” كانت من إلقاء الدكتور إبراهيم طبشي، جامعة ورقلة – الجزائر، وقد استهلها بالحديث عن متانة العلاقة ووضوحها بين علم الأصوات وعلم التجويد، ليلخص موضوع ورقته في العناصر الآتية:

  • ارتباط علم التجويد بعلم الأصوات؛ حيث أورد قولة لغانم قدوري الحمد، تؤكد العلاقة بين علم الأصوات وعلم التجويد.
  • خصائص منهج علماء التجويد الذين يعتمدون منهجا شاملا للمباحث الصوتية، وهو منهج صوتي خالص؛ بحيث استخلصوا المباحث الصوتية التي كانت مبعثرة هنا وهناك في كتب النحو والصرف، وجمعوها في كتب مستقلة، تحت عنوان جديد هو: “علم التجويد”.
  • اعتراضات الشيخ الحنفي على علماء التجويد:
  • يرى الشيخ الحنفي أن الإدغام لا ينحصر في حروف “يرملون ” كما يقرر علماء التجويد، وإنما يقع في هذه الحروف وفي غيرها.
  • يرى كذلك أن الإقلاب لا ينحصر في قلب النون ميما قبل حرف الباء فقط، وإنما يتحقق في حالات كثيرة أيضا.
  • اعتراضه على وضع اللام ضمن الحروف الشمسية.
  • اعتراضه على مصطلح الإخفاء عند التقاء النون الساكنة بمجموعة معينة من الحروف، وهو يقترح لها مصطلحا آخر هو الإشمام.
  • رفضه مصطلح “إخفاء ” المتعلق بالميم الساكنة حال اتصالها بالباء وهو يقترح مصطلحا جديدا هو التماس.
  • استفساره عن حرف العين والسبب الذي جعل علماء التجويد يضعونه في البينيات.
  • استفساره عن حروف القلقلة والسبب في عدم اشتمالها على حروف أخرى.
  • اعتراضه على تعريف الإدغام.
  • اعتراضه على جعل الراء مفخمة في حالة ما إذا سبقتها كسرة عارضة، فهو يرى وجوب تطبيق القاعدة التي تقضي بترقيقها.
  • وجوب التمييز في المد الطبيعي بين السكون الذي يصلح له المد والسكون الذي لا يصلح معه المد.

من خلال تتبعنا لهذه الملاحظات والاعتراضات، نجد الشيخ الحنفي لا يستند في كل ما جاء به إلى دليل أو برهان، وإنما هي انطباعات شخصية ساقها بدون تمحيص أو علم.

  • ردود الأستاذ الحاج صالح على الشيخ الحنفي:
  • فيما يتعلق بالمسألة الأولى نجده يقرر بأن جميع المصنفين يذكرون بأن الإدغام في حروف “يرملون ” متعلق بأحوال النون الساكنة. ويستشهد لذلك بقول مكي بن أبي طالب الذي يقول: “الحروف التي تدغم فيها النون الساكنة والتنوين ستة يجمعها قولك: “يرملون”.
  • أما المسألة الثانية فيذكر الأستاذ أنها مشابهة للأولى، إذ المقصود بحرف الإقلاب هو النون حين يَسبق الباء، ويستشهد بقول مكي: ” النون الساكنة والتنوين ينقلبان ميما إذا لقيتهما باء”.
  • أما المسألة الثالثة وهي جعل اللام من الحروف الشمسية لا القمرية فإن الأستاذ يستشهد فيها بقول سيبويه الذي جاء فيه: “لام المعرفة تدغم في ثلاثة عشر حرفا لا يجوز فيها معهن إلا الإدغام”.
  • أما المسألة الرابعة والمتعلقة بإخفاء النون، فإن الحاج صالح ينفي أن يكون العلماء قد حاروا في أمرها، ويستشهد على ذلك بقول سيبويه: “وتكون النون مع سائر حروف الفم غير الثلاثة عشر المذكورة حرفا خفيا من الخياشيم”.
  • أما المسألة الخامسة والمتعلقة بإخفاء الميم قبل الباء، فيذكر الأستاذ أنها في حالة الإخفاء تفقد صوتها الجامد مثل النون، وفي هذه الحالة تحدث الغنة مع الحركة التي قبل الميم.
  • أما المسألة السادسة والمتعلقة بعدم إدراج العين ضمن حروف الشدة وكذا عدم إدراج الكاف والتاء في حروف القلقلة، فذكر الأستاذ أن العلماء قسموا الحروف إلى شديدة ورخوة وبينية، ثم بيّن الفرق بين الشديد والرخو.
  • أما المسألة السابعة والمتعلقة بحقيقة القلقلة فذكر الأستاذ بأن صفة هذه الحروف أنها هي التي إذا “وقفت عليها خرج معها من الفم صويت ونبا اللسان عن موضعه” كما يقول سيبويه. والقلقلة حالة اضطرارية وليست اختيارية.
  • أما المسألة الثامنة والمتعلقة بالإدغام فإن الأستاذ يورد تعريف أبي عمر الداني، ثم يستشهد برأي ابن سينا والعلماء الآخرين الذين يحددون للصوت ثلاث مراحل: حبس النفس، وامتداد هذا الحبس، ثم إطلاق النفس.
  • أما المسألة التاسعة والمتعلقة بتفخيم الراء وترقيقها فيستشهد الأستاذ بقول مكي.
  • أما المسألة العاشرة والمتعلقة بحروف المد فإن الأستاذ الحاج صالح يرد على الشيخ الحنفي بأن السبب في عدم وجود مدّ في مثل كلمة ( قوّة ) هو حصول الإدغام بين حرفين، ويستشهد لذلك ببعض أقوال سيبويه.
  • بعض الأسس التي اعتمد عليها الحاج صالح في ردوده:
  • يلاحظ أن الأستاذ اعتمد كثيرا على آراء العلماء القدامى وبخاصة سيبويه والخليل ومكي بن أبي طالب وابن جني والرماني والرضي الإسترباذي، وذلك ما يدل على ثقته الكبيرة في هؤلاء العلماء وبخاصة في القرون الأربعة الأولى.
  • لا يكتفي الأستاذ بأقوال هؤلاء العلماء بل هو يعززها بما توصلت إليه البحوث المخبرية.

ثم يختم المتدخل مداخلته بالصلة الوثيقة بين علم التجويد وعلم الأصوات، وأنه لا تناقض بين نتائج هذا العلم وذاك، ومن اعتقد غير هذا فهو واهم. وقد تجسدت هذه الحقيقة في أقوال العلماء التي استند إليها الأستاذ الحاج صالح وما جاء في شروحاته القيمة، بالإضافة إلى ما توصلت إليه تكنولوجيا الصوتيات الحديثة.

ثم جاءت المداخلة المشتركة بين الأستاذة دلال عودة، جامعة أحمد بن يحيى – الجزائر  والأستاذة ليلى قلاني، جامعة باتنة الحاج لخضر -1-  الجزائر  خاتمة لأشغال هذه الجلسة العلمية وهي بعنوان “إسهامات علماء التجويد في إثراء الدرس الصوتي”، وقد تمحورت حول مجموعة من النقاط:

  • التعريف بعلم التجويد؛
  • موضوع علم التجويد واستمداده؛
  • مراتب تلاوة القرآن وتجويده؛
  • مرتكزات الدراسة لدى علماء التجويد؛
  • إسهامات علماء التجويد في إثراء الدرس الصوتي.

وركزت العارضتان على استقراء جهود القراء في إثراء المباحث الصوتية وخلصتا إلى ما يلي:

  • تطرق علماء التجويد للأصوات اللغوية وتقسيمها، ويتضمن ذلك دراسة آلة النطق ومخارج الحروف.
  • دراسة علماء التجويد ما ينشأ عن الظواهر الصوتية من أحكام عند تركيبها في الكلام المنطوق (الإدغام، وأحكام النون الساكنة، وأحكام الميم الساكنة …) هذا فيما يخص الصوامت دون أن نتحدث عن الصوامت كالإمالة، والإشمام، والروم…
  • استعانة علماء التجويد بالرسوم التوضيحية، والمخططات، وحتى الجداول.
  • خصص علماء التجويد كتبا مستقلة لبحوثهم الصوتية (كتب في علم التجويد).
  • استطاع علماء التجويد تجريد المباحث الصوتية المبعثرة في كتب النحو والصرف، والقراءات، وجمعوها في كتب مستقلة، وهذا ما أدى إلى وضوح منهجهم وتميزه عن باقي الدراسات اللغوية للصوت اللغوي.

وفي اليوم الثاني استأنفت أشغال المؤتمر من خلال الجلسة العلمية الرابعة، والتي خصصت لمحور “التكامل الصوتي الدلالي في علم التجويد” برئاسة الدكتور “سيف الدين الفقراء”؛ حيث ألقى الدكتور مبارك بن محمد بلالي من جامعة أحمد دراية بولاية أدرار الجزائر، مداخلة بعنوان “المد والقصر عند علماء التجويد في ضوء علم الأصوات المعاصر”.

اعتبر المتدخل في بداية عرضه أن موضوع “المد والقصر” من أهم موضوعات علم التجويد، ذلكم العلم الذي استفاد حسب قوله من الجهود الصوتية التي أشار إليها علماء اللغة أمثال الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه وابن جني وغيرهم. وذهب أيضا إلى أن علماء التجويد قد أحصوا مواطن المد والقصد رغبة في الحفاظ على التلاوة كما تعلمها الصحابة من الرسول الكريم.

وقسم مداخلته في ثلاثة مباحث، عنون الأول بــأصوات المدّ بين علماء الأصوات وعلماء التجويد، واعتبر فيه أن الحركات لها حالة خاصة في اللغة العربية، وأنها تختلف من حيث طبيعتها الصوتية عن الأصوات الساكنة أو الصوامت، وأن الحركات في الفصحى قسمان: حركات قصيرة وحركات طويلة وطلق على القسم الثاني حروف المد. وعنون المبحث الثاني بـطول الصائت في العربية بين علمي التجويد والأصوات، وذهب فيه إلى أن علماء التجويد اهتموا بالمد والقصد اهتماما خاصا واختلفوا في مراتبه، وتباينت حول درجاته ما بين حركتين أو ثلاث حركات، أو أربع إلى ست حركات، أما موقف علماء الأصوات المعاصرين من سبب المدّ؛ فقد جمع بعضهم بين فكرتي مدّ الصوت من أجل الحفاظ على صوت المدّ، ومدّ الصوت من أجل التهيئ لنطق الهمزة التي تحتاج إلى مجهود عضلي أكبر.

أما المبحث الثالث فوسمه بـأقسام المدّ عند علماء التجويد في ضوء علم الأصوات المعاصر، وخلص فيه إلى أن المد قسمان: مد أصلي ويطلق عليه المد الطبيعي ولا تقوم ذات الحرف بدونه، ومد فرعي ويطلق عليه المد الزائد على المد الأصلي، ومقداره ثلاث أو أربع     أو خمس أو ست حركات، ونظرا لكثرة التقسيمات والتفريعات ركز على المد الألف فقط.

المداخلة الثانية كانت للدكتور بن فريحة الجيلالي من المركز الجامعي أحمد بن يحيى الونشريسي بالجزائر، وكان موضوعها: “التحليل المقطعي للمـدّ في رواية ورش عن نافع”، وقد عرض فيها إشكالية المداخلة من خلال التساؤلات الآتية: كيف يكون التقطيع للحرف الممدود؟ هل هناك أشكال للمقطع تناسب الحرف الممدود؟ هل هناك تطابق بين أداء المد في القرآن وبين أداء المد في الكلام البشري؟ بداية عرف المقطع اللغوي عند كل من تمام حسان وحسام سعيد النعيمي، وتوقف عند أشكاله الخمسة: مقطع قصير مفتوح: (ص ح)، ومقطع طويل مفتوح: ص ح ح، ومقطع طويل مغلق: (ص ح ص)، ومقطع مديد مغلق بصامت: (ص ح ح ص)، ومقطع مديد مغلق بصامتين: (ص ح ص ص).

وهناك من أضاف مقطعا سادسا ويتمثل في صيغة ثالثة للنوع الطويل وهي: (ص ح ح ص ص) وهذا لا يتحقق إلا في حالة الوقف، وانتقل لتعريف المد وأنواعه، ثم فصل القول في التحليل المقطعي لأنواع المد عند ورش ليخلص إلى أن المد الطبيعي وما ينضوي تحته من أنواع مقداره حركتان، وهنا يكون شكل المقطع ص ح ح في حركات المد الثلاث. أما عند التقطيع الصوتي في حركات المد الثلاث علينا حذف الحركة القصيرة التي تسبق الحركة الطويلة للحرف؛ لأن هذه الأخيرة تنوب عن الحركة القصيرة في هذا الموضع وحتى يكون شكل المقطع المتعارف عليه عند الأصواتيين ” ص ح ح ” ولا يكون من نوع ” ص ح ح ح “.

أما المد الفرعي وما ينضوي تحته من أنواع مقداره حركتان، أربع حركات وست حركات في رواية ورش من طريق الأزرق، وعلى هذا فالمدّ يختلف من الطبيعي إلى الفرعي من حيث تطويل الصوت. وختم بقوله أن خصوصية المد بأنواعه في القراءات القرآنية تجد تفاوتا في كمية الصوت من قصر إلى توسط إلى إشباع، وبين هذه الأنواع الثلاثة يجب تمييزها بمقاطع صوتية تساير الصوت المنطوق بالقصر أو بالتوسط أو بالتطويل لستّ حركات وهو ما يسمى بالإشباع.

في حين أن المداخلة الثالثة كانت من إلقاء الدكتورة نادرة بنسلامة، المعهد العالي للغات – تونس، والتي وسمتها بحقيقة القلقلة بين علمي التّجويد والأصوات، وقد افتتحت الدكتورة نادرة مداخلتها بمحور حاولت من خلاله أن تستوعب ما قيل عن القلقلة في الدّراسات الأخرى؛ وذلك بتقديم مفهوم جامع لها، ومحاولة حصر الحروف المختصّة بها، والإحالة على مراتبها.

وفي المحور الثاني قامت بالإجراءات الاختبارية، بدءا بفرضيّة البحث ومدوّنته وصولا إلى الأجهزة المعتمدة في تقطيع العلامة الصّوتيّة ومقاييس ذلك التّقطيع، وفي الأخير – واستنادا إلى هذه الإجراءات – قامت بعرض النّتائج الّتي توصّلت إليها ومناقشتها. وكان هدفها في هذه المقالة تدقيق البحث في القلقلة وتأكيد دور الدّراسات الصوتية المختبرية في تطوير علم التّجويد ومباحثه.

أما المداخلة الرابعة فقد ألقاها الدكتور معتصم الكرطوطي، جامعة مولاي إسماعيل- المغرب، وهي بعنوان: “الوضع الصواتي والأصواتي للمد والقصر عند الصواتيين وعلماء التجويد” وتحدث في مستهلها عن انفتاح الدرس الصوتي على علم التجويد لتلامس التكامل المعرفي، مع العلم أن الدرس الصوتي سابق على ذلك.

وفي دراسة المد والقصر عند علماء اللغة نجد نوعا من الإبهام: فالواو والياء والألف حروف، وهذا خلق اضطرابا، حيث اعتبروا الألف أصلا، مع العلم أن هناك من أسقطه من الحروف الأبجدية. وهناك حروف لا تختلف عن العلل؛ لأن فيها غنة؛ والغنة قريبة من اللين، والتاء تُبْدَل مع الواو، ويتم تسهيل الهمزة (كأس، كاس…) كما تحدث عن خطإ كتابة الفتحة قبل الفتحة الطويلة (قَالَ)، وقدم تمثيلا من الكتابة الصواتية لتبيان ذلك. ليرى أن المد هو الجمع بين حركتين.

كما أثبت وجود علاقة بين المد والتضعيف في اللغات السامية، وأشار إلى تعويض الألف للهمزة: آمَنَ أصْلها أْأْمَنَ، أُؤْمِن أصلها أُومن، وإيمان أصلها إِئْمَان، فتم تعويضها بالألف للتسهيل والتخفيف. وأردف بالحديث عن المرحلة الأصواتية المرتبطة بالمستوى النطقي؛ لدراسة ما اعترى تلك الأصوات من تغيير وتبديل وزيادة وحذف. وهنا يرى أن علماء التجويد يأتون بالصيغة النهائية للشكل المنطوق، أي كما ينبغي له أن يكون. وهو ما يجعلها تخضع لقواعد القراءة الصواتية. ويخلص في نهاية المداخلة إلى القول: إن الهمزة لا تستقر على حال؛ حيث تتأرجح بين التبديل والزيادة والحذف (دجَّ أصلها دَأَجَ، ودحَّ أصلها دَأحَ)، وبالتالي فهي ليست بأصل، بل تنشأ بقواعد صوتية.

وحملت المداخلة الأخيرة عنوان: “مخارج الأصوات بين علم التجويد وعلم الأصوات”، ألقتها الدكتورة هدى روض من مختبر الترجمة وتكامل المعارف، جامعة القاضي عياض- المغرب. وقد كانت هذه الورقة البحثية عبارة عن دراسة مقارنة تدرس أوجه الاتفاق والاختلاف بين علم التجويد وعلم الأصوات الحديث.

لتخلص في الأخير إلى أن علماء التجويد وعلم الأصوات الحديث يتفقان فيما بينهما في أربع مخارج: الأصوات الشفوية (م،ب،و) والأصوات الأسنانية (ف) ومابين الأسنانية (ط،ث،ذ) والأصوات النطعية الحنكية (ج،ش،ي). أما نقط الاختلاف بين هذين العلمين فتظهر في بعض مخارج الأصوات مثل النخروبية/اللثوية والطبقية والحلقية.

ثم تلتها أشغال الجلسة العلمية الخامسة برئاسة الأستاذ الدكتور مبارك بن محمد بلالي، والتي تمحورت حول التكامل الصوتي الدلالي في علم التجويد، وتضمنت أربع مداخلات:

المداخلة الأولى تندرج تحت عنوان “أثر الظواهر الصوتية عند علماء التجويد في بيان المعاني القرآنية – ظاهرة العدول الصوتي أنموذجا”، ألقاها الدكتور عبد الرحمن معاشي من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة بالجزائر.

قدم المتدخل ورقته ببعض القوانين والعلل الصوتية في علم التجويد والقراءات القرآنية وأثرها في بيان المعنى القرآني المعجز، مركزا على ظاهرة العدول الصوتي؛ والتي تمثل ضربا من ضروب الإعجاز الصوتي. ليحدد إشكالية ورقته في السؤالين الآتيين:

  • هل للظواهر الصوتية أثر عند علماء التجويد في بيان المعاني القرآنية؟
  • إذا كان كذلك فما هو أثر العدول الصوتي في بيان هذه المعاني القرآنية؟

بعد هذا التقديم جرد مجموعة من العناصر المكونة لمقالته جاءت كالآتي:

أولا: نشأة علم التجويد والقراءات نشأةٌ صوتية؛ ظهر علم التجويد كفن في حدود القرن الخامس الهجري، ويكون بذلك قد تأخر عن علم القراءات ما يربو عن قرنين من الزمان، وقد كان للقصيدة الخاقانية أثر كبير في ازدهار هذا العلم فيما بعد.

ثانيا: علاقة الظواهر الصوتية بالمعنى القرآني والأدائي؛ تعد علاقة الصوت بالمعنى مؤثراً سمعياً وانطباعياً ذا وقع على الوجدان؛ لأنَّ الصوت في اللغة العربية له إيحاء خاص، وأول من أشار إلى هذه العلاقة الخليل بن أحمد رحمه الله.

ثالثا: مظاهر العدول الصوتي في بيان المعاني القرآنية والإشارة إليها؛ المقصود بالعدول الصوتي: الخروج والميل عن قواعد اللغة المثالية. والمثالية في الأصوات توجد في الصوت المفرد، وفي الصيغ الصرفية، وفي تركيب الجمل. ويعتمد تحديد العدول في النص الأدبي والقرآني بخاصة على معرفة القارئ بقواعد اللغة أولا وبالقراءات القرآنية ثانيا.

نماذج من مظاهر العدول الصوتي في بيان المعاني القرآنية والإشارة إليها: العدول الصوتي بتغيير الحركة – العدول الصوتي بواسطة الإبدال – العدول الصوتي بواسطة الإدغام وفكه – العدول الصوتي بالحذف – العدول الصوتي بالزيادة – العدول الصوتي بالقلب. ثم ذيل المتدخل مقالته بقصدية العدول الصوتي باعتباره الخروج والميل عن قواعد اللغة المثالية في الأصوات، وهو ملمح من ملامح جرأة العربية وشجاعتها. كما حدد ألفاظا كثيرة في القرآن الكريم خرجت عن القياس اللغوي، تمثلت في العدول الصوتي بتغيير الحركة، أو العدول بواسطة الإبدال، أو بواسطة الإدغام وفكه، أو بالحذف، أو بالزيادة، أو القلب أو غيرها.

وجاءت مداخلة الأستاذ الدكتور محمد الصالح بوعافية، من جامعة قاصدي مرباح بالجزائر، ثاني مداخلة ضمن أعمال هذه الجلسة وهي بـعنوان: “بعض الظواهر الصوتية التجويدية وعلاقتها بالمعاني”.

استهل الأستاذ عرضه ببيان وجه التقاطع والتكامل بين بعض الظواهر التي تكون صوتية وبعض الظواهر التجويديية، مقدما بعضا من الأمثلة على هذا النوع من الظواهر على سبيل التوضيح. كما بين خلال عرضه بعض من صور هذه الظواهر التي انتبه إليها القدماء في بحوثهم سواء الصوتية أم التجويدية.

ثم انتقل إلى بيان بعض من العلاقات بين الظواهر الصوتية التجويدية بالمعاني القرآنية مقدما في سبيل ذلك بعضا من الأمثلة التي توضح هذه العلاقات. معتبرا أن أهمية الدرس التجويدي تكمن في التوقف عند بيان العلاقات بين الظواهر الصوتية وعلم التجويد. وختم الأستاذ عرضه بجملة ملاحظات انتهى إليها بحثه في هذه العلاقات.

أما المداخلة الثالثة والمعنونة بـ “الاختلاف الصوتي بين القراءات وأثره في تغير المعنى” ألقتها الدكتورة غنية بوحوش، جامعة محمد الصديق بن يحيى – الجزائر؛ حيث قسمت عرضها إلى محورين رئيسيين هما:

1-التعريف بالقراءات القرآنية مع بيان صلتها بالدرس الصوتي؛

2- اختلاف القراءات صوتيا وبيان أثر ذلك في تغير المعنى.

في المحور الأول عرفت المحاضرة القراءات لغة واصطلاحا، وبينت أن للقراءات القرآنية صلة وُثقى بالدرس الصوتي، سواء على المستوى المصطلحي أو على المستوى الموضوعي والتحليلي والتعليلي. أما المحور الثاني فقد خصصته لتقديم نماذج من اختلاف القراءات صوتيا، وبينت أثرها في تغير المعنى.

وفي الأخير خلصت الباحثة إلى استنتاجات أهمها:

– امتياز اللغة العربية بثراء صوتي حمل معه ثراء دلاليا، فضلا عن غناها الصرفي والنحوي والمعجمي والبلاغي، مما جعلها اللغة الأجمل والأكمل.

– الانفتاح على الدرس الصوتي للغات الأخرى، ينبغي أن ينطلق من مبدأ الفضول العلمي الذي لا تحده حدود، دون المساس بالخصوصيات الصوتية لهذه اللغة أو تلك، أو أن يتأثر الدرس الصوتي بهذه الإيديولوجية أو تلك.

– الإبداع حالة لا يمكن أن تحصل إلا بالاعتزاز بالموروث والانطلاق منه وبالإضافة إليه، وأما الانبهار بالآخر فغالبا ما يؤدي للانصهار ومنه إلى الاندثار.

وختاما قدمت الدكتورة بوحوش مقترحا لتعميم تدريس الأصوات العربية في كل التخصصات العلمية، مع تأكيد العناية بتدريسها صحيحة في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية.

وكانت المداخلة الرابعة من إلقاء الدكتور “نجيب العماري” من جامعة محمد الخامس بالرباط – المغرب، والموسومة بـ: “إسهام الظواهر الصوتية عند علماء التجويد في الإبانة عن المعاني القرآنية”.

وقد سعى الدكتور من خلال مداخلته الوقوف على التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد، وكذا تثمين جهود العلماء الذين حاولوا الاعتماد على علم الأصوات لخدمة النص القرآني، وجعله مكونا أساسيا من المكونات التي تساهم في تفسير الآيات القرآنية، وذلك من خلال مجموعة من الظواهر الصوتية هي:

  • ظاهرة المد: وضح أهميتها في بيان الدلالة بنوعيها، سواء المعنوية أم اللفظية، وذلك بالتركيز على مقطع واحد في الكلام قصد تمييزه عن المقاطع الأخرى.
  • ظاهرة الهمز: مثل لها بقول الله عز وجل في سورة فصلت الآية 44: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيد﴾، حيث اختلف القراء في قراءة الهمزة في “أأَعْجَمِيٌّ”.
  • ظاهرة الإظهار: وتتجلى في قوله تعالى في بسورة القارعة: ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾، حيث تدل الغنة في حرف النون على الطمأنينة والسكينة.
  • ظاهرة الإدغام: قدم له مثالا بقوله تعالى في الآية 28 من سورة النحل: حيث يظهر إدغام حرفي الباء في بعضهما في ﴿اذْهَبْ بِكِتَابِي﴾ لأنهما يشتركان في المخرج والصفة.
  • ظاهرة الإمالة: بين كذلك أهميتها الكبرى في بيان المعنى وإبراز الدلالة من خلال عدة أمثلة قرآنية.

أما الجلسة العلمية السادسة الموسومة بــ “قضايا صواتية في علم التجويد” فقد كانت برئاسة الدكتور أبو بكر حسيني،  واستهلت بمداخلة مشتركة بين الدكتور عبد الحميد زاهيد، والدكتور محمد التاقي، بعنوان: “مقاربة صواتية ثلاثية الأبعاد لظاهرة الإمالة في اللسان العربي”.

ركزت المداخلة التي قدمها الدكتور محمد التاقي، على هدف أساسي وهو كيفية وضع تصور لآلية تمثيل الخلفية الصواتية لسيرورة التحقق الصوتي للقطع الصوتية الممالة، وكيفية ضبط المكانيزمات المتحكمة في هذه السيرورة انطلاقا من المستوى الصواتي ووصولا إلى المستوى الأصواتي.

وأشار إلى أن تتبع تحقيق الإمالة يجعل الدارس لهذه الظاهرة أمام وضعية العمل على معطيات ليست عفوية وإنما لسانية منتجة صوتيا وفق ضوابط منصوص عليها في أوصاف متعلمة، ومعبر عنها كتابة وليس العمل على معطيات صوتية محققة عفويا بناء على الضوابط المكتسبة في المراحل الأولى لاكتساب ضوابط اللسان، بمعنى أن المدروس هو معطى مصنوع خاضع للخطأ والصواب من لدن مستمع مجاز يعطي لنفسه حق الحكم على ما يسمع هل هو خاضع للضوابط أم لا. أما المتكلم فليست له القدرة على هذا الحكم إلا بعد أن يجبره هذا الذي يعتبر نفسه مجازا وله الحق أن يجيز غيره.

وتعرض العارض إلى مفهوم الإمالة في تصور الدرس اللغوي القديم، واختلاف التعاريف والمفاهيم التي أطلقت عليها. وأيضا الخلط الذي وقع في تصنيف الإمالة فهناك من اعتبرها إدغاما أمثال ابن جني.

وقدم الأستاذ تحليلا لظاهرة الإمالة في ضوء نظرية العناصر والإمالة بين التصور القطعي والتصور فوق القطعي. والتبريرات التي تقدمها المقاربة في معالجة الإمالة ومسوغات وقوعها.

بالنسبة للمداخلة الثانية كانت من تقديم الدكتور محمد الفتحي، من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فاس- مكناس- المغرب، المندرجة تحت عنوان: “التناغم الصوتي بين علم التجويد والصواتة: حدود التكامل وإمكانات النمذجة”.

تناول العارض في مداخلته التناغم الصوتي في العربية من خلال ظواهر الإمالة والتفخيم والترقيق والتهميس والتأنيف، من منظور علم التجويد، حيث سعى إلى إعادة قراءة معطياتها وتوصيفها وتحليلها، باعتماد أدوات ومفاهيم نظرية جديدة مستمدة من التصور التوليدي الحديث، انطلاقا من إشكالية أساسية: كيف يمكن لتكامل معارف الصواتة وعلم التجويد أن ييسر معالجة جديدة لظاهرة التناغم الصوتي في اللغة العربية؟ تتفرع عنها جملة أسئلة من قبيل: كيف يبرز التكامل المعرفي بين المجالين من خلال التراث العربي؟ وما هي أسس تسويغ هذا التكامل إجرائيا وتطبيقيا من منظور صواتي؟ وما حدود المقاربة الكلاسيكية لقضايا التناغم الصوتي؟ وما مدى مساهمة ذلك في إعادة قراءة معطيات علم التجويد؟ وما الذي يضيفه فيما يتعلق بالوصف والتحليل الصواتي؟

ونظرا إلى كون وقائع التناغم الصوتي في العربية تتخذ أبعادا متنوعة، عبارة عن سيرورات تقتضي عمليات مختلفة، فقد اقتصرت المداخلة على عرض بعض حالاتها المتعلقة بالتجهير والتهميس والترقيق والتفخيم والتأنيف، باعتبارها مسارات مختلفة، انطلاقا من آراء بعض علماء التجويد، وذلك بإخضاعها لآليات موحدة في الوصف والتحليل من منظور نمذجة جديدة تستند على أعمال حديثة تندرج ضمن القالب التوليدي الحديث.

وقد انتهى العارض إلى أن هذه الوقائع تشكل مجالا خصبا للتكامل بين علم التجويد والصواتة، حيث يوفر الحقل الأول معطيات مؤسسة لتناول الظاهرة في التفكير الصوتي العربي القديم، وتعمل في المقابل الآليات النظرية والمنهجية على إعادة صياغتها وصورنتها. وقد اعتمد العارض في تناولها على آليات تفاعل القيود التي تعمل على ضبط سلامة البناء. وهي بذلك تتيح لغة واصفة جديدة ومنظورا جديدا من حيث المفاهيم والمصطلحات والمبادئ والأسس، يجسد حلقة مهمة من حلقات تطور التوصيف اللساني في الدرس الصواتي والصرفي الحديث، كما تتيح هذه المقاربة اختيار الأدوات النظرية والمنهجية لنظرية المفاضلة، والعمل على توسيع مجالها التطبيقي ضمن مسارات التكامل المعرفي.

بينما كانت المداخلة الثالثة من إلقاء الدكتور يوسف أدراوا، جامعة السلطان مولاي سليمان- المغرب، وهي بعنوان: “قواعد تسهيل الهمزة في علم التجويد والصواتة التوليدية”.

استهل العارض مداخلته بتحديد إطارها النظري في المجال الصرافي؛ حيث تبنى في الصرافة التوليدية مقاربة هالي HALLE (1973) حول قواعد تكوين الكلم، وفي الجانب الصواتي الفونولوجي تبنى المرتكزات النظرية للصواتة التوليدية المعيار مع (تشومسكي وهالي N. Chomsky  &  M. Halle 1968)، أما صوتيا فميز بين أصوات اللسان (الصواتة) وأصوات الكلام (علم الأصوات) بحيث يعتمد على الصوت المنطوق لا الحرف المرسوم. ووقف على قواعد تسهيل الهمزة الثلاث التسهيل بالإبدال، والتسهيل بالحذف، والتسهيل بالنقل، من خلال قواعد الصواتة التوليدية.

وخلص إلى أن ظاهرة تسهيل الهمزة ظاهرة صرف-صوتية، كما أن تسهيل الهمزة يؤكد التكامل المعرفي بين علوم الصوت: الصوتيات، وعلم التجويد، والقراءات القرآنية. وأكد على أن اشتقاق الأشكال المحققة صوتيا لمعطيات تسهيل الهمزة يقتضي تطبيق مجموعة من القواعد الصواتية: وهي التسهيل بالإبدال، والتسهيل بالحذف، والتسهيل بالنقل، على الجذوع باعتبارها خرجا للمكون الصرافي ودخلا لتطبيق القواعد الصواتية.

وفي الختام توصل إلى أن التحاليل الصواتية التي يقدمها علماء التجويد لا تتعارض وتطبيق القواعد الصواتية في الصواتة التوليدية.

الجلسة التكريمية

ترأس هذه الجلسة الدكتور عبد الحميد زاهيد، مدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف؛ حيث قدم عبارات الشكر والامتنان لجميع المشاركين من داخل المغرب وخاجه، والفاعلين في هذا المؤتمر.

ثم سلم الكلمة للدكتور أحمد مراح أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والذي تحدث عن علاقته بالدكتور مولاي المصطفى أبو حازم وقد أثنى في تدخله هذا على العزيمة القوية التي يمتلكها المحتفى به، والإرادة الصلبة هي التي أوصلته إلى مرتبة علمية رفيعة تليق به وبأخلاقه العالية وبعلمه الوفير.

أعقب كلمة الدكتور عادل فائز وهو أستاذ بكلية الشريعة بابن زهر بأكادير؛ حيث تحدث عن العلاقة العلمية التي تربطه بالمحتفى لكونه أحد طلبته، ثم أشاد بنبل أخلاق معلمه وبمستواه العلمي الرفيع، وكذا بمعرفته الموسوعية بالعلوم التي يقوم بتدريسها .

ثم تناول الكلمة الدكتور عبد القادر حمدي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش حيث تحدث أولا عن مكانة كلية الآداب بمراكش المتميزة مقارنة بمثيلاتها من كليات المغرب، وتحدث عن منشورات مختبر الترجمة وتكامل المعارف القيمة، ثم تحدث بعد ذلك وبكلمات مؤثرة عن علاقته المميزة بأبي حازم؛ حيث اعتبره من المسيرين الأكفاء لشعبة اللغة العربية، وعبر عن امتنانه له لمساندته في تسيير شعبة اللغة العربية، مضيفا بأن المحتفى به يتميز بطيب الأخلاق وحسن المعاشرة.

بعد ذلك تدخل الدكتور محمد اليوسفي من كلية اللغة العربية بمراكش؛ حيث تحدث في كلمة مطولة جدا عن علاقته المتينة بالدكتور أبي حاز م، هذه العلاقة التي استمرت لسنوات طويلة جدا، وأثنى على أخلاق المحتفى به وأشاد بعلمه الغزير وتواضعه مع طلبته وأصدقائه واعتبره علما من أعلام كلية الآداب بمراكش.

ثم تدخل الدكتور المختار بسباس من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والذي عبر عن سروره للمشاركة في الاحتفاء بمولاي المصطفى أبو حازم، واعتبر أن هذا التكريم هو تكريم وتشريف في نفس الوقت، وأكد أن الأجيال لازالت محتاجة لهذا العلامة لتنهل من علمه وتستفيد من عطائه.

أعقب ذلك تدخل الدكتور رشيد أعرضي الذي تحدث في كلمته عن علاقته بالمحتفى به، الذي كان له الفضل في تغيير حياته إلى الأحسن، واعتبره رجلا قويا وصلبا وعالما نحويا مميزا، وبعد ذلك ألقى قصيدة شعرية يشيد فيها بأخلاق وفضائل المكرم مولاي المصطفى أبو حازم.

ثم تدخل الدكتور حميد الهواري من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، والذي عدد هو أيضا فضائل ومحاسن وأخلاق المحتفى به، وألقى قصيدة في حق أستاذه مولاي المصطفى أبو حازم.

بعد ذلك تدخل الدكتور عبد الحميد زاهيد الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، وقد أشاد في كلمة مقتضبة ومعبرة بأخلاق الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم، وتحدث عن العلاقة العميقة والمتأصلة التي تجمعه بالمحتفى به، فهي علاقة عمل واحترام وأخوة، وأثنى على فضائل الدكتور على الكلية وعلى شعبة اللغة العربية التي لا تعد ولا تحصى.

بعد ذلك تدخل الدكتور مولاي المصطفى أبو حازم المحتفى به، الذي ذكر أنه تأثر كثيرا بالكلمات التي قيلت في حقه والتي أسعدته وأثلجت صدره، فقام بعد ذلك بشكر جميع المشاركين في الجلسة التكريمية كل واحد باسمه، وقد عبر عن امتنانه للجميع، وعن سروره بهذا الاحتفاء والتكريم الذي تلقاه من مختبر الترجمة وتكامل المعارف ومن الكلية أيضا.

بعد كلمة المحتفى به ألقى الدكتور خالد الساقي من معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية بالرباط، كلمة مؤثرة جدا، حيث أشاد فيها هو أيضا بأصل المحتفى به الكريم، وذكر بأصالة ونبل أخلاقه، وقد أنشد هو أيضا قصيدة تشيد بمحاسن مولاي المصطفى أبو حازم.

ثم اختتمت الجلسة التكريمية بتسليم الدكتور خالد الساقي الدرع التذكاري للمحتفى به، العلامة مولاي المصطفى أبو حازم، وبذلك اختتمت أعمال المؤتمر الدولي الثالث حول التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد.

مقالات ذات صله